أكد خبراء أهمية القاعدة البحرية المصرية الجديدة (3 يوليو)، التي افتتحها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشددين على أنها تمثل إضافة لقوة مصر الإقليمية والدولية، بما يمكنها من حماية أمنها وسيادتها وحماية الأمن القومي العربي.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، قد أوضح أن القاعدة التي جرى افتتاحها اليوم بمنطقة جرجوب علي الساحل الشمالي الغربي لمصر، تختص بتأمين البلاد في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والغربي، وصون مقدراتها الاقتصادية، وتأمين خطوط النقل البحرية، والمحافظة على الأمن البحري، باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوي.
وقال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء حمدي بخيت «تحمل قاعدة 3 يوليو رسائل عديدة؛ أهمها رسالة الردع لكل من يحاول العبث أو الاعتداء على الأمن القومي المصري والعربي وهو ما يدعم الاستقرار في البحر المتوسط، عن طريق تطوير قدرات القوات المسلحة المصرية، والتواجد بحجم كبير وقوي، وتوفير فرصة للدعم اللوجستي للقوات الجوية والبرية، على هذا الاتجاه الاستراتيجي».
وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً «شهدت السنوات الأخيرة تطوير عدد من القواعد البحرية القديمة، وبناء قواعد جديدة لتتواكب مع التطور التكنولوجي العسكري، الذي تحمله القطع البحرية، وسرعة تأدية المهام وتأمين الأهداف الحيوية والاقتصادية».
وأشار بخيت إلى أن هذا التطور في القدرات البرية والبحرية والجوية يدل على قراءة القيادة السياسية لمستقبل التهديدات منذ أحداث يناير 2011، وما أعقب ثورة 30 يونيو عام 2013، وهي قراءة منطقية مبنية على معلومات، تؤكد أن هناك من سيحاول العبث بأمن مصر القومي، وأن هناك جبهة جديدة في الاتجاه الشمالي، ولهذا تسلحت الدولة بأحدث التكنولوجيا، لسرعة الرد وقوته، وقامت بتحديث القوات، فأصبحت دول كثيرة تعيد حساباتها قبل التعامل مع الدولة المصرية الجديدة.
وأكد بخيت أن القاعدة الجديدة تحمل كثيراً من القوات والعناصر التي تؤمن الشواطئ، منها عناصر خفيفة، وزوارق اقتحام، ولنشات متعددة المهام، لها القدرة على بسط النفوذ والسيطرة على الساحل، ومنع أي تسللات غير مشروعة، تحرم أي عنصر هجرة غير شرعية من العبور إلى نطاق آخر.
بدوره، قال الخبير الاستراتيجي المصري اللواء هاني غنيم، إن مصر تشهد مفهوماً جديداً لمنظومة الدفاع، وإن القاهرة أصبحت الركيزة الأساسية لحفظ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وإن الجمهورية الجديدة التي نشهد بناءها في مصر، يجب أن تمتلك جيشاً قوياً يحمي ريادتها في أفريقيا خصوصاً، وفي الإقليم بشكل عام.
وأضاف لـ«الرؤية» قائلاً «مصر تغير الواقع العسكري في المنطقة لخدمة أمنها القومي والأمن القومي العربي أيضاً، وهذا التنامي في القوة المصرية، أمر مشرف لكل مصري وعربي، ولكل ضابط وجندي على أرض مصر، ويحمل رسائل قوية إلى العالم، مفادها أن الدولة الجديدة قادرة على الدفاع عن مصالحها واستقلالية قرارها».
المصدر: الرؤية