أكد مستثمرون في قطاع السياحة والسفر، زيادة أعداد السياح السعوديين في هذا الصيف 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ليصلوا إلى 6 ملايين مسافر، استناداً إلى حجم التأشيرات وتذاكر السفر المصدّرة خلال الفترة الماضية.
وأشاروا إلى أن مدينة دبي هي الوجهة الأولى للسعوديين عربياً مع تردي الأوضاع السياسية والأمنية في البلدان السياحية العربية الأخرى، فيما تتصدّر ماليزيا الوجهات آسيوياً، ولندن أوروبياً، كاشفين عن وجهات جديدة أضيفت إلى رغبات السعوديين هذا الصيف، وهي غوانزو الصينية وميونيخ الألمانية.
وتوقعوا في حديث إلى «الحياة» أن تعود مصر بعد استقرار أوضاعها السياسية بوصفها وجهة مفضلة للسفر خلال إجازة عيد الفطر المبارك، وبخاصة أن شرم الشيخ وبيروت بدأتا خلال الفترة الأخيرة تجذبان السياح السعوديين.
وقال رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، الدكتور ناصر الطيار: «عربياً ما زالت دبي هي الوجهة المفضلة وشبه الوحيدة للمسافرين السعوديين، ولكن نتوقع إذا ما استقرت الأمور في مصر فإنها ربما تدخل بقوة على خط الوجهات المفضلة لدى السعوديين في إجازة عيد الفطر المبارك.. حالياً يذهب السعوديون إلى شرم الشيخ والغردقة على رغم حرارة الجو، وأيضاً بيروت هناك حركة بسيطة في السفر إليها».
وأوضح أن السعوديين اتجهوا أوروبياً إلى النمسا وألمانيا وبريطانيا وسويسرا لتكون أبرز الوجهات الأوروبية لهم، مبيناً أن إجراءات التأشيرات الأوروبية ظلت على ما كانت عليه سابقاً، ولم تشهد حدوث أي تغييرات أو اشتراطات جديدة. وعن حجم أعداد السياح السعوديين خلال هذا الموسم، أفاد الطيار: «أعداد السعوديين ستزداد في هذا الصيف مقارنة بها خلال العام الماضي، وربما تصل إلى 6 ملايين مسافر، بالنظر إلى أن إجازة الصيف الماضي انقسمت قسمين، شهر قبل رمضان، وأيام معدودة بعد رمضان، أما هذه الإجازة فهناك شهر كامل بعد رمضان، فضل السعوديون أن يسافروا فيه إلى وجهاتهم السياحية المفضلة خارجياً، بعد أن أنجزوا أعمالهم وتسجيل أبنائهم في الجامعات خلال الأيام التي تسبق رمضان.
اشتداد الحرارة في هذا الصيف بحسب محللي الأرصاد الجوية والتي ربما تصل درجتها في أيام رمضان الأولى إلى 50 درجة، ستدفع بعض السعوديين إلى السفر طلباً لوجهة أجواؤها مناسبة». ووافقه الرأي الرئيس التنفيذي لوكالة الرياض للسياحة والسفر، منصور القحطاني الذي يرى أن مدينة دبي ما زالت هي الوجهة العربية الوحيدة المفضلة لسياح السعودية خلال الأعوام الأخيرة بعد الأزمات السياسية التي ضربت مصر ولبنان وسورية وتونس.
وقال القحطاني: «مصر بعد انتخاب الرئيس هناك طلب عليها، ولكن معظم الرحلات مغلقة نظراً إلى أن الجالية المصرية عددهم كبير في السعودية، وهم في طريق عودتهم إلى بلدهم، وحتى الآن ليس هناك رحلات إضافية إلى مصر، وهو أمر يحدث منذ الثورة حتى الآن، إذ اكتفت شركات الطيران بالرحلات اليومية المجدولة».
وأشار القحطاني إلى أن معظم السياح السعوديين فضلوا أن تكون عطلتهم خلال عيد الفطر والأيام التي تليه، لأن الفترة التي تسبق رمضان تعد أياماً معدودة لا تلبي حاجاتهم، مبيناً أن معظم المسافرين في هذه الفترة هم من عائلات المبتعثين في الخارج.
وعن وجهات السياح السعوديين خارج الوطن العربي، أفاد: «ماليزيا وإندونيسيا الطلب عليهما آسيوياً، وبرزت وجهة جديدة هي الصين، وتحديداً غوانزو، أما أوروبياً فهناك توجه نحو معظم البلدان السياحية، غير أن بريطانيا تصدرت وجهات السياح أوروبياً، إذ بلغت الحجوزات إليها 30 في المئة، كما برزت ميونيخ وجهة جديدة مفضلة لدى السعوديين».
وأوضح القحطاني أن الدول الأوروبية لم تضع مزيداً من الشروط على التأشيرات، بل ظل الوضع كما هو عليه، منتقداً تأخر بعض السياح وإنهاءهم إجراءات السفر في الوقت الضيّق.
وكشف عن زيادة في أعداد السيّاح السعوديين المسافرين إلى الخارج بمعدل 20 في المئة عن موسم الصيف الماضي، مستنداً في ذلك- بحسب قوله – إلى أعداد التأشيرات التي تم تصديرها خلال الفترة الماضية.
من جهته، قال مدير وكالة شمس للسياحة وعضو لجنة السفر والسياحة بغرفة المدينة عبدالرحمن بن فهد شمس: «الإقبال الأكبر من السعوديين في شكل عام على إسطنبول بصفتها وجهة مفضلة لديهم في هذا الصيف، وعربياً ما زالوا يفضلون الإمارات على غيرها، وإلى الآن لم يحدث إقبال على مصر، فاستقرارها في شكل تام يحتاج إلى مزيد من الوقت، ولذا ما زال كثير من السعوديين السياح محجمين عن السفر إليها، إجمالاً أستطيع القول إن معدلات السفر للسعوديين عربياً ما زالت كما هي عليه خلال العامين الأخيرين، فالثورات العربية التي أنتجت عدم استقرار في كثير من البلدان السياحية بالمنطقة ما زالت تلك الدول تعيش تبعاتها».
المصدر: الحياة – المدينة المنورة – أحمد بن حمدان