أكد خبراء في الاقتصاد الإسلامي أن فوز دبي باستضافة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي العاشر العام القادم هو خير دليل على التزام الإمارة بالتحول إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، مشيرين إلى أن سعي دبي لتكون عاصمة الاقتصاد الإسلامي يؤكد التزام الإمارة بريادة الاقتصاد الاسلامي في العالم، وسيكون له أثرٌ هائل على التجارة الدولية برمّتها.
وأشار الخبراء في تصريحات للبيان الاقتصادي أن مبادرة “دبي عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي” التي أطلقت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يناير من العام الحالي تمكنت خلال وقت قصير من رفد الاقتصاد الإسلامي بزخم عالمي غير مسبوق وتمكنت من تحديد الفرص الكبيرة المتاحة في قطاعات الاقتصاد الإسلامي وفتحت للمرة الأولى باب الفرص للاستثمار في سوق قوامه 1.65 مليار مسلم في العالم يزداد عددهم بمعدل الضعف بالمقارنة مع سكان العالم.
وتوقع المهندس ساعد العوضي المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات أن يساهم تحول دبي إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي في مضاعفة حجم نشاط التصدير وإعادة التصدير في دبي خصوصاً وأن دبي هي شريك تجاري رئيسي مع العديد من المراكز التجارية في العالم،..
مشيراً إلى أن انعقاد الدورة العاشرة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في دبي سيدعم بشكل كبير سمعة دبي في أسواق التصدير الإسلامي الرئيسة في العالم خصوصاً وأن الدولة تملك من خلال مؤسساتها الحكومية والخاصة الخبرات اللازمة في كافة القطاعات الإسلامية.
تنوع
وأضاف: ” هناك تنوع كبير في تجارة الأغذية في الدولة خلال السنوات الأخيرة. وأعتقد أن الأغذية الإسلامية ستكون جزءاً هاماً من تلك التجارة لأن الشركات المحلية أصبحت اليوم قادرة على المنافسة في الأسواق سريعة النمو في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وأوروبا، ونحن نعمل من خلال المؤسسة بشكل مستمر على مساعدة التجار المحليين عبر كل المنابر الممكنة لعرض نقاط القوة والقدرات للموردين في الأسواق المحتملة، وجاهزون للتعامل مع النشاطات الجديدة التي ستتولد من خلال تحول دبي إلى عاصمة للاقتصاد الإسلامي.”
وأشار إلى أن إطار سعي مؤسسة دبي لتنمية الصادرات إلى إبراز وتسليط الضوء على صادرات الشركات المحلية وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، والتركيز على تطوير ورفع مستوى قطاع الأغذية في الدولة خلال العام، بالإضافة إلى تشجيع الموردين للحصول على منتجات ذات جودة عالية من خلال دبي.
وأضاف العوضي أن أهمية استضافة دبي للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في دبي تنبع كذلك من أن الإمارة ستتمكن من استقطاب أبرز الخبراء وصنّاع القرار والسياسة إلى دبي، والمساهمة في فهم الأسواق الاسلامية وكيفية تسويق المنتوجات، ومعالجة الأمور اللوجستية العالمية لسلاسل الامداد والخدمات المالية، وهو ما يسهّل التنسيق والعمل مع صانعي القرار ورجال الأعمال والمفكّرين الذين يلعبون دوراً مهماً في توجيه الاقتصادات الاسلامية إلى فرص النمو والتطور.
منصة
من جانبه قال حسين القمزي الرئيس التنفيذي لبنك نور الإسلامي رئيس الفريق التنفيذي لمجموعة نور الاستثمارية إن استضافة دبي للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي 2014 سيفتح المجال أمام قادة وخبراء الاقتصاد الإسلامي في الإمارة لإبراز قدرات وإمكانات الإمارة في التحول إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي.
وأضاف :”سيكون المنتدى بمثابة منصة لاستكشاف أحدث التطورات في الاقتصاد الإسلامي وسبل تطويره وفرصة هامة للوقوف على أحدث البيانات في مختلف القطاعات الإسلامية وهو ما سيساهم في رسم خارطة نمو الاقتصاد الإسلامي خلال السنوات القادمة.
وقال محمد مصبح النعيمي الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات موارد للتمويل، إن فوز الإمارات باستضافة الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في 2014 ، يعود للسمعة الطيبة التي تحظى بها الدولة في الأوساط العالمية، مهنئاً شعب الإمارات وقياداته الحكيمة على هذا الإنجاز الذي تم تحقيقه، الذي إن دل فإنما يدل على مكانة الإمارات والسمعة العطرة والعلاقات القوية والمتينة التي تحظى بها على المستوى الدولي.
وأضاف أن الثقة الكبيرة بالدولة وعناصر الأمن والأمان التي تتمتع بها الدولة في ظل قيادتها الرشيدة، بالإضافة إلى السمعة الكبيرة التي باتت تعرف بها الإمارات..
وبقدرتها على استضافة كبرى الأحداث، كانت العامل الأبرز في دعم الملف الإماراتي بكافة الفعاليات لاستضافة كبرى الإحداث العالمية، مضيفاً أن هذا الفوز يعزز مكانتنا باستضافة أي حدث عالمي مستقبلا، بل أن ما حظيت به الإمارات من استضافة الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في 2014 ، يعد أسساً لنجاحنا في استضافة أكسبو2020 ، وتوالي استضافتا للأحداث العالمية، ويضعنا أمام تحدٍ كبير لتحقيق النجاحات تلو النجاحات.
وأكد النعيمي على أن استضافة دبي لكبرى تلك الفعاليات، يعكس السمعة الطيبة التي تتمتع بها الدولة من خلال قدرتها على استضافة كبرى الأحداث العالمية، مؤكدا على أن شعب الإمارات بكافة مؤسساته قادر على الخروج بهذه الدورة بالصورة المشرفة التي عادة ما تعرف عما نظمته واستضافته الإمارات من قبل من فعاليات عالمية.
بنى تحتية
من جانبه قال سيد فاروق رئيس أسواق المال الإسلامية العالمية في تومسون رويترز الذي يحضر فعاليات المنتدى في لندن حالياً بحضور أكثر من 1800 زعيم سياسي من بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأفغاني حميد كرزاي ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أن فوز دبي باستضافة الدورة العاشرة المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي العام القادم على شهادة على طموح دبي..
والتزامها بالتحول إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي وأضاف أن نجاحات مشابهة من هذا النوع من شأنها أن تدعم مكانة دبي في الأسواق العالمية..
وأن تمهّد الطريق بشكل أكثر فاعلية لدعم البنى التحتية اللازمة لدعم الاقتصاد الإسلامي. وأشار إلى أن تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس في المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي المنعقد حالياً في لندن، حول نية القيادات البريطانية العليا دعم دبي في مشروعها الطموح للتحول إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي من خلال تقديم خبرات لندن في التمويل الإسلامي لدعم المبادرة هو شهادة على قدرة دبي لقيادة المبادرات الاقتصادية الكبرى من جهة ودليل على مصداقية وأهمية الاقتصاد الإسلامي حتى خارج حدود العالم الإسلامي من جهة أخرى.
وأضاف: “أعتقد أن لندن تدرك جيداً أنها لن تكون مركز ثقل الاقتصاد الإسلامي في العالم ولذلك فهي تدرك أهمية مد يد العون لدبي لتكون هي العاصمة الأولى للاقتصاد الإسلامي في العالم خصوصاً وأن لندن تدرك تماماً أن دبي رسمت لنفسها استراتيجية فعالة وهي تتخذ خطوات مدروسة وثابتة على طريق التحول إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي.
فرص كبيرة
وأضاف فاروق: ” أعتقد أن دبي ستكون قادرة على الاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة في الاقتصاد الإسلامي، حيث تشير آخر الاحصاءات إلى أن حجم أصول المصارف الإسلامية يصل إلى أكثر من 1.3 تريليون دولار 2011 ومن المتوقع أن تنمو إلى تريليون دولار بحلول 2014، وسيكون منها 131 مليار دولار في دول الخليج و89 ملياراً في دول جنوب شرق آسيا و257 ملياراً من باقي دول العالم. ..
وأعتقد أن كل تلك العوامل يمنح دبي إمكانات فريدة تمكنها من تغيير وجه تجارة المنتجات الحلال بوتيرة متسارعة، وذلك من خلال شبكتها التجارية، الأمر الذي من شأنه دفع عجلة الاقتصاد الإسلامي قدماً ودفع إمكانيات دبي كمركز للاقتصاد الإسلامي.”
من جانبها قالت رحاب لوتاه نائب رئيس مجلس إدارة منتدى رواد الأعمال بدبي، إن فوز دبي بشرف استضافة الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في 2014، يعد نجاحاً كبيراً وثقة غالية يعتز بها كل إماراتي على أرض الدولة، لم يكن ليتحقق لولا همة قيادات الدولة وحكمتهم في إدارة البلاد..
مشيرة إلى أن هذا النجاح وهذه الاستضافة تفاؤل كبير وخطوة طيبة للاستضافة المقبلة لإكسبو دبي 2020. وذكرت أن حكامنا وقياداتنا زرعوا فينا الأمل بأن دبي هي الأجدر على استضافة الإحداث العالمية، استنادا إلى الإمكانات والقدرات التي تتمتع بها دولة الإمارات وتؤهلها بجدارة لاستضافة أي حدث عالمي من نوعه في دبي، لافتة إلى أن صلات الإمارات الواسعة عبر القارات أتاحت فرصاً غير مسبوقة لاستضافة الفعاليات العالمية.
تقدير عالمي
لفت الدكتور منصور العور رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية أن تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس هو شهادة غربية على الإمكانيات التي تتمتع بها دبي تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسيكون داعماً إضافياً ودعماً لجهود دبي لتكون المرجعية الأولى في الاقتصاد الإسلامي..
وأضاف أن اختصار الخطة الاستراتيجية بهذا الصدد والتي عرضت على صاحب السمو الشيخ محمد من ست إلى ثلاث سنوات هو مؤشر هام كذلك على إمكانات دبي الكبيرة ورؤيتها الطموحة وأن استضافة دبي للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي العاشر هو محطة جديدة على مسيرة النجاحات والإنجازات التي تحققها الإمارة. وأضاف : إن تحول دبي إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي سيساهم في توظيف عدد كبير من الشباب الخليجي خصوصاً وأن دول مجلس التعاون الخليجي ستحتاج لسد حوالي 10 آلاف شاغر وظيفي في مجال التمويل والصيرفة الإسلامية بحلول 2015.