رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً
من خلال هذه المساحة التي أكتب فيها مرتين في الأسبوع، وعبر القنوات والإذاعات السعودية الرسمية والخاصة كتبت وتحدثت كثيرا عما يعزز ما سأقوله هنا لأمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف عن المنطقة الشرقية.
بمعنى أنني لن أطرح هنا جديدا عن واقع هذه المنطقة، لكنني أحمل أملا جديدا وكبيرا عما ينتظرها من تغيير وتطوير مع عودة الأمير سعود للعمل فيها وقد تبوأ منصب المسؤول الأول عنها.
فلقد كتبت شاكيا ومنزعجا ومتذمرا، وكتبت ناقدا، ومقترحا، ومطالبا، وكتبت مرة ومرتين باسمي، وكتبت مرات باسم سكان الشرقية.
سمو الأمير.. قلت وما زلت أقول إن المنطقة الشرقية تستحق أن تكون في وضع أفضل مما هي عليه في كافة مناحيها، استنادا إلى العديد من المعطيات، ومن أبرزها ما يمكن اختصاره في اللقب الذي أطلقه عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حينما سماها (منطقة الخير).
وقلت ياسمو الأمير إن عددا ليس بقليل ممن يزورون المنطقة الشرقية يصدمهم حالها، كونهم رسموا عنها صورة تخيلية عنوانها الجمال والتميز والتفرد، عطفا على معطيات مختلفة، فهي فضلا عن موقعها الاستراتيجي المتمثل في إطلالة معظم مدنها الكبيرة والصغيرة على الخليج العربي، فلها حدود برية وبحرية مع سبع دول، وفيها أكبر مخزون نفطي وأكبر شركة نفط في العالم، وفيها واحدة من أكبر شركات صناعة البتروكيماويات في العالم، وفيها العديد من المطارات المدنية والعسكرية، وفيها سكة قطار، وفيها جسر يربطها بدولة مجاورة، وفيها أكثر من ميناء تجاري وصناعي – أحدها يصنف على أنه من أطول الموانئ في العالم -، وفيها واحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، ثم فيها سكان أخذوا بأدوات التحضر والعلوم والمعرفة مبكرا، حيث (شركة الزيت الأميركية) آنذاك، و(جامعة البترول والمعادن) آنذاك، إلا أن كل تلك المزايا والمعطيات لم تستثمر ولم يستفد منها بشكل صحيح وفاعل لتضيف وتحدث فارقا نوعيا ولافتا لهذه المنطقة ولعاصمتها الإدارية الدمام، وخاصة أن هناك وفرا ماديا نالت المنطقة نصيبا كبيرا منه في سنوات الطفرة الأولى والثانية التي ما زلنا نعيشها.
سمو الأمير لك أن تسلك الطريق المؤدي من وإلى مطار الملك فهد بالدمام ومثله الطرق المؤدية من وإلى جسر الملك فهد، ومثلهما الطرق المؤدية إلى مداخل المنطقة للقادمين من الرياض والكويت وقطر، والإمارات، بل ومداخل الدمام من كل الاتجاهات لتحكم من مشهد بسيط على واقع المنطقة، وقد اخترت شكل المداخل والطرق المؤدية لها كأنموذج صارخ يشاهده الجميع، ولكون المثل يقول “الكتاب يعرف من عنوانه”، ومداخل المدن والطرق المؤدية إليها هي عنوانها الرئيسي، وبالتالي إذا أدركنا واقع المشهد الأول للمنطقة والانطباع الأول عند أي زائر لها أمكننا استيعاب بقية التفاصيل التي هي حتما أهم، وسأتحدث عنها لاحقا بإذن الله تعالى.
المصدر: الوطن اون لاين