«مثل كثير من الفتيات في مقتبل العمر كنت أحلم بالشهرة والنجومية، وسرعان ما تحقق حلمي، ولكن بين يومٍ وليلة فقدت كل شيء»، هذا ما قالته الكاتبة الألمانية والإعلامية كريستيان بيكر التي وصلت عندما كان عمرها 24 عاماً فقط، إلى قمة هرم النجومية، من خلال عملها في تلفزيون «إم. تي. في» بأوروبا، في بداية لقائها مع «البيان» في فندق الميلينيوم، قبل سفرها بساعات بعد مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة 31.
نجاح
وأضافت: «كنت سعيدة في بداية نجاحي عام 1989، حين كنت أنتقل من بلد إلى آخر وأقابل أبرز النجوم في العالم، وأحصد الجوائز مثل جائزة الكاميرا الذهبية، الأشهر في ألمانيا. لكني مع مرور الوقت بدأت أشعر بالخواء الداخلي، ولم تعد الأضواء تفرحني، وكان البعض من زملائي يحاولون تجاوز هذه الحالة بالهروب إلى الشرب والمخدرات».
الإسلام في القلب
وهنا توقفت للحظات حيث تقاطع الحوار مع صوت دليلة فريق سياحي ألماني في الجوار، ما تسبب في توتر الكاتبة التي طلبت الانتقال إلى ركن أبعد وقالت: «المشكلة أني لا أستطيع تجاهل صوتها، لأني أفهم ما تقول». وأجابت لدى سؤالها حول كيفية فقدانها لكل شيء فجأة قائلة: «كنت في أحد أيام شهر أبريل عام 1995، أقدم حلقة من برنامج «الشباب» في ألمانيا، حينما سألني صحافي: هل تحولت إلى الإسلام؟ فأجبته بعفوية الإسلام في قلبي.
وفي اليوم التالي كان هذا التصريح يتصدر عناوين الصحف بصفتي صديقة لاعب الكريكيت الشهير عمران خان الذي من خلال لقائي به قبل سنوات تعرفت إلى رؤية مختلفة للحياة، من حب الله إلى الموسيقى الصوفية، والفن الإسلامي بزخارفه النباتية والهندسية. ومن خلال زياراتي السابقة لباكستان شاهدت جماليات العمارة الإسلامية وكنوزها من الفنون».
وأضافت بعد لحظات صمت: «في اليوم التالي فصلت من عملي في تلفزيون أوروبا، وبعدها تلفزيون ألمانيا، كما أنهى خان صداقته معي بعد أسبوع. تحولت عندها إلى الإسلام الذي اكتشفت، من خلال قراءاتي للعديد من الكتب، ثمار الروح التي أغنتني وأشاعت الرضا في نفسي».
توثيق التجربة
انتقلت كريستيان التي أدت فريضة الحج عام 2006، بعدها إلى الحديث عن المرحلة الجديدة من حياتها في لندن وكتابها «من إم تي في إلى مكة» الذي صدر عام 2009، وقالت: «ساعدني، خلال تلك المحنة، الكثير من المسلمين واستقررت في لندن منذ عام 1989. وقررت بعدما لمست «فوبيا الإسلام» التي تسيطر على الغرب، توثيق تجربتي في كتاب، لأطلعهم على جماليات جوهر هذا الدين وما فيه من قيم ومعان روحية سامية، وبالتالي المساهمة في بناء جسور التفاهم بين الثقافتين. وأنا في حالة سفر دائمة للمشاركة في العديد من الأنشطة والفعاليات التي تسهم في تعزيز صورة الإسلام الإيجابية».
أما عن عملها الحالي فقالت: «أقوم بالعديد من المهام من خلال دوري كسفيرة عالمية لمؤسسة «استكشاف الإسلام»، وممثلة حملة «ألهمني محمد» في المملكة المتحدة. كما أقدم برنامجاً شهرياً في قناة «ترافل»، وأعمل حالياً على تسويق برنامج ثقافي إسلامي معاصر، يتناول مختلف جوانب الحياة المعاصرة بأسلوب معاصر وشيق».
«من إم تي في إلى مكة»
نشرت بيكر كتابها «من إم تي في إلى مكة» بالألمانية والهولندية عام 2009 وعام 2012 بالإنجليزية، كما ينتظر الكتاب نشر نسخته الإندونيسية والماليزية والعربية قريباً. ويضم 358 صفحة وصادر من دار نشر «أركاديا للكتب».
المصدر: البيان