دعمت روسيا ترسانتها المرسلة إلى سوريا بأسلحة نووية، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة لليوم الثالث على التوالي في ريف الرقة الشمالي بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، وأكدت وزارة الدفاع الأميركية دعمها لهذه العملية حتى «استئصال سرطان داعش»..
فيما جددت تركيا رفضها مشاركة «الجماعات الخطأ» في تحرير الرقة، بينما قتل أطفال ونساء في قصف جوي على إدلب شمال سوريا، في وقت سيطرت قوات النظام السوري على منطقة استراتيجية جنوب غرب مدينة حلب.
وذكرت وكالة «سوتنيك» الروسية، أن روسيا أرسلت إلى سواحل سوريا قطعاً بحرية عملاقة ونووية، مشيرة إلى أنها باتت مستعدة لشن ضربات عسكرية قاتلة ضد أهداف في سوريا.
وأضافت الوكالة، إن «مجموعة القطع البحرية التي تقودها حاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف) والطراد الصاروخي (بطرس الأكبر)، غادرت قاعدة الأسطول الروسي في شمال روسيا إلى البحر المتوسط في 15 أكتوبر، ووصلت إلى البحر المتوسط الأسبوع الماضي».
وسبق لوسائل إعلام روسية أن نشرت صوراً لحاملات طائرات منها «الأميرال كوزنيتسوف» والطراد النووي الروسي «بطرس الأكبر».
قتال شمال الرقة
وفي التطوّرات الميدانية الخاصة بمعركة تحرير الرقة، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ الاشتباكات شمال الرقة تتركز في منطقة تل السمن، التي تقدمت فيها قوات سوريا الديمقراطية، وسط قصف لطائرات التحالف الدولي مواقع للتنظيم في هذا المحور وبمحاور أخرى في ريف الرقة الشمالي وفي منطقة عين عيسى في الريف الشمالي الغربي، وسط معلومات عن سيطرة القوات على قرية جديدة.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده تريد ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد تنظيم داعش من مدينة الرقة السورية، وإن العملية ستبدأ في غضون أسابيع.
وأضاف إن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات -في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية- ستشارك فقط في حصار الرقة دون أن تدخلها.
سرطان «داعش»
وفي ذات السياق، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك، أن الخطوة التالية بعد زحف قرات سوريا الديمقراطية شمال مدينة الرقة هو «اقتلاع سرطان داعش مما يسمى عاصمة خلافتهم»، مؤكداً ترحيب وزير الدفاع آشتون كارتر بالإعلان الصادر عن قوات سوريا الديمقراطية الأحد ببدء الزحف باتجاه الرقة.
وقال إن هذه «خطوة مهمة لضمان أن داعش لن تستعمل الرقّة لترهيب الشعب السوري، وكذلك منعهم من استعمال المدينة كمركز تخطيط لهجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها».
وأكد كوك أن قوات سوريا الديمقراطية أحرزت تقدماً منذ أن بدأت تحركها باتجاه الرقّة، وأنه تم إسناد تقدمها من قبل ضربات التحالف الجوية والتي دمرت مركبات مفخخة بالأجهزة التفجيرية للتنظيم ومواقعه. وشدّد على دعم التحالف للقوات المشاركة على الأرض.
غارة على إدلب
وفي الشمال السوري حيث تستمر عمليات الإبادة الجوية، قتل سبعة أطفال وامرأتان حاملان أمس جراء غارة استهدف مدينة خان شيخون في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن «استهدفت غارة جوية يرجح أنها روسية، شارعاً في مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل سبعة أطفال كانوا يلعبون أمام أحد المنازل، فضلاً عن امرأتين حاملين». وأشار الى أن بين القتلى ثلاثة أطفال أشقاء كانوا في زيارة الى منزل جدهم، بالإضافة الى طفلين شقيقين من عائلة أخرى.
تقدّم للنظام
وعلى جبهة أخرى في شمال سوريا، حققت قوات النظام تقدماً عند الأطراف الغربية لمدينة حلب، حيث تدور منذ أكثر من عشرة أيام اشتباكات إثر هجوم شنه «جيش الفتح» (جبهة النصرة سابقاً). وأفاد عبد الرحمن أن قوات النظام سيطرت على مشروع 1070 في الأطراف الجنوبية الغربية بعد اشتباكات عنيفة، «ما يمكنها من تحصين مناطق سيطرتها في جنوب حلب».
وقالت جماعتان من المعارضة في حلب إن القتال ما زال مندلعاً في المنطقة.
ريف دمشق
شنت فصائل المعارضة هجوماً استهدف مواقع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في محيط بلدة خان الشيح في ريف دمشق الغربي وقتلت سبعة وأصابت أكثر من 30 عنصراً ودمرت عربة في تل الكابوسية قرب البلدة. وتمكن مسلحو المعارضة من استعادة المزارع التي سيطرت عليها قوات النظام منذ يومين.
لكن مصادر النظام قالت إن القوات الحكومية تصدت لهجوم ترافق بقصف بقذائف الهاون وأسفر عن مقتل عسكري وإصابة 20 آخرين، نافية أي تغيير في خارطة السيطرة.
روسيا توقف إمداد سوريا بالأسلحة مؤقتاً
أفادت الهيئة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري التقني، الاثنين، بأن توريدات الأسلحة إلى سوريا توقفت حالياً، بعد أن قدم الجانب الروسي «كمية كافية» من الأسلحة للجيش السوري.
وقال مدير الهيئة، ألكسندر فومين، لوكالة «نوفوستي»: «للأسف، ليس هناك تعاون نشيط من خلالنا حالياً. الوضع في البلاد معروف. كنا نتعاون بشكل نشيط حتى الآونة الأخيرة، ومن حيث المبدأ أرسلنا كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات، ويتم استخدامها، لكن من جانب آخر، الوضع صعب، ولذلك الإمدادات النشطة قد توقفت حالياً»، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
وكانت صحيفة «إزفيستيا» الروسية ذكرت في أكتوبر الماضي، أن موسكو تستعد لتسليم دفعة من منظومة صواريخ «بانتسير» للجيش السوري، وذلك بعد مرور بضع سنوات على إبرام الصفقة.
ومنذ بدء الأزمة السورية، قبل أكثر من خمس سنوات، تتهم الدول الغربية روسيا بتزويد الحكومة السورية بالسلاح، بينما تؤكد موسكو أن الأمر لا يتعارض مع القانون الدولي، في ظل عدم صدور قرارات أممية تحظر ذلك.
المصدر: البيان