ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
تعلم روبن شارما من والده أن لحظات الحياة عبارة عن لقطات، عليك أن تلتقطها حتى لا تنكرها الذاكرة أو تُمحَى منها فيذهب أثرها بعد زمن؛ لذا هو دائماً وأبداً يحتفظ بكاميرته معه .. يلتقط بها لحظات السعادة.
وفي يوم جميل ذهب مع ابنيه إلى مطعم في مدينته- هو الأفضل في الأكل الإيطالي على الإطلاق- ولأنه كذلك فهو دائم الزحام، إذ لا بد من الحجز المسبق، وبمجرد وصولك تجد المطعم ممتلئاً بالزبائن. ولأنها لحظة جميلة بوجود أبنائه معه بمجرد جلوسهم إلى طاولتهم المحجوزة مسبقاً، أخرج روبن كاميرته وطلب من النادلة أن تلتقط لهم صورة يحتفظ بها في ألبوم الذكريات، إلا أن ردها ـ بكل آسف ـ كان قاسياً حين قالت: «لا يوجد لدي وقت». هكذا ببساطة ..
روبن شارما يعلق بعفوية على هذا الموقف في كتابه:
The Greatness Guide – 101 Lessons For Making Whats’s Good At Work And In Life Even Better، قائلاً:
«مشغولة جداً عن خمس ثوان تجعل الزبون سعيداً ..!».
«مشغولة جداً عن إهداء شعاع من الفرح إلى قلوب أطفال صغار ..!».
«مشغولة جداً، لتعبر عن نوع جميل من الإنسانية ..!».
روبن هنا يربط هذه القصة الواقعية بمفهوم إداري في غاية الأهمية، وهو: «النجاح أحياناً هو أسرع طريق للفشل ..!»، وقد يحصلُ ذلك عندما يزهو الجميع بالنجاح وتغريهم القمة وينسون أن البقاء في القمة هو الأهم والأبقى.
وقصة روبن شارما هذه في المطعم الإيطالي الذي بدأ مرحلة السقوط بموقف بسيط لكنه مؤثر قد نسقطها على واقعنا الحياتي اليومي، فهذه «الثواني» قد تكون فاصلاً بين التعامل الراقي والآخر السلبي. «فهي ثوانٍ عندما تختم رسالتك النصية بكلمة رائعة من أربعة أحرف: شكراً»، وهي ثوان عندما تنظر في عين طفلك وهو يسألك سؤالاً عابراً، وهي ثوان أيضاً عندما تأخذ نفسك بشيء من التؤدة فتسمح لإنسان بأن يعبر الشارع في منطقة عبور المشاة. هي ثوان فقط، لكننا ننساها عندما نكون نحن في أمس الحاجة لها.
روبن شارما مدرب عالمي في التطوير يجوب العالم ليقيم دوراته الملهمة، له كتب رائعة تزينها قصص النجاح، وبطبيعة الحال له موقع إلكتروني خاص به، حسابه على تويتر، هو @_robin_Sharma ، أتمنى أن ألتقيه يوماً.
المصدر: صحيفة الرؤية