أكد نائب رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، محمد عبدالله القرقاوي، أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، تشددان على سرعة اتخاذ الخطوات العملية اللازمة، وتضافر الجهود بين المؤسسات الحكومية، لتحقيق مستهدفات مبادرة «مسرعات دبي المستقبل» تعزيزاً لمكانة دولة الإمارات عالمياً في مجال صناعة المستقبل، وجذب أفضل عقول العالم، وأكثرها ابتكاراً في القطاعات ذات الأولوية الاستراتيجية للدولة.
وأضاف: «تُشكل مبادرة مسرعات المستقبل، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، برنامجاً لدعم الأعمال والمشروعات الناشئة الأكثر تكاملاً مع التوجهات والاستراتيجيات الحكومية، بفضل مشاركة ودعم المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، الممثلة لأكثر القطاعات حيوية وأولوية ضمن أجندة الحكومة، مثل: الصحة، التعليم، النقل والبنية التحتية، الطاقة المتجددة، وغيرها».
وبين أن التحديات الحالية التي تواجه بعض القطاعات الحيوية لمدن القرن الـ21، تتطلب الدراسة المتعمقة والاستشراف المستمر لمتغيرات المستقبل المتسارعة، لابتكار حلول مناسبة لها، مشدّداً على أهمية إشراك قطاع المشروعات الناشئة ومراكز البحث والتطوير والمبتكرين من حول العالم، وخلق المنصات الداعمة لدورهم في إيجاد حلول لهذه التحديات.
وجاءت تصريحات القرقاوي بمناسبة إعلان مؤسسة دبي للمستقبل، بالتعاون مع الجهات المؤسسة لمسرعات دبي المستقبل للتحدي العالمي للقطاعات الرئيسة للمبادرة، المتمثلة في: الصحة، التعليم، البنية التحتية، النقل، الطاقة والمياه، الأمن والسلامة والتكنولوجيا المتقدمة.
ويمثل التحدي العالمي وصفاً لفرص تكنولوجية وخدمية واقتصادية ذات بعد مستقبلي في مجالات محددة ضمن القطاعات الرئيسة، حيث يتم من خلاله دعوة المشروعات والشركات الناشئة محلياً وإقليمياً وعالمياً لتقديم ابتكاراتها وتطويرها وتجربتها وتطبيقها على مستوى مدينة دبي، بالتعاون مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية المؤسسة للمسرعات.
وقد شاركت سبع جهات رئيسة في تأسيس مبادرة مسرعات دبي المستقبل، ممثلة عن القطاعات الرئيسة وهي: هيئة الصحة في دبي، ممثلة عن قطاع الصحة، هيئة المعرفة والتنمية البشرية، ممثلة عن قطاع التعليم، هيئة مياه وكهرباء دبي، ممثلة عن قطاع الطاقة والمياه، هيئة الطرق والمواصلات، ممثلة عن قطاع النقل، بلدية دبي، ممثلة عن قطاع البنية التحتية، شرطة دبي، ممثلة عن قطاع الأمن والسلامة، ودبي القابضة ممثلة عن قطاع التكنولوجيا.
من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لهيئة الصحة في دبي، حميد محمد القطامي، إن «مبادرة (مسرعات المستقبل)، تُعد تحولاً استثنائياً في علم التخطيط والاستراتيجيات وبناء المستقبل، أوجده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأكد أهمية اكتساب أدواته وإمكاناته، من أجل التحرك إلى المستقبل، من دون انتظار قدومه، ومن أجل تحقيق السبق في الوصول إلى أعلى درجات التنمية المستدامة، ومجتمع اقتصاد المعرفة، وامتلاك مقومات الإبداع في مختلف المجالات، ومنها المجال الصحي، الذي يمثل محوراً رئيساً في هذه المبادرة الطموحة.
وأثنى الفريق القائد العام لشرطة دبي، خميس مطر المزينة، على المبادرة، مؤكداً أن «مسرعات المستقبل» تهدف إلى تقريب المستقبل عبر منظومة ابتكارية لجذب أفضل الحلول والمشروعات ذات الاحتمالية الأعلى لخلق قيمة اقتصادية مرتبطة بإيجاد حلول لأهم التحديات القطاعية المستقبلية، مؤكداً أن المشروع واعد جداً، وسيسهم في تحقيق تنمية وقفزة نوعية في دبي لاهتمامه بالحلول الابتكارية في عملية التطوير والبناء والتنمية، وجذب العقول.
وأكد العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، أن «الهيئة تولي أهمية كبرى لتعزيز الشراكات الفعالة بين القطاعين العام والخاص، نظراً لدورها في نجاح مسرعات المستقبل من خلال فتح آفاق الاستفادة من التجارب المتميزة والمبتكرة لتطوير أفضل الخدمات والتطبيقات، والوصول بها إلى أعلى المستويات العالمية، للمساهمة في جعل دبي المدينة الأكثر سعادة على وجه الأرض».
كما أكد المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، مطر الطاير، أن مبادرة مسرعات المستقبل تعتبر إحدى أهم المنصات لتطوير الحلول المبتكرة، منوهاً بأن تحقيق الأهداف المرجوة من المبادرة وجعل دبي المدينة الأكثر ابتكاراً في العالم، يتطلبان تضافر جهود الهيئات والمؤسسات، واستقطاب المواهب البشرية، وبناء شراكات مع الشركات والمؤسسات التي تُعنى بالابتكار، والبحث عن حلول إبداعية تتلاءم مع متطلبات العصر.
وثمن المدير العام لبلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه، إطلاق مبادرة «مسرعات المستقبل»، التي ستسهم في تعزيز وترسيخ مكانة الدولة، ودبي، في مجال الإبداع والابتكار عالمياً. وقال إن مسرعات المستقبل ستسهم بشكل فاعل ومتميز في رسم الأفكار الإبداعية على أرض الواقع بما يخدم أهداف الحكومة في مختلف القطاعات، حيث ستتيح مساحة متميزة للعمل المشترك لتطبيق الأفكار والمشروعات المبتكرة، وتطويرها، لتخدم جميع فئات المجتمع.
وبين نائب الرئيس والعضو المنتدب في «دبي القابضة»، أحمد بن بيات، أن الابتكار يحظى بأهمية خاصة في «دبي القابضة»، ويمثل البوصلة التي توجه أعمالها.
وأضاف: «تنبع أهمية المنصة من كونها تتيح لـ(دبي القابضة) مواصلة لعب دور فاعل في دعم مسيرة تطوير اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، حيث المقرر أن تكون أكبر منصة عالمية لتسريع عملية تحويل الأفكار التجارية إلى واقع، وتعزيز ريادة الأعمال في الدولة».
وأكد رئيس مجلس المديرين، المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، عضو مجلس أمناء مؤسسة دبي المستقبل، الدكتور عبدالله الكرم، أن «المبادرة تدعم جهود دبي في مواصلة الابتكار وتنفيذ الأفكار الإبداعية واستثمار الفرص الواعدة، بما يقود إلى مستقبل أكثر إشراقاً، كما تتيح لرواد الأعمال والخبراء المتخصصين والهيئات الحكومية والخاصة الاستفادة من البيئة المحفزة للإبداع، ما يمكننا من إيجاد أساليب جديدة أكثر ابتكاراً، تسهم في مزيد من الارتقاء بطرق تقديمنا للخدمات التعليمية».
وأفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، سيف العليلي، بأن المؤسسة ستعمل خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق مع الجهات المؤسسة للمبادرة، على إحداث نقلة نوعية، ما يسهم في تعزيز مكانة دبي والإمارات كعاصمة عالمية لتطبيق تكنولوجيا المستقبل، وتحويل المفاهيم المستقبلية إلى مشروعات واقعية.
وصمم التحدي العالمي القائم على سبعة تحديات قطاعية، بناء على مخرجات ورش عمل مع الجهات المؤسسة، بما يتناسب مع توجهاتها، حيث الحرص على استشراف مستقبل القطاعات ودراسة أثر العلوم ونماذج العمل المستحدثة والفرص التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة، المتمثلة في التكنولوجيا ذات القدرة على إحداث تغيير جذري ضمن القطاعات المختلفة، مثل: الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، تكنولوجيا النانو، التكنولوجيا الحيوية، الطباعة ثلاثية الأبعاد وعلم الجينوم، وغيرها. وستحدد المشروعات الناشئة والشركات المحلية، الإقليمية والعالمية لدخول برنامج مسرعات المستقبل بناءً على قدرتها على إيجاد حلول للتحديات القطاعية، وترجمتها إلى نماذج ومشروعات تجريبية يمكن من خلالها بناء قيمة اقتصادية، وتحقيق جاذبية استثمارية وإحداث تغيير إيجابي ضمن القطاع المعني، ما له الأثر في تسهيل حياة الإنسان وتوفير نموذج عالمي ضمن مدينة دبي يمكن الاستفادة منه في مدن ودول العالم المختلفة. وتتمثل التحديات في ما يلي:
الطاقة والمياه:
الحد من استهلاك المياه والطاقة وإيجاد وسائل لزيادة كفاءة الإنتاج «في المنزل، في الإنتاج والتوزيع، والتطبيق التجاري».
النقل:
تقديم نموذج آلي لنظام النقل بمقدوره خفض الازدحام، وانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون «عبر جميع وسائط النقل، ولكن مع التركيز بوجه خاص على الشحن ووسائل النقل الجماعي، مثل سيارات الأجرة والنقل العام».
البنية التحتية:
نمذجة مواد بيولوجية ومعادة التدوير وأنظمة مؤتمتة لرفع مستوى الاستدامة في الأبنية على مستوى المدينة.
الصحة:
تسخير التنوع الوراثي الملحوظ في دبي، لتعزيز سرعة وفعالية التشخيص «باستخدام علم الجينوم، التشخيص عن بعد والطب الشخصي».
الأمن والسلامة:
نمذجة واختبار نظام سلوكي متكامل «جيني وبيولوجي» لتحديد وتتبع ومشاركة معلومات تتعلق بالخارجين عن القانون بصورة أكثر دقة وفعالية.
التعليم:
تطوير ونمذجة أنظمة اختبار وتعليم قائمة على مهارات القرن الـ 21، مع التركيز على حلول التعليم الشخصي.
التكنولوجيا:
نمذجة حزمة من الحلول الرقمية عبر قطاعات الضيافة والعقارات والاتصالات، بما يسهم في التقليل من استخدام التعاملات الورقية، وزيادة سرعة إنجاز المعاملات، وزيادة رضا المتعاملين «من خلال الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا المتقدمة مثل البلوك تشين، وغيرها».
ويوفر الموقع الإلكتروني للمبادرة www.dubaifutureaccelerators.com/ar مزيداً من التفاصيل حول التحديات القطاعية، وكيفية المشاركة فيها، والتواريخ المهمة، إضافة إلى منهجية التقييم التي سيتم على أساسها اختيار الشركات للمشاركة في برنامج «مسرعات دبي المستقبل» في دورته الأولى.
وكانت مؤسسة دبي للمستقبل أعلنت خلال الأسبوع المنصرم عن مبادرة «مسرعات دبي المستقبل»، التي تُعد مبادرة عالمية فريدة من نوعها ضمن أجندة دبي المستقبل، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أبريل المنصرم، حيث تهدف المبادرة إلى توفير برنامج متكامل لتسريع وتنمية أعمال الشركات الناشئة المحلية، الإقليمية والعالمية والعاملة في مجال التكنولوجيا المستقبلية ضمن قطاعات الابتكار الرئيسة. كما ستسهم المبادرة في توسيع وتسهيل أطر التعاون العالمي في مجال الابتكار من خلال توفير منصة متميزة للشركات الناشئة مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة لتقديم حلول لأصعب التحديات القطاعية.
كما أطلقت المؤسسة العديد من المبادرات العالمية ذات البعد المستقبلي خلال الفترة السابقة، مثل استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وإنشاء أول مكتب في العالم بهذه التقنية، واستراتيجية دبي للقيادة الذاتية، والمجلس العالمي للتعاملات الرقمية «بلوك تشين»، ومتحف للمستقبل، ومرصد المستقبل، والمنصة العربية المعرفية الأكبر في مجال استشراف علوم المستقبل، إضافة إلى تنظيم بطولة العالم لرياضات المستقبل.
المصدر: الإمارات اليوم