كشفت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، عن بدء إنشاء مبناها الرئيس الجديد تحت اسم «مبنى الشراع»، ويُعد أعلى وأكبر وأذكى مبنى حكومي في العالم، يحقق صفر انبعاثات كربونية، وتزيد مساحة المبنى الجديد على مليون قدم مربعة، وذلك في منطقة الجداف في قلب قرية الثقافة، ومن المقرر الانتهاء من جميع الإنشاءات عام 2019.
وسيتم إنشاء المبنى على مساحة تزيد على 1.5 مليون قدم مربعة، وتشتمل المساحة الإضافية على مكان لركن السيارات ومرافق هندسية ومساحات خضراء، وتم تصميم المبنى ليتسع لأكثر من 5000 موظف، إضافة إلى متعاملي الهيئة وزوارها، كما سيتم تركيب ألواح شمسية كهروضوئية على سطح المبنى لتشغل مساحة تزيد على 16 ألفاً و500 متر مربع، لإنتاج أكثر من 3500 كيلووات/ساعة.
وسيشتمل المبنى أيضاً على ما يقارب الـ 10 آلاف متر مربع من الألواح الكهروضوئية المدمجة لإنتاج ما يزيد على 1100 كيلووات/ساعة، ويبلغ إجمالي الطاقة المتجددة التي سينتجها المبنى أكثر من 7000 ميغاوات/ساعة سنوياً، وستبلغ كثافة الطاقة 70 كيلووات ساعة/متر مربع سنوياً.
ويحاكي تصميم المبنى المنازل التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تطل المساحات المغلقة على فناء مفتوح الذي سيكون النقطة الرئيسة والمرتكز الأهم للمبنى، ولتخفيض درجة الحرارة في الفناء المفتوح على الهواء الطلق، تم استخدام الشراع لتوفير مناطق مظللة، كما يمكن الاستفادة من الإنارة الطبيعية من خلال فتحات محددة في الشراع، الذي يقي في الوقت نفسه من حرارة الشمس، ويمتاز الفناء أيضاً بوجود مساحات مشجرة ونباتات وطيور ضمن بيئة مستدامة، ويجمع الفناء بين مزايا الجلوس في الهواء الطلق، وضمن أجواء مغلقة في آن واحد.
ويتيح المبنى استخدام تقنيات إنترنت الأشياء، وتقنيات البيانات الكبيرة والمفتوحة، والذكاء الاصطناعي، وستتوافر روبوتات إلكترونية للتنظيف والحراسة، وتطبيق ذكي يعمل على الأجهزة الذكية ينبه الموظف بموعد الخروج من المنزل للذهاب للعمل حسب حالة الطريق. ويستخدم التطبيق في حجز موقف للسيارة وغرف الاجتماعات، كما يمكن للزائر استخدامه للوصول إلى المبنى وغرف الاجتماعات بكل سهولة ويسر.
ويعادل إجمالي الطاقة المستخدمة في المبنى على مدار العام ــ أو يقل ــ عن الطاقة التي ينتجها، وسيحصل على شهادة LEED البلاتينية (الريادة في الطاقة والتصميم البيئي)، حيث يعتبر التصنيف البلاتيني الأعلى بين شهادات LEED، ومن المقرر أن يستهلك المبنى المياه بمقدار يقل بنسبة 50% عن المباني التقليدية.
وتبلغ المساحة الخضراء 50% من مساحة المبنى، ولتحقيق صفر انبعاثات، سيقوم كل موظف بإدارة ميزانية استهلاك الطاقة من خلال تطبيق ذكي، ويساعد هذا في تعريف الموظف بمقدار استهلاكه للطاقة لتحسين إدارة ميزانية الطاقة.
كما يمتاز مبنى «الشراع» باستخدام أحدث وسائل إدارة المباني وبوجود مركز للتحكم، وسيسمح للأنظمة الضرورية بالعمل، في حين سيبطل عمل غير الضرورية، ويشتمل هذا على أنظمة التكييف والإنارة وغيرها.
وسيتصل مبنى هيئة كهرباء ومياه دبي الجديد بشكل مباشر مع مترو دبي من خلال جسر مسقوف يمتد على مساحة 150 متراً، وسيعمل الجسر على ربط محطة مترو الجداف بمبنى الشراع لتحفيز استخدام وسائل النقل العامة وتقليل الازدحام المروري، وتخفيض البصمة الكربونية.
وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة، سعيد محمد الطاير: «نستلهم رؤيتنا من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي تهدف إلى جعل إمارة دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وينسجم مبنى (الشراع) الصديق للبيئة مع المبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها سموه تحت شعار (اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة) بهدف تحقيق التنمية المستدامة في إمارة دبي، كما يتماشى مع رؤيتنا في أن نكون مؤسسة مستدامة مبتكِرة على مستوى عالمي». وأضاف «نهدف من خلال المبنى الجديد إلى إرساء نموذج في دبي، والعالم بأسره، لتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة للحفاظ على حق الأجيال القادمة في العيش في بيئة نظيفة وصحية وآمنة في إطار رؤية (الإمارات 2021) الهادفة لجعل دولة الإمارات من أفضل الدول في العالم، وخطة (دبي 2021) لتكون دبي المكان المفضل للعيش والعمل والمقصد المفضل للزائرين».
وأشار الطاير إلى أن «الهيئة تعتزم تدشين المبنى والانتهاء من جميع الإنشاءات عام 2019، وسيشتمل المبنى على مركز لياقة مزود بأحدث التجهيزات، وسيتم توفير مسار للجري في الهواء الطلق ليستخدمه موظفوها ومختلف شرائح المجتمع، كما سيتم تزويد المبنى بصالة فعاليات كبيرة تتسع لـ700 مقعد، بما يتيح للهيئة استضافة فعالياتها وعروضها التقديمية في المبنى نفسه».
وأوضح أن «منطقة ركن السيارات تتسع لقرابة الـ 1500 سيارة، حيث ستتم خدمة صف السيارات آلياً، كما سيشتمل المبنى على حضانة تستوعب 80 طفلاً ممن تقل أعمارهم عن أربع سنوات، وسيضم المبنى مكتبة بإطلالة خلابة على الخور، علاوة على مقهى كبير ومنطقة تسوق والعديد من المرافق التي ستعزز من الخدمات التي تقدمها الهيئة لموظفيها ومتعامليها، فالمبنى الجديد سيساعد في نشر المعرفة ورفع إنتاجية موظفينا».
وتابع «نتعهد بمواصلة مساعينا الدؤوبة للارتقاء بالخدمات الحكومية والوصول إلى المركز الأول على جميع المستويات، مستنيرين بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: (نحن لا نرضى عن المركز الأول بديلاً، ودبي والإمارات هما رقم واحد من حيث الاستثمار، والأمن، والحياة المستقرة، والنهضة الاقتصادية، والاجتماعية، والبنية التحتية)».
وأكد الطاير أن «مبنى (الشراع) يبرز الدور الريادي لإمارة دبي والهيئة لتحفيز اعتماد أسلوب حياة مستدام، واستخدام أحدث التقنيات والحلول المبتكرة، ويجسد المبنى حرصنا على تحقيق أهداف الخارطة الاستراتيجية لهيئة كهرباء ومياه دبي 2021، طاقة إيجابية وبيئة عمل سعيدة، ونأمل أن يعزز المبنى الجديد مفهوم السعادة لتسهم في رفع مستوى الكفاءة الفردية والمؤسسية».
المصدر: الإمارات اليوم