أكد سعادة محمد إبراهيم المحمود، رئيس مجلس إدارة «أبوظبي للإعلام» العضو المنتدب، أن «أبوظبي للإعلام» آمنت بمدى الحاجة إلى تعزيز وجود العنصر المواطن، بجميع تخصصاته، في الوسط الإعلامي، ووفرت الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن التطور الذي تشهده دولة الإمارات في مختلف المجالات، يجب أن يرافقه تطور على مستوى الطاقات والكوادر البشرية الإعلامية المواطنة.
وقال: إن رؤية واستراتيجية (أبوظبي للإعلام)، تهدف إلى تحقيق التوازن الذكي بين الأصالة والمعاصرة، والتنقيب عن الكفاءات المواطنة، ورعاية الموهوبين، وتنمية الابتكار على جميع الصعد»، مشيراً إلى أهمية تقديم تاريخ الوطن للأجيال القادمة، والاعتزاز بالوفاء لاتحادنا، وما بذله السابقون من أجل حاضرنا ومستقبلنا، لافتاً إلى الحرص على تعزيز الهوية الوطنية في عالم من الثقافات المختلفة والعلوم المتطورة، وهذا ما يطلق عليه مفهوم الإعلام المسؤول.
وقال، خلال محاضرة ألقاها في مجلس البطين أمس، بعنوان «دور الإعلام في تعزيز الهوية الوطنية» بحضور سعادة جبر محمد السويدي مدير عام ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، وسعادة محمد ثاني الرميثي رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، وسعادة محمد عبد الجليل الفهيم، ومطر المهيري، وعدد من المديرين التنفيذيين والإعلاميين في شركة أبوظبي للإعلام، إن استراتيجية «أبوظبي للإعلام»، نبعت من أعمال وأقوال مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأشار إلى أن المؤسسة تعمل انطلاقاً من محاور عدة، منها أن الهوية الوطنية قضية انتماء وولاء، تعني شعب ومواطني الإمارات العربية المتحدة، والمقيمين على أرضها، على حدٍّ سواء، ويمكن تعريفها بأنها التزام بالقيم الحضارية والعادات والتقاليد، واللغة واللسان، والعقيدة والإيمان.
وقال: «نختصر مفهوم الهوية الوطنية، مسترشدين بمقولة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، (إن من لا هويةَ له، لا وجود له في الحاضر، ولا مَكَانَ له في المستقبل)».
وأضاف: «تنفيذاً لمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، «البيت متوحد»، تعمل أبوظبي للإعلام على اعتبار تنمية الهوية الوطنية واجب وطني يقع على عاتق جميع منصاتها الإعلامية التقليدية والحديثة، ولا تكون تنمية الهوية الوطنية إلا عبر توافر ممارسات ومبادرات تدعمها في المجتمع، وتؤثر على الناس وسلوكياتهم».
أفضل الممارسات
وحول أفضل ممارسات تعزيز الهوية الوطنية في «أبوظبي للإعلام»، قال المحمود: «نجحنا في توطين القيادات التنفيذية في (أبوظبي للإعلام) بنسبة 100% بكل قطاعاتها لأول مرة في تاريخ الشركة منذ إنشائها، وذلك في إطار منح الفرص لمستحقيها من الكوادر المواطنة أصحاب الخبرة، وتعزيز الهوية الوطنية»، مشيراً إلى تحقيق استدامة التوطين من خلال جذب الكفاءات الوطنية إلى قطاع الإعلام، وتدريب وتطوير والمحافظة على الكوادر الوطنية في الشركة، كما أن المحافظة على اللغة العربية جزء من المحافظة على هويتنا العربية، ومن هنا يتجلى اهتمامنا بغرس حب اللغة العربية في الجيل الواعد من خلال افتتاح قناة ماجد للصغار من عمر 4-14 عاماً، لافتاً إلى التركيز على برامج تحيي اللغة العربية، ومنها أبوظبي تقرأ، واستخدام اللغة العربية كلغة رسمية ضمن مخاطبات «أبوظبي للإعلام» الرسمية، وإنتاج مسلسلات كرتونية تدعم الهوية العربية والإماراتية عبر مجلة وقناة ماجد.
واستعرض المحمود خلال المحاضرة مبادرات «أبوظبي للإعلام»، قائلاً: «تميزت الصناعة الإعلامية في (أبوظبي للإعلام) من خلال التوجّه الذي تعتمده قنواتها الرائدة وهويّتها التجارية وشبكات برامجها المستمدة من استراتيجية حكومة دولة الإمارات 2021 ورؤية أبوظبي 2030»، مشيراً إلى التغطيات الإعلامية في المناسبات الوطنية، مثل يوم الشهيد واليوم الوطني، وتخصيص حلقات حصرية خلال هذه الفترة لعدد من البرامج المعتادة ضمن قنوات تلفزيون أبوظبي وشبكة أبوظبي الإذاعية للاحتفاء بهاتين المناسبتين، وعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية حول تاريخ الإمارات، بخلاف النشرة المحلية «علوم الدار» التي تتناول أهم الأخبار والأحداث والتغطيات المحلية في جميع أرجاء دولة الإمارات. كما أن هناك قناتين جديدتين، هما ياس وماجد، حيث تتميز الأخيرة بمحتوى تثقيفي وتعليمي وترفيهي، وتطل هذه الشخصيات المحببة ومن خلفها البيئة الإماراتية بشوارعها وأحيائها وعاداتها وتقاليدها، وتمكنت من تصدر المراتب الأولى في تصنيف حجم المشاهدات بين أهم القنوات المتخصصة للأطفال، فعدد المتابعات والتعليقات على صفحة «فيسبوك» تخطت مليوناً و200 ألف مشاهدة خلال فترة قياسية.
وأضاف: «جاء إطلاق قناة السباقات الرياضية التراثية (ياس)، انطلاقاً من حرص أبوظبي للإعلام على موروثها الشعبي في الجانب الشبابي والرياضي بطريقة تجعل المشاهد يقترب أكثر من موروثه الشعبي، ويدرك أن الرياضات التراثية لن تندثر بمرور الزمن، هذا بخلاف مبادرات منها المبادرة الاجتماعية الوطنية التي أطلقتها (أبوظبي للإعلام) دعماً لمسيرة منتخبنا الوطني في المشوار المونديالي موسكو 2018».
الموروث وإبراز الإبداع
ولفت المحمود إلى حرص «أبوظبي للإعلام» على حماية الموروث وإبراز الإبداع الإماراتي، وقال: «تطل علينا مجموعة كبيرة من البرامج الإعلامية من مثل برنامج أبوظبي تقرأ، وكيف الصحة، وروح الاتحاد، وسوالف الأولين، وبرنامج إبداعات، وفكر بالصحة، بالإضافة إلى شعار قناة الإمارات بهوية إعلامية عصرية موجّه إلى المجتمع الإماراتي من الفئات العمرية كافة تحت شعار (البيت متوحّد) المستوحى من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كقناة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة».
برامج لغير الناطقين بـ «العربية»
رداً على سؤال حول تخصيص برامج لغير الناطقين باللغة العربية للتعريف بعادات الإمارات وتقاليدها وثقافتها، قال المحمود: «نركز على الهوية الوطنية، ولم نغفل دورنا تجاه المقيمين في الإمارات»، مشيراً إلى أن صحيفة «ذا ناشيونال» تعتبر نافذة على العالم، وأن هناك 9 ملايين زائر لموقع الصحيفة، إضافة إلى التغطيات المحلية المصاحبة للأحداث والوقائع على أرض الواقع.
وأضاف: «ستكون هناك برامج إعلامية في المستقبل، تتناول الجالية الفلبينية، إلى جانب محتوى بلغات عدة، كما أن المحتوى المحلي موزع على البرامج والتغطيات الأخرى».
ورداً على سؤال حول استعراض حياة الأجداد من خلال «أبوظبي للإعلام»، قال: «يوجد لدى (أبوظبي للإعلام) أرشيف خاص بالدولة، إضافة إلى النظام القديم وعملية ترجمة المواد عبر أرشيف رقمي عن طريق التلفزيون وبرامج التواصل الاجتماعي، كما ستكون هناك لقطات وصور قديمة، وما شاهده الناس حتى الآن يمثل نسبة 40%، وهناك 60% ستظهر في عالم الديجيتال والرقمي».
22 وسيلة إعلامية
أشار رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أبوظبي للإعلام، إلى أن الشركة تغطي من خلال 22 وسيلة إعلامية، كل ما يحدث على أرض الإمارات، وقال: نجحنا في توطين القيادات من مديري ورؤساء أقسام، وأصبحت لدينا قيادات مواطنة شابة تمثل 86% من الكوادر المواطنة».
خطط التطوير
حول خطط التطوير، قال المحمود: «استقطب تلفزيون أبوظبي 23 مذيعاً ومقدّماً للبرامج من الشباب الإماراتي، وتبنينا مبادرتين، تُعنى أولاهما بدعم وتعاون مستمر مع المنتجين الإماراتيين، والثانية باستقطاب المواهب الإماراتية الواعدة إلى صناعة الإعلام، كما نتواصل مع الجامعات لتبني عدد من الطلبة المواطنين وتدريبهم وتأهيلهم وتوجيههم لتعزيز مفهوم الهوية الوطنية في الوسط الإعلامي، ونولي الإنسان الإماراتي ونشر ثقافة السعادة أهمية خاصة من خلال تشكيل لجنة السعادة لموظفي (أبوظبي للإعلام) لخلق بيئة عمل إيجابية تساهم في نجاح الشركة».
المصدر: الإمارات اليوم