في اليوم الذي يحتفل به العالم بيوم السياحة، تواصل دبي تحقيق إنجازات نوعية على العديد من المسارات المتعلقة بدخول أعداد كبيرة من الغرف الفندقية وزيادة مطردة في أعداد الزوار بدعم من توسع الناقلات الوطنية ووصولها إلى وجهات جديدة.
وشكل نجاح القطاع السياحي في دبي نموذجاً ملهماً للعديد من المدن العالمية، خاصة وأن الإمارة استطاعت خلال سنوات معدودة أن تعزز مكانتها على خارطة السياحة والسفر العالمية لتصبح واحدة من أهم وأكبر الوجهات السياحية العالمية، بحسب العديد من التقارير والمؤشرات الدولية العالمية المتخصصة.
وتظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي حجم القفزات النوعية التي استطاع القطاع السياحي أن يحققها خلال السنوات الماضية على صعيد النمو في عدد الزوار الذي ارتفع من 13.2 مليون سائح زائر في 2013 إلى 15.8 مليوناً بنهاية العام الماضي بنمو 19.7%، ومن المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 16 مليوناً بنهاية العام الجاري بعد أن استقطب القطاع نحو 9.25 ملايين زائر في أول 7 شهور من العام الجاري.
5 عوامل
وأكد خبراء ومسؤولون في القطاع السياحي في دبي أن هناك 5 عوامل أساسية ساهمت في انتعاش القطاع وتفوقه على الكثير من عواصم السياحة العالمية والتي تتمثل أهمها في المبادرات النوعية والدعم اللامحدود من الحكومة للقطاع السياحي الذي يعول عليه بشكل كبير في قيادة قاطرة اقتصاد ما بعد النفط، ويرجع العامل الثاني إلى الموقع الجغرافي الذي تتمتع به دبي الذي يعتبر حلقة وصل بين الغرب والشرق في ظل وجود شبكة قوية من رحلات الطيران التي تربط الإمارة بالعالم، لاسيما عبر طيران الإمارات وفلاي دبي.
وشكل حجم الاستثمارات الضخم بالبنية التحتية للقطاع السياحي بمجالاته المختلفة خصوصاً في الترفيه والتسوق والأعمال والمؤتمرات العامل الثالث الذي ساهم في النمو المستدام للقطاع السياحي، في حين يشكل مناخ الاستقرار والأمن الذي يتوافر بالدولة واحداً من أهم عوامل الانتعاش السياحي، أما العامل الخامس فيرجع إلى استراتيجية التنوع التي اعتمدتها دبي وعدم اعتمادها على أسواق معينة، الأمر الذي مكنها من تجاوز الأزمات التي واجهت القطاع خلال السنوات الماضية والتي كان مصدرها أسواق وظروف عالمية.
3 محاور
وقال الخبراء إن الاستراتيجية السياحية التي اعتمدتها دبي لتعزيز فرص نمو القطاع ارتكزت على 3 محاور رئيسة هي التنوع في الاعتماد على الأسواق وعدم الارتهان إلى سوق معين بل عملت على تنوع المصادر السياحية لتشمل أكثر من 150 دولة، أكبرها الهند والسعودية والمملكة المتحدة على التوالي، في حين تمثل المحور الثاني في التنوع في توفير المنتج السياحي، حيث باتت دبي توفر العديد من البرامج السياحية التي تتناسب مع مختلف أنواع السياح وأعمارهم، إضافة إلى التنوع في الترويج السياحي والذي شمل مختلف الأسواق والوسائل.
وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: إن نجاح سياحة دبي مستمد من البرامج الفعّالة والخطط المستوحاة من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتمكين دبي من التفوّق على المدن العالمية الأخرى، حيث نجحت دبي بالفعل في توسيع تواجدها على المستوى العالمي، وأسّست لها سمعة ممتازة في مختلف أسواقها الرئيسية، وبين مختلف فئات زوّارها من شتّى الدول، مشيراً إلى أنه ينبغي على «دبي للسياحة» وجميع شركائها تعزيز الجهود الحالية، علاوة على الاستمرار في تبنّي ثقافة الابتكار والإبداع.
نموذج فريد
من جهته، قال محمد عوض الله رئيس مجموعة «تايم للفنادق القابضة»، إن القطاع السياحي في دبي شكل نموذجاً للعديد من المدن حول العالم، مشيراً إلى أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في استدامة النمو السياحي في دبي منها على سبيل المثال اعتماد دبي على العديد من الأسواق حول العالم في تغذية فنادقها ومرافقها السياحية، بالإضافة إلى نمو وتوسع الناقلات الوطنية من حيث عدد الوجهات ووصولها إلى أسواق جديدة.
المصدر: البيان