أثار أحد الدروس في مادة اللغة العربية للصف الرابع، استياء أولياء أمور بسبب تشجيعه على «تفكيك الرابط الأسري»، و«اللغة الركيكة»، و«إقحام الأطفال في المشاكل الأسرية» و«ترسيخ فكرة الزوجة الثانية» في المنزل، وفقاً لتعليقات عدد منهم على منصات التواصل الاجتماعي. فيما أكد قطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم أن هناك 4 معايير أساسية يتم اتباعها في اختيار النصوص والأعمال الأدبية، والمتوافرة في القصة المذكورة. ولفت إلى أن القصة هدفها إرساء قيم التسامح والتعاطف في وجدان الطلبة من خلال ذكريات بيت إماراتي، بلغة متماسكة جميلة، داعياً في الوقت نفسه إلى عدم إخضاع النص الأدبي لتأويلات خاصة، ونشر مقتطفات خارج السياق الزماني والمكاني للقصة بما يحرّف التطور الدرامي للخط الروائي، وبالتالي رسالة الكاتبة.
وأبدى أولياء الأمور والمتابعون اعتراضهم على قصة «أمي جديدة» المنشورة في النسخة التجريبية من كتاب الطالب للعام الدراسي 2017- 2018، ليتداول بعض المغرّدين صفحات ومقتطفات من الكتاب تتضمن أكثر المقاطع التي أثارت استهجانهم.
وتتناول «أمي جديدة» للكاتبة الإماراتية مريم الراشدي الصادرة عن دار العالم العربي الإماراتية، ذكريات الكاتبة عن الزوجة الأولى لوالدها في بيئة إماراتية بحتة، وطبيعة العلاقة الإنسانية الخاصة التي جمعتهما، من خلال استعادتها لبعض المواقف التي تبرزها ببراعة رسوم الفنانة الإماراتية ريم ناصر المزروعي.
وأكد الدكتور رشيد الحمادي مدير إدارة المناهج للصفوف المتوسطة في وزارة التربية والتعليم، أن نص «أمي جديدة» يدعو إلى التراحم والاحترام بين الصغير والكبير، حيث أتبعت القصة بنص معلوماتي للطلبة عنوانه «التعامل مع كبار السن». وتركز الأنشطة المرافقة للقصة على التأمل والتفكير قبل إصدار الأحكام المسبقة، وكذلك على مفهوم التسامح وتقبّل الآخر، وهي إحدى القيم التي تحرص الدولة والمنظومة التعليمية على غرسها في الطالب الإماراتي.
وأشار في تصريح لـ «الاتحاد» إلى أن معايير الوزارة في اختيار النصوص والأعمال الأدبية تصب في الجودة الفنية للعمل الأدبي، تناسبه فكرياً ولغوياً مع الفئة العمرية المستهدفة، تماشيه مع ثقافة المجتمع وقيمه، والمستوى اللغوي والبياني. ولفت إلى أن كل تلك الشروط متوافرة في قصة «أمي جديدة»؛ لذلك فإن المغالطات التي طرحتها بعض الأقلام غير حقيقية؛ لأن القصة لا تدعو إلى تعدد الزوجات.
وأكد أن القصة المطروحة تدعو الطلبة إلى قراءتها وتحليلها، ومن ثم قبولها أو رفضها بناءً على قواعد معروفة في النقد والتحليل والاستنتاج، التي تعدّ إحدى أسس الخطة الدراسية المطورة للمدرسة الإماراتية. وأوضح أن هناك دائماً خيطاً إنسانياً يربط القارئ بعالم القصص وشخصياتها.
وأشار الدكتور الحمادي إلى أن البالغين يسقطون على النص تأويلات وأحكاماً، لا يلتفت إليها صراحة القارئ الصغير؛ لأنه يتبع صوت الطفلة الإماراتية، الذي سيدخله في فضاء الرحمة والمودة بينها وبين أمها «جديدة».
أما مسألة تمييز الولد على البنت، فهذه حادثة وقعت في القصة، ولا يعني ذلك أن القصة تدعو إلى ذلك، بل على العكس، إذ يبرهن الموقف على تسامح الطفلة التي كانت واعية لفكرة التمييز من قبل الشخصية الأخرى. وأشار إلى أن العديد من القصص الأخرى العربية والأجنبية تظهر مواقف معينة أو تصرفات قد لا يتم تأييدها، لكن هذا لا يعني تبني تلك التصرفات وإنما تعلّم كيفية التعاطي معها.
وأكد أن «أمي جديدة» ترمز إلى شخصية حقيقية تعيش في بعض بيوتنا، وهي لا تعبر عن الصورة النمطية لزوجة الأب الشريرة والقاسية، والمكروهة من الجميع.
ودعا الحمادي أولياء الأمور والمتابعين من مختلف أطياف المجتمع إلى التواصل المباشر مع الوزارة لطرح أي تساؤل أو اعتراض يتعلق بالكتب المدرسية والمناهج الجديدة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن التقييم والتغذية الراجعة من الميدان جزء أساسي من عملية التطوير المستمر للمناهج.
المصدر: الاتحاد