كشفت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما في تصريح لشبكة «سي ان ان» أمس، أن الولايات المتحدة تقدم «دعماً فتاكاً وغير فتاك» إلى المعارضة السورية المعتدلة.
وقــالت رايـس غـداة الإعـلان عــن إعادة انتخاب الرئيـس بشار الأسد رئيساً لولاية ثالثة، إن «الولايات المتحدة كثفت دعمها للمعارضة المعتدلة والمؤكد بأنها كذلك، مقدمة لها مساعدة فتاكة (سلاحا) وغير فتاكة».
وترافق رايس الرئيس الأميركي في زيارته إلى شمال فرنسا حيث تجري الاحتفالات بالذكرى السبعين لإنزال النورماندي.
وكانت الولايات المتحدة تؤكد حتى الآن أنها تكتفي بتقديم دعم غير فتاك للمعارضة السورية، خوفاً من وقوع الأسلحة بأيدي مجموعات متطرفة تنشط في صفوف المعارضة للرئيس السوري.
وعـن سـؤال حول ما إذا كانت رايس تعلن بذلك تغييراً رسـمياً في الاستراتيجية الأميركية، رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كاتلين هايدن الرد، مكتفيـة بالقول «نحن لسنا الآن في مـوقـع يتيح تفصيل كل مساعدتنا، ولكن وكـما قلنا بشكل واضح، فإننا نقدم في الوقت نفسه مساعدة عسكرية وغير عسكرية للمعارضة» السورية.
وكان أوباما أعلن نهاية مايو الماضي زيادة المساعدة للمعارضة السورية، فيما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه يستعد للسماح لوزارة الدفاع «البنتاجون» بتدريب معارضين مسلحين من المعتدلين.
وفي وقت سابق، اعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أنه من الضروري استغلال مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية في سوريا، لإعطاء ديناميكية جديدة لتسوية الأزمة المحتدمة سلمياً «حتى لو كان الشركاء الغربيون لا يعترفون بالانتخابات الرئاسية»، التي انتهت إلى التمديد للرئيس بشار الأسد لولاية ثالثة من 7 سنوات.
في حين تعهدت طهران لدمشق بإعادة بناء ما دمرته الحرب، مقترحة تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لهذا الغرض.
وبدوره، اعتبر أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله أمس، أن الانتخابات الرئاسية «أثبتت أن الحل السياسي في البلاد لا يمكن أن يتضمن بعد اليوم أي نقاش حول رحيل الأسد الذي أعيد انتخابه بنسبة تقارب التسعين في المئة من أصوات الناخبين»، قائلاً في خطاب ألقـاه في احتفال تأبيني لأحد قادة الحزب قرب بيروت «الانتخابات أثبتت أن الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الرئيس الأسد».
من جهتـه، هنأ الرئيـس الفنزويلي نيكولاس مادورو نظيره السوري على فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء الماضي، مؤكداً أن هذه الانتخابات «تجدد التأكيد على زعامته» للبلاد، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية في كراكاس الليلة قبل الماضية.
وأبلغ تشوركين في لقاء مع قناة «روسيا 24» الليلة قبل الماضية، بقوله «هذا ما نحاول إقناع زملائنا الغربيين به حتى لو كانوا لا يعترفون بشرعية الانتخابات الرئاسية التي جرت..
وإن كان من الممكن استخدام هذه اللحظة المرحلية في الحياة السياسية السورية لمحاولة إعطاء ديناميكية جديدة للتسوية السياسية، فمن الضروري فعل ذلك».
وأضاف تشوركين أن الجميع اعترفوا بنتائج الانتخابات الأفغانية في حينها، رغم أنها جرت في ظروف صراع مسلح، مشدداً بقوله «نحن اعترفنا ونعترف بالانتخابات الأفغانية والسورية بينما هم (الشركاء الغربيون) يرفضون.
وفي هذا ازدواجية معايير يستخدمونها مراراً. وبتعاملهم مع المسائل الإنسانية وغيرها يلجأون للانتهازية السياسية».
وأضاف المندوب الروسي الدائم أن الشركاء الغربيين يؤيدون ما يوافق مصالحهم السياسية، لافتاً في نفس الوقت إلى أنه لا داعي للمقارنة بين الانتخابات الرئاسية في سوريا وأوكرانيا، مع أن الاثنتين جرتا في ظروف الحرب الأهلية.
وأشار تشوركين إلى أن المبعوث الأممي العربي المستقيل الأخضر الإبراهيمي أعرب في تنويره الأخير لأعضاء مجلس الأمن عن الأزمة السورية، عن أنه «من الممكن تقريب نهاية الأزمة إذا ما أبدت دمشق لفتة عريضة واقترحت إصلاحات سياسية جدية ما»، مبيناً أن موسكو تصر على ضرورة استئناف مفاوضات جنيف، وتدعو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تعيين مبعوث جديد إلى سوريا بأسرع وقت ممكن، لمواصلة الجهود الرامية لتسوية هذه الأزمة التي طال أمدها. (عواصم – وكالات)