أدى ترويج الأخبار الكاذبة عبر تطبيق «واتساب» في الهند لمقتل مئات الأبرياء، وتروي إحدى القصص أن ثلاثة شبان من حيدرباد كانوا يصطحبون أحد أصدقائهم الزائرين إلى ريف المدينة، وكانوا ينوون قضاء الليل مع صديق آخر في قرية هادئة في ولاية كارنتاكا المجاورة، التي تقع على بعد 100 ميل.
وبعد ساعة من ذلك قُتل أحدهم من قبل مجموعة من أهالي القرية الغاضبين الذين اعقدوا أنهم جاؤوا للقرية لخطف الأطفال، وتم نقل ثلاثة منهم للمستشفى، بينما ظل أحدهم في منزله خائفاً يترقب.
هؤلاء الأصدقاء هم عبارة عن خمسة فقط من عشرات الضحايا الأبرياء عبر الهند، الذين يتعرضون لغضب الأهالي بسبب أخبار «واتساب» الزائفة خلال الأشهر الخمسة الأخيرة. وتتخذ الأخبار نمطاً واحداً: غرباء وصلوا إلى منطقة ريفية، حيث يتهمهم الأهالي زوراً بأنهم جاؤوا ليسرقوا الأطفال، وذلك بناءً على عدد من رسائل «واتساب». ويتعرض الغرباء لعنف قد يفضي للقتل في بعض الأحيان.
وتقول الضابطة المسؤولة عن مكافحة الأخبار المزيفة في شرطة ولاية تيلانجانا، ريما راجيشواري، «يمثل لنا انتشار الشائعات بسرعة كبيرة تحدياً كبيراً ونعجز في محاربتها، فمن الصعب أن نتتبع هذه الأخبار عبر واتساب».
وترأست راجيشواري وحدة الشرطة الوحيدة المخصصة لمكافحة الأخبار المزيفة وعنف الغوغاء والاستخدام الإعلامي لوسائل
الإعلام الاجتماعية، وتم الإشادة بها لجهودها من قبل السياسيين ووسائل الإعلام.
ويقول أحد من تعرضوا للهجوم إن الحادث وقع بعد أن قدم أحد أصدقائه الحلوى لأطفال، وعندما ذهب فريقهم إلى شلال ومنطقة نزهة، انضم إليهم ثلاثة أشخاص من أهالي المنطقة، واتهموهم بأنهم خاطفو أطفال بسبب الشوكولاتة التي قدموها للأطفال. ويمضي قائلاً «ثم ظهر مزيد من الأهالي يحملون المجارف والعصي وكل شيء تقع أيديهم عليه وأوسعونا ضرباً».
وركضت المجموعة في اتجاهات مختلفة، واختبأ اثنان ممن تعرضوا للهجوم في بعض الأدغال، بينما دخل ثلاثة في سيارتهم ذات الدفع الرباعي وانطلقوا بعيداً للحصول على المساعدة، لكن المهاجمين اتصلوا بقرويين آخرين في الاتجاه الذي ذهبوا فيه وطلبوا منهم قطع الطريق ومطاردة السيارة. وهاجم الغوغاء، الذين وصل عددهم إلى 200 شخص، من كانوا في السيارة. حينها وصل ضباط الشرطة إلى مكان الحادث، واعتقلوا 30 شخصاً.
المصدر: الإمارات اليوم