سفير خادم الحرمين الشريفين في دولة الإمارات العربية المتحدة
هكذا أسدل الستار على حياة فؤاد عجمي، مدير «برنامج دراسات الشرق الأوسط»، والأستاذ في جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة. أمريكي من أصل لبناني، لكنه كان أمريكيا خالصا، ونفذ في دوائر القرار وكان لكثير من آرائه القبول في الإدارات الأمريكية. هو ليبرالي محافظ ولا يخفي ذلك، له الكثير من الأطروحات المثيرة للجدل. وكان آخر ما قدم باللغة العربية مقدمة لكتاب (السعودية والمشهد الاستراتيجي» من تأليف: جاشوا تتلبام الذي ترجمه الدكتور حمد العيسى ومن مطبوعات دار مدارك للنشر.
كانت رؤية عجمي منسجمة مع ما يراه من مصلحة بلاده. من الطبيعي أن تختلف معه، لكن من الصعب أن تمارس إلغاءه، أو تقلل من شأن ما يطرح، كانت زاوية عجمي تترجم إلى لغات عديدة في العالم من بينها الصحف العربية، وقد أحسنت (الشرق الأوسط) حين ترجمت له الكثير من أطروحاته. وربما كان لافتا كتابه (التمرد السوري) الذي ترجمه أحمد الشنبري، وطبعته دار جداول للنشر. في هذا الكتاب يتجه إلى مساءلة استراتيجية وتاريخية للذي يجري في سورية. وهو ملم بالشرق الأوسط تاريخا وتحركا وفكرا. ويذكرك بأطروحاته الرصينة بالأستاذ القديم برنارد لويس، حيث الاستيعاب للمعنى الإشكالي في الأحداث العربية.
رأى أنه ومن دون قيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لن يقوم أحد بفعل أي شيء في سورية، لأن سياسة أوباما هي إما جنود على الأرض، أو الرأس في الرمال على غرار النعامة التي تدفن رأسها في الأرض، في محاولة للهروب من أي خطر يواجهها. ولأن الأمريكيين لا يريدون إرسال جنود إلى سورية، نعطي النظام السوري الضوء الأخضر كي يفعل ما يشاء، هكذا نقلت عنه مجلة (المجلة) بعد زيارة عجمي للاجئين السوريين في تركيا.
برحيله تنتهي قصة كبيرة من قصص الإبداعات العربية في الخارج، ومن البديهي والطبيعي أن تختلف وتتفق مع أي شخص كان، غير أنه كان مخلصا لبلده أمريكا، وكان منضويا ضمن القضايا العربية من خلال الدفاع عن دولة مدنية في لبنان خارج سياق الأصوليات، والدفاع عن الإنسان السوري ضد آلات الدم. سيكتب عنه التاريخ كثيرا … إنه فؤاد عجمي.
المصدر: الموقع الرسمي للإعلامي تركي الدخيل