قال الفنان اللبناني راغب علامة، إن ألبومه الجديد «حبيب ضحكاتي»، يتوجه فيه لأهل الوطن العربي جميعا. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هو عمل كامل ومتكامل وضعت فيه كل أحاسيسي، وتقصدت أن يتضمن لهجات عربية متنوعة لأنني أخاطب فيه جمهوري العريض في الوطن العربي».
ورأى راغب علامة الذي أطلق ألبومه الجديد ضمن حفل أقامه في مركز الفيرجين (وسط بيروت)، أن أهمية هذا الألبوم تكمن في خصوصيته وتنوعه. فهو يتضمن إضافة إلى اللهجة اللبنانية، العراقية والخليجية والمصرية، كما أنه يستحيل على أحد غيره من الفنانين أن يقوم بهذه الخطوة، حسب رأيه. وقال: «هو نتاج الحرية التي تمتعت بها بعد مغادرتي برنامج (أراب آيدول)، فهذا الأخير كان يكبلني ويستغرق مني تفرغا كبيرا يشعر صاحبه بالضغط إلى حد الاختناق، فأعتقد أن حريتي الحديثة هذه كانت واحدة من الأسباب الأساسية التي دفعتني إلى قولبة عملي الجديد بهذه الطريقة».
ويتضمن الألبوم 14 أغنية تعاون فيها مع عدد من الملحنين والشعراء العرب، ومنها «تحب روحك» و«ذكريات» و«بحبك واشتقتلك» و«احضني أكثر» و«مليون مرة» وهذه الأخيرة بالخليجية.
وعما إذا كان البوم «حبيب ضحكاتي» يتوجه فيه لجيل الشباب فقط، ولا سيما أن الكليب الذي صوره «أنا اسمي حبيبك» ساده جو شبابي بامتياز، رد موضحا: «لا، على العكس، فالأغاني التي يتضمنها الألبوم تحاكي الناس من جميع الأعمار، فبينها ما يحمل معاني ناضجة كـ(ذكريات) و(بحبك واشتقتلك)، وأخرى شبابية إيقاعية تناسب هذه الشريحة من الناس كـ(احضني أكثر) و(أنا اسمي حبيبك)».
وعن اللوك الذي ظهر فيه في الكليب المذكور، إذ حمل الجرأة في أسلوب الثياب التي لبسها أجاب: «الفكرة بمجملها من ابتكارنا أخي خضر وأنا، وأردتها فرحة ومسلية، تحمل نفحة شبابية إن في ألوانها أو في طريقة تصويرها، ولذلك استعنت بطلاب الجامعات والمدارس وبأولادي وأصدقائهم، حتى إنني لم أوفر مزين الشعر خاصتي، إذ طلبت منه أن ينضم أيضا إلى الكومبارس في الكليب. ولعل هذه الفكرة هي جديدة بتنفيذها كوني أردت الابتعاد عن الاستعانة بفتيات الموديلز، التي استهلكت بشكل وافٍ في الفيديو كليبات عامة». وأضاف: «بالنسبة لـ(لوك) الذي اتسمت به وقيل عنه إنه جريء لم أجده (غلط)، المهم أن يكون مناسبا لي و(بيلبقلي)».
وعن أغنية «بحب روحك» العراقية قال: «هي أغنية صعبة جدا، وخصوصا لفنان لبناني، وقد حاولت قدر المستطاع مع الملحن والموزع الموسيقي أن نقدمها بأفضل أسلوب».
وحول أغنية «أنت مغرورة» التي كان من المقرر أن يؤديها ثنائيا مع الفنانة نانسي عجرم قال: «لقد تحمست لهذه الفكرة عندما كتبت نانسي عجرم عبر حسابها الخاص على موقع (تويتر) بأنها جاهزة لها، ولكن بعدها انشغلت بألبومها وأنا بعملي الجديد حصل تأخير منا سويا، ولكنها دون شك ستطرح في الأسواق على شكل (ديو) في المستقبل القريب».
أما عن الأغاني الفردية التي سبق وطرحها في الأسواق وضمها من جديد في ألبومه هذا أوضح قائلا: «هي أغانٍ حققت نجاحا واسعا، ورغبت في أن أقدمها ضمن الألبوم لتأخذ حقها مثل (بوس العلم) و(يا حياتي) التي أعاد توزيعها موسيقي بريطاني، كذلك (ما بهزرش)، وغيرها».
وعن رأيه بالقيمة الفنية التي تحملها الألبومات اليوم، ولا سيما أنه انتظر نحو 4 سنوات لإطلاق جديده فيها بعد «سنين رايحة» قال: «يجب أن يطرح الفنان ألبوما كاملا من وقت لآخر، فهذه الخطوة مهمة له ولمحبيه الذين يحبون الاستماع إلى الألبوم كاملا. في الماضي كان يعد مشروعا مربحا لمنتجه وللشركة التي تتولى توزيعه، وكذلك للفنان نفسه، اليوم الحياة اختلفت وصارت مواقع التواصل الاجتماعية هي الأساسية في هذا المجال كون الناس تريد أن تحصل على كل شيء بسرعة، إلا أنه يبقى بمثابة باقة ورود لا يمكننا الاستغناء عن شم أريجها بين الحين والآخر».
وعن الاختلاف ما بين زمن الماضي واليوم في مجال الفن أجاب: «كل شيء تغير اليوم، ففي الثمانينات كانت الأعمال تنفذ بهدوء وبالكاد تبث أو تعرض على إذاعات أو شاشات تلفزيونية لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، أما اليوم فهناك المئات من الصفحات الإلكترونية والمواقع الإعلامية التي تنشرها وبشكل سريع». وعن سر استمراريته حتى اليوم وتبوئه القمة، قال: «برأيي هي تركيبة الفنان نفسه وليس سرا يمتاز فيه، فرؤيته للأمور، إضافة إلى جديته في العمل هما من العناصر المهمة من هذه التركيبة التي أتحدث عنها». وعن رأيه بالساحة الغنائية اليوم قال: «هي تشبه كل ما يحيط بنا من عجقة وورشات إعمار. الإسمنت هنا وهناك، إضافة إلى أشياء كثيرة موجودة ولا معنى لها». ثم استطرد قائلا: «مدينة بيروت بالنسبة لي هي أجمل مدن العالم وولداي (خالد ولؤي) هما من رأيي أيضا وعندما يذهبان في عطلة خارجها يكونان على حماس كبير للعودة إليها، فلبيروت سحرها الخاص الذي لا نجده في أي مدينة أخرى في العالم». وعما زرع في تربيته لولديه قال: «هما بمثابة راغب الصغير، يشبهاني كثيرا إن من ناحية التفكير أو الانتماء لوطنهم، ويرفضان أن يعاملهما الناس على أنهما ابنا راغب علامة، كما أجدهما يمارسان حياة طبيعية جدا، انظري إليهما الآن، فهما إلى جانبي يمارسان لعبة (طاولة الزهر)، وهما في المناسبة لا يفكران في العمل في مجال الغناء بتاتا».
وعن الاختلاف ما بين تربيتنا لأولادنا اليوم وتربية أهلنا لنا في السابق قال: «أعتقد أننا ندللهم زيادة عن اللزوم وبأننا نبالغ في تحقيق مطالبهم، فأهلنا كانوا يحملوننا المسؤولية في كل شيء وبشكل تلقائي ويدفعوننا لمواجهة الحياة كما هي دون تجميلها». أما بالنسبة لقراره في الانسحاب من برنامج «أراب آيدول» على شاشة «إم بي سي» قال: «هناك أسباب كثيرة دفعتني لاتخاذ هذا القرار، وفي مقدمتها أنني شخص لدي رؤية مستقبلية قلما تخطئ، وبرأيي انتهى عصر برامج الهواة وهي إلى تراجع وأنا قمت في الخطوة المناسبة قبل أن يقال إنني شاركت في تدهورها». وعن الأقاويل التي طالته إثر اتخاذه قراره هذا، وبينها أن إدارة «إم بي سي» أرادت تجريده من مكانته في البرنامج كرئيس لجنة، وأن المطربة الإماراتية أحلام فرضت على الإدارة المذكورة مغادرته البرنامج، من خلال دفعها في المقابل مبلغا مرقوما، أجاب: «إنه لمن العار والسخافة أن يتم التداول بذلك، لا سيما بالنسبة للشق الثاني من تكهنات الناس، فلا أحد يمكن أن يرشي أو يدفع المال لآل إبراهيم، و(إم بي سي) أكبر بكثير من فقير يحاول رشوتها لشراء قرار. فمن المعروف أنني صاحب مبدأ وقرار، ونظرتي للمستقبل ثاقبة، كما أن البند الأول من الاتفاق الموقع بيني وبين (إم بي سي) وفي الفقرة (أ) بالتحديد ينص على أن أكون رئيس اللجنة، ولكني أشدد على أنني اتخذت قراري المناسب في الوقت المناسب، ولا سيما أن (إم بي سي) لم تستطع أن تضمن لي إيقاف هذا الكم من (المزايدات والتصرفات) كالأطفال على الهواء مباشرة من ناحية، وعلى الفلتان الإعلامي من تصريحات نارية واستفزازية التي كانت تتصدر مواقع التواصل وغيرها من ناحية ثانية. هذا كل ما في الموضوع. لقد اعتقدت (إم بي سي) أنني أناور في هذا القرار، ولكني كنت على يقين بأنه صائب، وعندما وجدت أن البرنامج لم يعد يليق بمسيرتي الفنية ولا يشبهني لا من بعيد ولا من قريب قررت الانسحاب». ولكن كيف يصف تجربته التلفزيونية هذه؟ يرد: «هي فترة حققت فيها نجاحا وانتهت، وألبومي الجديد (حبيب ضحكاتي) يساوي 100 من (أراب آيدول)، كما أنني سعيد جدا بأنني لم أشارك في الموسم الثالث بالذات».
وعما إذا هو يتابع حاليا الموسم الجديد منه قال: «قد لا تصدقين إذا قلت لك إنني لم أكن على علم بأنه قد بدأ عرضه، فلم أشعر بذلك إلا بعد أن قرأت بعض التعليقات عنه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعية». وعما إذا يجوز القول إنه استبدل بالمطرب وائل كفوري، أجاب: «اللجنة المشرفة على مواهب البرنامج اليوم تتألف من 4 أعضاء دون رئيس لجنة فيها، وهناك فرق شاسع ما بين العضو ورئيس اللجنة، ولكن الله يوفق الجميع».
وعن طبيعة انشغالاته في الآونة الأخيرة قال: «اليوم أتوق بصورة كبيرة إلى ممارسة العمل الإنساني والاجتماعي، ولا سيما أنني سفير للنوايا الحسنة في منظمة الأمم المتحدة. فأنا ناشط اجتماعي بامتياز وأحب تقديم الخدمات للآخرين الذين هم بحاجة إليها مهما كانت طبيعته. هذا العمل هو بمثابة نصفي الثاني ويجب أن نعمل جميعا في هذا الإطار وأن نعلم في مكان ما وأن نشارك في تصويب الأمور». وعن مدى إمكانيته ممارسة العمل السياسي قال: «قلت ورددت أكثر من مرة إنه لا مكان لي في نظام سياسي طائفي، والسياسة بمجملها تقززني وما هي إلا عملية تزوير للحقائق».
وعما إذا هو متابع لأعمال الفنانين زملائه قال: «طبعا، أنا أتابع كل جديد يقوم به زملائي في الفن، ومؤخرا استمعت لألبوم إليسا، فهي ذكية وتعرف كيف تختار مواضيع أغانيها، ورغم أنني أجده حزينا فإنه أعجبني وهو عمل جميل».
وعن الموسيقى أو نوعية الأغاني التي يستمع إليها عندما يتوق إلى الهدوء أجاب: «وحدها السيدة فيروز وبصوتها الملائكي تروي غليلي، فهي بمثابة حبة المهدئ التي أتناولها لو شعرت بالعصبية أو القلق».
وعن الشخص الذي يخاف عليه حاليا أجاب: «يساورني الخوف حاليا على مستقبل الشباب اللبناني والأولاد بشكل عام ومن بينهم ولداي، فهذا الأمر يحتل مساحة كبيرة من تفكيري في ظل الأوضاع غير المستقرة التي نعيشها. وما أريد قوله هو أن مسؤوليتنا كبيرة تجاههم وعلينا التكاتف ومحاربة الخلافات والتعصب الطائفي، فكلنا لبنانيون وعلينا التوحد معا لبناء وطننا، كما أهدي أغنية (بوس العلم) لجميع الشعوب التي يجب أن تلتف حول علم بلادها على أن يبادلوا بعضهم بعضا الحب رغم الاختلافات التي يتخبطون بها والتي لا تساوي ذرة من تراب أوطاننا».
المصدر: الشرق الأوسط