سعادة سفير الجمهورية التركية
تحية طيبة
كنا نتمنى ألا ندخل معكم في جدال، خصوصاً أنك هنا ضيف في دولة الإمارات، ومن عاداتنا إكرام الضيف واحترامه، واحترام بلده أيضاً لأن الإمارات دولة تعتز بتقاليدها وعلاقاتها مع كل الدول المحبة للعدل والسلام والحرية .
لكن، بما أن الكيل قد فاض، والصمت لم يعد ممكناً، فنرجو أن يتسع صدركم ولا يضيق بكلام يجب أن تسمعه وتبلّغه إلى حكومتكم من صحيفة شعارها “الحقيقة دون زيف والواقع دون خوف” .
لقد ضاق صدركم سعادة السفير عندما تناولت “الخليج” في افتتاحية لها بتاريخ 26-8-2013 كلام رئيس حكومتكم رجب طيب أردوغان الذي تطاول فيه على شيخ الأزهر أحمد الطيب، وأنتم لا شك تعرفون موقع الأزهر الشريف بالنسبة للمسلمين كمنارة مشعة لا يتطاول عليها إلا كل مشتبه .
يومها . . لم يتسع صدركم لرأي صدر عن صحيفة حرة تلتزم حرية الرأي، فبعثتم إليها برسالة فيها شكوى واتهام بالتدخل في شؤون تركيا الداخلية، ويومها كان ردّنا أننا لم نتدخل في شأن داخلي لتركيا، إنما كنا نرد على موقف مستفز طال إحدى القامات الإسلامية الشامخة .
سعادة السفير . .
إن الإمارات تتعرض الآن لحملة إعلامية شعواء من بعض الصحف ومحطات التلفزة التركية، وبعضها يهدد ويتوعد، فماذا تقول؟ وهل طلبتم من هذه الصحف التوقف عن حملاتها العدائية ضد الإمارات؟ أم أن الصحف عندكم حرة بأن تقول ما تريد حتى ولو كان سباباً وشتماً وتهديداً، أما صحيفة “الخليج” فهي تتدخل في شأن داخلي تركي إذا ما انتقدت مجرد انتقاد سياسي سلوك رئيس حكومتكم، فتقوم
قيامتكم ولا تقعد؟
وإذا كانت تركيا مرتبكة وتجد نفسها في أزمة، فعليها ألا تحمّل الآخرين المسؤولية، فهي التي اختارت التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بشكل خارج عن المألوف في العلاقات الدولية، ولم تراع حرمة لجوار أو أخوة، حيث فتحت أبوابها وأرضها لكل مرتزقة الأرض الذين وجدوا فيها الملاذ والأمان والدعم ليعيثوا فساداً وتخريباً وتدميراً وتكفيراً في أرض العرب . بل لم تتورع بأن تخوض معركة “الإخوان” الخاسرة ضد مصر وشعبها .
كل ذلك بحثاً عن زعامة أو قيادة إقليمية لن تتأتى لمن يحلم بإمبراطوريات زالت وبادت، وتحت راية إسلامية .
سعادة السفير . .
نقول لكم: الإمارات لا تُهدد، ولا تقبل وعيداً أو تهويلاً من أحد .
صحيح أن الإمارات حريصة أشد الحرص على علاقاتها مع الشعب التركي الذي تقدّره وتحترمه وتسعى لإقامة أوثق العلاقات معه في مختلف الميادين، لكنها ترفض أي تطاول عليها أو تدخل في شؤونها الداخلية، فهذه خطوط حمر لا تساهل فيها أبداً .
فلا تتصور أن بعض العفو ضعف .
المصدر: صحيفة الخليج