رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً
.. ولك شاهد ثان يا سمو الأمير يكشف عن حجم الثغرة الموجودة بين المسؤول والمسؤول الآخر في المنطقة الشرقية، فقبل عام تقريبا تحدثت مع أمين المنطقة الشرقية عن مداخل مدينة الدمام وكيف أنها باتت مكانا للمستنقعات والنفايات ولا تليق بأهمية هذه المدينة وأهمية المنطقة، فقال لي إن هذه المداخل تتبع وزارة النقل ولا تتبع أمانة الدمام(؟!)، ولن أدخل في تفاصيل ما دار بيني وبين معاليه لأقنعه أن مداخل الدمام مسؤولية الأمانة وأن المواطن لن يقبل بمثل هذه الأعذار.
أقول وعلى الرغم من البدء في تحسين بعض هذه المداخل، لكنني وددت يا سمو الأمير من هذا الاستشهاد البسيط الذي لا يمثل حقيقة ما تعاني منه المنطقة الشرقية من مشاكل أكبر وأكثر التأكيد على أن المنطقة تحتاج إلى المسؤول المبادر، والمسؤول المبدع، والمسؤول غير التقليدي، والمسؤول الباحث عن المنافسة، لا المسؤول الذي يلقي بالمسؤولية على الجهات الأخرى بدلا من البحث عن الحلول، وأن المشكلة ليست في جهة واحدة مثل الأمانة بل هي مشكلة شبه عامة.
سمو الأمير.. المنطقة بحاجة إلى المسؤول الذي يبتكر أفكارا تصب في مصلحة المواطنين وسكان المنطقة وليست الأفكار التي تبرز شخصا أو جهة أو دائرة، أو تلك الأفكار والجوائز التي تستهدف الإعلام وخطابات الشكر الرسمية، والثناء الشخصي.
المنطقة بما فيها من سمات ومعطيات متفردة قادرة على أن تنافس لتكون منطقة جذب في كافة الجوانب الاستثمارية والسياحية والترفيهية وأن تكون عنوانا للجمال والمتعة.
سمو الأمير.. في ظني أن كل مناطق السعودية بلا استثناء تتمنى أن تكون لديها ذات المقومات والمعطيات التي تتمتع بها المنطقة الشرقية والتي ذكرتها في المقالة السابقة لتستثمرها وتخلق منها منطقة جذب لا منطقة طرد كما هو واقع الحال، فما أن تأتي أي إجازة إلا وسكان المنطقة الشرقية تجدهم موجودين في الدوحة ودبي والمنامة والكويت، ولا أظن في هذه المدن من المعطيات ما هو أفضل مما هو موجود في كل مدن المنطقة الشرقية بلا استثناء من الخفجي إلى الأحساء، ولكن الفرق بيننا وبين تلك المدن الخليجية أن أولئك فسحوا المجال للمبدعين ليعملوا ويبتكروا ويضيفوا جديدا بينما (ربعنا) يزعمون أنهم يفهمون في كل شيء، ولكنهم لم يعملوا، ولا هم فسحوا المجال لغيرهم كي يعمل.
سمو الأمير.. لا يخالج أهل الشرقية أي شك في تواضعكم الجم وقربكم منهم، وحرصكم الدائم على المبادرة وخلق أفكار تصنع فارقا للمنطقة يوم أن كنت بينهم قبل سنوات مضت، وها أنت تعود إليهم والأمل يحدوهم في أن تحقق لسكان المنطقة الكثير من الآمال، بما يتوافق ورؤى القيادة وتوجيهاتها الدائمة، وبما يتوافق مع رغبات قاطني هذه المنطقة التي أحيانا لا تتجاوز مطالبهم أمورا بسيطة، وهي مطالب لا يفترض أن تكون هاجسا وهما وغما عليهم لأنها من المسلمات التي يفترض أن تنفذ بسرعة وبدون توسل وشكوى ومطالبات، مثل مطالبتهم منذ أكثر من سبعة سنوات بإنهاء الطريق الدائري ليحل لسكان الدمام وزائريها مشكلة الاختناق المروري المزعج جدا.
المصدر: الوطن اون لاين