طبيبة الأمراض الجلدية والتجميل، الدكتورة جود مسكجي، قالت إن الرجال أكثر انتقائية في ما يتعلق بالتجميل، إذ يفضلون العمليات التي تتعلق بتحسين شكل الجسم، إذ إن أكثر العمليات التجميلية التي يطلبونها هي تقسيمة عضلات البطن (سيكسباكس)، أو ما يعرف بالحصول على مظهر مشابه للرياضيين، كما يخضعون لإجراء شفط الدهون، بواسطة أجهزة الموجات فوق الصوتية، إلى جانب عمليات تجميل الأنف والوجه بشكل عام.
ووفق مسكجي، فإن 40% من الرجال، الذين يراجعون عيادتها، يطلبون إزالة الشعر بالليزر، و20% خضعوا لإجراءات تجميلية تتعلق بتحسين البشرة، وتجميل تشوه الأنف، وتقشير الجلد وشفط الدهون، وجراحة تكبير وتحديد العضلات.
ويتلخص دور عيادات التجميل في مساعدة الأشخاص للحصول على مبتغاهم، واتخاذهم القرارات المناسبة، بتزويدهم بمعلومات حول أحدث التقنيات والعلاجات المتوافرة.
وحسب مسكجي، فإن الأشخاص الذين يقبلون على إجراء العمليات التجميلية، على قدر عالٍ من الثقافة، وكثير منهم يزورون أكثر من جراح تجميل، قبل اتخاذهم قراراً نهائياً بإجراء عملية، خوفاً من أن تكون النتائج غير مرضية، ولا تحقق لهم الشعور بالثقة والراحة.
ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وكثرة الأخبار عن مشاهير خضعوا لعمليات تجميل، تشجع كثير من الرجال والنساء على الإقبال وبكثرة على هذه العمليات، إضافة إلى سهولة الإجراءات التجميلية، واقتصار بعضها على حقن فقط.
ورأت مسكجي أن هناك دوافع نفسية واجتماعية تدفع البعض إلى الإقدام على جراحات التجميل، رغبة في الحصول على مظهر جميل ومتناسق، موضحة أن هناك مراجعين يحضرون برفقة زوجاتهم لإجراء عمليات تجميل، حتى لو كانت بسيطة مثل إزالة الشعر بالليزر، التي يلجأ إليها شباب بهدف الاستغناء عن التردد على صالونات الحلاقة.
وقال الشاب نبيل علي، من الفجيرة، إن متطلبات الحياة تجعل معظم الرجال يتجهون إلى تحديد لحاهم بالليزر، لتوفير الوقت والجهد المتمثلين في التردد على الصالونات، التي غالباً تكون مزدحمة بالزبائن، خصوصاً في المناسبات السنوية، كالأعياد ومواسم الأعراس، مشيراً إلى أنه يواظب على جلسات الليزر لما لمسه من نتائج رائعة، فبدلاً من ذهابه ثلاث مرات إلى صالون الحلاقة أسبوعياً، أصبح يراجع العيادة مرة واحدة شهرياً.
«كثرة الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات التجميل، جعلتها مقبولة للرجال، لاسيما أن النتائج تبدو طبيعية وغير لافتة للنظر كما كانت سابقاً»، حسب نبيل، الذي أشار إلى أن الرجل قد يلجأ لعمليات تجميل لتعرضه لحادث أو حروق، أو ظهور ندب، أو يعمد إلى زراعة شعر نتيجة تساقطه المتزايد، ومعظم هذه العمليات تحسن المنظر دون تغير الشكل.
ولفت زميله علي محمد إلى أن بعض الشباب يسافرون إلى خارج الدولة لإجراء عمليات تجميل، للحصول على جسم رياضي، أو يلجأون إلى قص المعدة، وهي عملية تكميلية من أجل الحصول على جسم رشيق، ومن ثم إجراء عملية قص الترهلات وشد الجسم.
ويقول إنه لا يحبذ العمليات التي تغير الشكل أو حقن الـ«فيلير» أو الـ«بوتوكس»، لأنها تعتبر تشويهاً لشكل الرجل، إذ تصبح ملامحه أقرب للفتيات، مضيفاً: «القناعة كنز لا يفنى، حكمة ثمينة يجب أن نعمل بها، فإن اقتنع كل شخص بالتغييرات التي تحدث في الوجه بسبب تقدم العمر سيكون أكثر راحة وثقة بالنفس، كما أنصح من يعانون السمنة بممارسة الرياضة، بدلاً من عمليات شفط الدهون، وتوفير أموالهم لأمور أخرى، بدلاً من العمليات التي يمكن الاستغناء عنها».
لم يعد هوس عمليات التجميل حكراً على النساء فقط، بل أصاب عدداً كبيراً من الرجال، الذين يقبلون على عمليات شفط الدهون و«نحت العضلات»، بهدف الحصول على جسم متناسق ورياضي، وهناك رجال يقبلون على إزالة الشعر بالليزر والحقن بمواد الـ«بوتوكس» والـ«فيلير».
وساعد في تحفيز الرجال، خصوصاً فئة الشباب، على هذه العمليات، انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهير، بعد إجرائهم عمليات تجميل، يبدون فيها أكثر رشاقة ووسامة، مقارنة بصورهم قبل العمليات.
المصدر: الإمارات اليوم