طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

“ذبحتونا بالمحرمات في دبي”!

آراء

الأخبار الواردة من دبي تقول إن هناك مليون سعودي متوقع وصولهم إلى دبي في الأيام القادمة لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك هناك.

ومن يتابع قنوات دبي في هذه الأيام يلحظ من خلال الحوارات التي تجرى مع المسؤولين في الشرطة والجمارك والمرور والفنادق والمجمعات التجارية وكل الجهات المعنية بالسياحة والترفيه يلحظ أن ورش عمل قائمة وعملا يبذل ليل نهار ترحيبا واستعدادا بهؤلاء الزوار، والكل في دبي يحاولون أن يؤكدوا لنا أننا محل الاهتمام والاحترام، وأن الجميع حريص على تقديم كل ما يسهل علينا قضاء أيام سعيدة.

وإن كان السعوديون من واقع تجربة يدركون حجم الاهتمام والترحيب بهم فإنهم يلحظون في هذا العام أن هناك قرارات جديدة صدرت لتتاح لهم فرص أكثر وأوقات أطول للاستمتاع بمهرجانات ومناسبات العيد، بما في ذلك مناطق التسوق والمهرجانات، بل إن سلطات دبي أعلنت للمقيمين من غير الخليجيين في دول المجلس أنه بمقدورهم زيارة دبي والحصول على تأشيرة الدخول في المطار.

في العام الماضي كان عدد الزوار السعوديين في عطلة العيد لدبي 800 ألف سعودي بمعنى أن الزيادة في هذا العام قدرها 200 ألف شخص جلهم أسر سعودية تبحث عن مكان مختلف عما اعتادت عليه، مكان مريح وخدمة ممتازة، وجودة في كل ما له علاقة بوجودهم هناك، بدءا من أماكن الترفيه للأطفال المتنوعة والحديثة والراقية مرورا بوسائل النقل النظيفة والمنوعة والمتسمة بالأمانة، والمصليات وأماكن الوضوء الدائمة النظافة والمنتشرة في كل مجمع وسوق وشارع، وانتهاء بالمطاعم والمجمعات التجارية والمعارض والمهرجانات المتعددة الأغراض والجنسيات.

ما أود قوله إن هؤلاء السعوديين رجالا ونساء وأطفالا لا يبحثون عن المحرمات التي ما انفك الفاشلون منا يرجعون سبب توجه السعوديين لدبي إليها، مرددين عبارات غير لائقة تتعلق ببعض المحرمات.

فلو أخذنا مثالا مدينة الدمام أو الخبر ففيهما من المقومات السياحية ما لا يوجد في دبي، ولكن سكان هاتين المدينتين في كل مناسبة وإجازة يحزمون حقائب السفر متجهين لدبي، لأن مفهوم الاستثمار في السياحة وتوظيف تلك المقومات بما يخدم السياحة لدى المسؤولين عنها في المنطقة الشرقية تم اختصاره في اجتماعات يعقبها خبر صحفي ينشر في وسائل الإعلام، ثم ثلث ساعة لألعاب نارية تتطاير في السماء، ثم ينتهي كل شيء، أما في دبي فاسألوا الأطفال والنساء والكبار كيف يجعلهم المعنيون هناك يدفعون من الأموال ما يدفعون عن طيب خاطر، وفي كل عام أو مناسبة يعاودون الزيارة وآخر تفكيرهم رؤية الألعاب النارية!

المصدر: الوطن اون لاين