على وقع السلام الوطني لدولة الإمارات وأهازيج الفنون الشعبية حطت فجر أمس الأول في مطار البطين الخاص الطائرة «سولار أمبلس2» لتخط رسالة للتاريخ باسم أبوظبي عاصمة الإنجاز ووطن الابتكار، بتحقيق رحلة جوية تاريخية حول العالم استمرت16 شهراً وقطعت أكثر من 42 ألف كيلومتر من دون قطرة وقود واحدة، وفقط بالطاقة الشمسية، ومن أبوظبي كانت انطلاقة الرحلة وفيها الختام.
لم تكن رحلة «سولار أمبلس2» مجرد مغامرة استهوت مغامرين وضربا من الجنون كما اعتقد البعض، وقالها قائدا الطائرة برتراند بيكارد وأندريه بورشبيرغ في مؤتمرهما الصحفي عقب الإنجاز التاريخي، وأنما عبرت عن رؤية والتزام قيادة بنهج راسخ وتوجهات ثابتة للتحول نحو الطاقة البديلة والنظيفة والمتجددة.
إنجاز تاريخي يُسجل للإمارات ولقيادة الإمارات، وتحمل كل التقدير والامتنان لصاحب الرؤية الثاقبة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي صنع الحلم وبث الأمل والثقة والتفاؤل بأن الغد سيكون أجمل وأسعد وأكثر أشراقا مع توديعنا لآخر برميل من النفط. وتلك كانت أول حروف رسالة أبوظبي للتاريخ وللبشرية جمعاء.
في تفاصيل الرسالة معانٍ حضارية جمة، ومنها هذا الحرص الإماراتي الراقي على مشاركة البشرية جهودها في البحث عن مصادر بديلة للطاقة وتوفيرها لضمان تحقيق التنمية المستدامة، ومساعدة المجتمعات البشرية على النهوض ومواجهة التحديات، وبالذات فيما يتعلق بنقص إمدادات الطاقة وما ينجم عنها من تأثيرات واضحة في تنمية وتطوير المجتمعات.
وقوف الإمارات إلى جانب هذه الرحلة التاريخية يسجل معه التاريخ لها كيف ساعدت الحالمين بالغد على الوصول إليه وتحقيقه بعد أن تعثر حلمهم 15 عاماً حتى أشرقت وحدبت عليه الرعاية الإماراتية في هذا المجال، والتي يلمس المرء حجم التغير الذي تحمله في العديد من بقاع العالم، وبالذات في الجزر الصغيرة المتناثرة في المحيطين الهندي و الهادئ، وقد كنت شاهداً على أحد صورها الزاهية في جزر السيشل الجميلة.
رحلة «سولار أمبلس2» رسالة أبوظبي للعالم بأن الإمارات ليست فقط حاضنة للأحلام والابتكار، وأنما تمد يدها للعمل مع الجميع لنشر السعادة والخير والرفاهية للجميع بمحبة وتسامح لصالح أجيال الحاضر والمستقبل.
ومن عاصمة الطاقة المتجددة تجدد عهد الوفاء والولاء والانتماء لتظل شمس إمارات المحبة ساطعة بالمنجزات لأجل خير الإنسان.
المصدر: الإتحاد