كاتب إماراتي
تناقل الشباب الخبر بسرعة الإعلام الإلكتروني الجديد المعروفة، وهو أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد ظهر أخيراً بسيارة «رنج» عوضاً عن سياراته المرسيدس G55 التي اشتهرت بحملها الرقم «واحد» في الفترة الماضية، وأصبح تغيير السيارة، وبعض اللطائف حول القصة، حديث الساعة، فبعد أن «عد» الشاعر الجميل راشد بن غليطة الغفلي أبياته:
قالوا رقم واحد نشوفه على رنج،
قلت الحكي وايد وهاذي إشاعه،
يا لين شفت الصورة وحسيت بالبنج،
عفتك يا مرسدسي بليّا بياعه..
ثم كثر الحديث والشائعات عن هبوط سعر الـG55 وعن الرجل الذي قام بإهدائه للبيدا وعن صف الشباب الذين يمتلكونه ويقفون طابوراً في حراج «بوشغارة» لبيعه لأغلى ثمن، وغير هذه من الأمور التي وصلت حتماً إلى مسامعكم وجوالاتكم!
الصور التي يعبر بها الإماراتيون عن حبهم لقياداتهم وشيوخهم كثيرة، لكن أبرزها ربما كان التقليد في الملبس والطبع والتصرف والوجهة، وتلاحظ هذه الظاهرة الجميلة في انتشار أي موضة بين صفوف الشباب والكبار أيضاً، بمجرد قيام أحد القادة بها، من حب الشعر إلى الفروسية إلى بعض الرياضات الأخرى، وحتى حرص البعض على التحدث والوقوف بطريقة معينة، ووضع الغترة ولبس البشت، كلها في القالب نفسه، وللتعبير عن الحب بطريقة غير مباشرة.
إلا أن نقطة أخرى تستحق الوقوف والتأمل، فها نحن نسمع ونرى الحكام وصناع القرار بشكل يومي، سواء عبر أجهزة الإعلام أو عبر مواقع التواصل أو عبر الإذاعات أو عبر الالتقاء شبه اليومي المباشر بهم، فلِمَ لا يكون التقليد لهم كاملاً ومن الأهم إلى المهم؟ الجميع يقلد في السمات الظاهرة، لكن قلة هم الذين يتعلمون منهم طريقة الحوار الراقي ومعرفة الآخر قبل الرد والأخذ في الآراء، وأدب الخلاف، والأدب في استخدام الألفاظ، الكثيرون الذين يريدون أن يثبتوا دائماً أنهم خلف القيادة ويحبونها لماذا لا تنظرون إلى أسلوب القيادة والألفاظ التي يستخدمونها في الحوار والنقاش؟ هل سمع أحدكم لفظاً جارحاً أو انتقاصاً من رأي في حواراتهم؟!
وأنا على يقين كما يعلم غيري أن «المعزبية» سيكونون أشد فرحاً إذا رأوا حواراً راقياً، أو إنجازاً حضارياً، أو منتجاً وطنياً، أو جائزة حصل عليها أحد أبناء الوطن ورفع بها رايته، ألف مرة على الأقل من فرحتهم وهم يرونه يقود «رنجاً» جديداً!