إبراهيم شكرالله – دبي
يعتزم فريق «دبي رايدرز»، المكون من مجموعة من الشباب الإماراتيين من سائقي الدراجات النارية، شحن دراجاتهم إلى اليونان، الشهر المقبل، والبدء في رحلة ترويجية لإمارة دبي وملف استضافتها «إكسبو 2020»، في ثماني دول أوروبية على مدار 22 يوماً، وذلك بمجهودات شخصية منهم.
وشارك الفريق في التجمع السنوي العالمي لأصحاب فرق الدراجات النارية «إف آي إم رالي» الذي أقيم في بولندا، إضافة إلى رحلة حول مدن أوروبية مختلفة على مدار 20 يوماً، العام الماضي، ويروي أعضاء الفريق الكثير من القصص المثيرة للاهتمام التي صادفتهم العام الماضي أثناء تجولهم في مدن وقرى أوروبية مختلفة بدراجاتهم النارية التي تحمل لوحات دبي، إضافة إلى الأعلام الإماراتية.
وقام الفريق بالتواصل مع دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، إضافة إلى اللجنة المنظمة لملف دبي «إكسبو 2020» لمساعدتهم في الترويج للملف بمختلف الوسائل، وذلك قبل انطلاق رحلتهم الأوروبية.
ويعد أعضاء الفريق المكون من سبعة أشخاص أن ما يقومون به هو «للتواصل الثقافي، وتعريف الغرب بالإماراتيين ومدينة دبي التي سمع الكثيرون عنها ولم يسبق لهم زيارتها»، مؤكدين أن قيام دولة الإمارات بترشيح ملف دبي لاستضافة حدث دولي بوزن «إكسبو 2020»، هو سبب آخر يدفعهم للعودة إلى أوروبا وتعريف الناس بمدينة دبي وملفها الخاص بالاستضافة.
ويقول صالح الشريف الذي، يعد عضوا مؤسسا للفريق، لـ«الإمارات اليوم»: «أثناء طريقنا إلى إحدى المدن الأوروبية، العام الماضي، اقتربت سيارة مني وقام سائقها بالإشارة إلى هاتفه المتحرك، طالباً مني النظر إلى صورة، وحينها توقفت وذهبت إليه فأراني على هاتفه صورته في برج خليفة وقال لي: انظر لقد ذهبت إلى برج خليفة!».
ويضيف «الناس في أوروبا يلاحظون لوحات دراجاتنا بأنها من دبي، ويسألوننا هل نحن فعلاً من دبي، وماذا أتى بنا، وكيف وصلنا من الأساس إليهم، فنشرح لهم أن الهدف الأساسي من وجودنا هو تعريفهم بدبي ومن أجل التواصل الثقافي بيننا وبينهم، ثم نقوم بإعطائهم أقراصاً مدمجة وكتيبات حول دبي، قامت دائرة السياحة والترويج التجاري بدبي مشكورة بتوزيعها علينا من أجل إعطائها للناس أثناء رحلاتنا».
وحول «إكسبو 2020»، وترويجهم لملف دبي، يقول الشريف «إن نظرنا إلى شعار ملف دبي، نجد إنه يقول (تواصل العقول وصنع المستقبل) وهذا ما نرغب في أن نفعله؛ الترابط بين الشعوب هو الأهم».
ويضيف «العشرات من الآلاف من الأوروبيين يأتون إلى دبي، لكن قلة منهم من يختلط بالمواطنين ويحتك معهم، نحن نرغب في أن نعرّفهم أكثر بنا، وأن نكسر الاعتقادات الخاطئة والحواجز التي يعتقدون أنها توجد بيننا وبينهم».
ويرتدي أعضاء الفريق الذي تأسس رسمياً العام الماضي زيا موحدا، يحمل علم الإمارات، أثناء تجوالهم في أوروبا، ويضعون علم الإمارات على دراجاتهم، وفي رحلتهم المقبلة، الشهر القبل، سيضعون على دراجاتهم ملصقات «إكسبو 2020، دبي، الإمارات».
ويتكون فريق «دبي رايدرز» من صالح الشريف وسامي حسن ومحمد زايد وعبيد الرايحي وناصر الفلاسي وسعود بالهوش ومحمد فيروز، ولن يتمكن الأخيران من اللحاق ببقية أصدقائهما الشهر المقبل في رحلتهم الأوروبية، وذلك بسبب ظروف العمل.
ويروي عضو الفريق، سامي حسن، قصته مع إيطاليين التقى بهم في بولندا، أثناء التجمع السنوي العالمي لفرق الدراجات النارية، العام الماضي «قلنا لهم إن هناك في دبي جزيرة اصطناعية اسمها النخلة، فلم يصدقوا ذلك، وقالوا إننا نكذب، لكننا قمنا بتشغيل الأقراص المدمجة وأظهرنا لهم الصور، وأظهرنا لهم على الخريطة أين تقع دبي، وموقع برج خليفة والمشروعات الجديدة، حتى استوعبوا أننا بالفعل صادقون!».
ويضيف «الناس يرغبون في معرفة سبب قدومنا إليهم، ويملكون الكثير من الأسئلة، فالكثيرون منهم غير ملمين، ولا يعرفون عن دبي الكثير، لهذا السبب زرنا الكثير من القرى الأوروبية العام الماضي، وأقمنا فيها كي نعرفهم بدبي، بعض الناس كانوا يقولون إنهم يعرفون برج خليفة فقط، وبعضهم كانوا يعتقدون بأننا لا نزال نعيش في الصحراء، وآخرون كانوا يعتقدون أن الإمارات والسعودية دولة واحدة!».
ويؤكد حسن «حينما فازت قطر بملف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، بدأ الناس من جميع أنحاء العالم، ممن لا يعرفون قطر، البحث عن اسمها والتحري عن معلومات تخصها، ونحن نعتقد أن دولة الإمارات التي أصبحت في 41 عاماً تنافس الدول العظمى في تقدمها، ستنتقل إلى مستوى آخر، وستحظى بطفرة كبيرة حال فوزها بملف «إكسبو 2020»، وهذا ما نرغب في أن نشارك فيه، ولو بجزء بسيط، عبر ما نقوم به».
ويقوم أعضاء الفريق بتحمل نفقات السفر، الأمر الذي يفسره صالح الشريف بأنه «لحبنا لهذه الهواية وترويجا لمدينة دبي»، ويؤكد بقية أصدقائه أنهم يستمتعون بالقيام بهذه الجولات الخارجية.
ويتحدث عضو الفريق، محمد زايد، عن قصة طريفة تعرض لها الفريق أثناء تجواله في ألمانيا، مشيراً إلى أن «أحد الأشخاص تبعنا بسيارته حتى توقفنا في محطة للبترول، وظهر في ما بعد إنه كان قد تراهن مع زوجته على أن لوحات دراجاتنا هي فعلاً من دبي، فيما لم تعتقد زوجته ذلك، وحينما تأكد الزوج من صحة اعتقاده، قام بإهدائنا هدية عبارة عن بسكويت، وقمنا نحن بدورنا بإعطائه الأقراص المدمجة والكتيبات التي لدينا، وتصادف بعد فترة أن زارنا في دبي».
وفي ألمانيا كذلك، وفي موقف تعرضوا له في مدينة هامبورغ، يقول صالح الشريف إنه «في اليوم الأخير لرحلتنا الأوروبية العام الماضي، أوقفنا دراجاتنا عند الفندق الذي نقيم فيه، فجاء شرطي إلي وقال لي: هل أنتم من دبي؟ وعاد ثلاث خطوات إلى الخلف وطلب من أحد المارة أن يصوره معنا، ثم قال: أرغب في أن أعود إلى زملائي في الشرطة وأقول لهم إنني رأيت أشخاصاً من دبي، وأريهم الصورة حتى يصدقوني!».
وستنطلق رحلة «دبي رايدرز» بدراجاتهم من طراز «هولندا غولد وينغ» في 23 أغسطس المقبل، وستنتهي في 13 سبتمبر،، ويؤكد أعضاؤه قبل الانطلاق في الرحلة «نرغب في أن نضع أخلاقنا وهوايتنا كمواطنين إماراتيين فوق كل شيء في هذه الرحلة»، متمنين حينما يعودون إلى الإمارات مجدداً أن يكونوا قد أسهموا ولو بجزء بسيط في الترويج لملف دبي «إكسبو 2020» قبل شهرين من الإعلان عن الملف الفائز.
المصدر: الإمارات اليوم