ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
لا أذكر حقيقة متى راودني هاجس الكتابة، ولكن الذي أذكره ولا أنساه هو أنني بعد التخرج من أكاديمية شرطة دبي عام 1997 بدأت في الكتابة من خلال مقال واحد شهرياً في مجلة الأمن، وحتى هذا المقال اليتيم ما لبث أن انقطع تماماً وتوقف بعد سفري لاستكمال الدراسة العليا في الخارج.
الكتابة بالنسبة لي كما يقولون Mood أي مزاج، متى ما راق كتبت ومتى تعكر أو شابته شائبة صمت، صحيح أن الكتابة الشهرية خفيفة وسهلة نوعاً ما، لكنها تصعب وتتعقد كلما أصبحت أسبوعية أو يومية.
وأنا شخصياً أدين لذكريات ومواقف الحياة أولاً وللقراءة ثانياً كمحفزين أساسيين أو ينبوعين للكتابة لا ينضبان، فعلى سبيل المثال: ذات جمعة في مانشيستر تناول الخطيب مسألة «الغش التجاري» فحذر، وذكر بقول الحبيب المصطفى «من غشنا فليس منا» بينما كان خارج المسجد مجموعة من الشباب العرب يبيعون زيت الزيتون الفلسطيني من باب دعم المزارعين في البلد المحتل، وبمجرد وصولي البيت اكتشفت أن هذا الزيت منتهي الصلاحية، فكانت البذرة الحية لمقالة «زيت زيتون».
أنهيت دراسة الماجستير في أمريكا والدكتوراه من بريطانيا بفضل من الله وعدت، وعادت الكتابة الشهرية والمستمرة في مجلة الأمن، إلا أن الحلم كان أكبر، فقد وضعت نصب عيني هدفاً قديماً جديداً في آن واحد، ألا وهو الكتابة في الصحف اليومية حاولت يمنة ويسرة إلا أن المحاولات باءت بالفشل! لكن البارقة أتت قبل أسابيع من نهاية العام الماضي 2012، وكانت من خلال تغريدة للأستاذ ياسر حارب ينبئ فيها عن دورة تدريبية يقيمها «الهتلان ميديا» عن فنون الخطابة والإلقاء واللقاءات الإعلامية، ولحسن الحظ فقد كنت يومذاك مكلفاً من جهة عملي لأكون منسقاً عاماً للملتقى الدولي لأفضل التطبيقات الشرطية، فكانت فرصة للتعلم والتدرب استعداداً لهذا الملتقى، وبالفعل سجلت أنا وزميلي العزيز الشيخ محمد المعلا في الدورة تلك، وهناك كان أول لقاء بالدكتور سليمان الهتلان.
في هذه الدورة تعرفنا على أيدي رواد الإعلام إلى أساليب الخطاب وأسس الفنون الكلامية وربط المقال بالمقام، علاوة على بعض الأسس والوسائل الإعلامية، وكانت فرصة بالنسبة لي للاستفادة من خبرة الدكتور سليمان في الكتابة، إذ إنه بعد أن عرضت عليه مقالاتي السابقة عرض علي مشكوراً أن أكتب في موقع «الهتلان بوست» وهكذا كانت الانطلاقة الأولى.
وبعدها بأسابيع إذا برسالة نصية قد حطت رحالها عندي، وكانت مرسلة من الدكتور الهتلان، يقول فيها: «رشحتك للكتابة في صحيفة إماراتية، فانتظر اتصالهم بك»، ثم كانت الخطوة الثانية الكتابة في صحيفة «الرؤية» التي يزيد انتشارها يوماً بعد يوم بفضل تغطيتها المتميزة للشأن المحلي ومراهنتها، مشكورة، على الكاتب المواطن.
قدر الله أن تنتهي هذه الرحلة سريعاً، وللحبيب صلى الله عليه وسلم حديث مشهور يقول فيه: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله»، فكان من الواجب علي أن أرسل شكري وتقديري لكل من علمني حرفاً، ولكل من سهل دربي في عالم الكتابة، وها أنذا أقول بملء فمي:
شكراً دكتور سليمان الهتلان
شكراً لـ «الرؤية»
شكراً لكل القراء.