«روبوت» صيدلاني لصرف أدوية المرضى في مستشفيات «صحة» بأبوظبي

منوعات

تشرع شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» في استخدام الإنسان الآلي «الروبوت» في عملية صرف الأدوية بالمستشفيات التابعة للشركة، وفق ما أعلنت الدكتورة سحر أبوعمر مديرة إدارة الخدمات الصحية التكاملية وإدارة العمليات الطبية في «صحة» خلال افتتاح فعاليات المؤتمر السادس للسلامة الدوائية الذي تنظمه الشركة بأبوظبي أمس.

وقالت الدكتورة أبوعمر أنه سيتم خلال الفترة المقبلة تركيب الأجهزة الجديدة لصرف الأدوية، وتصل تكلفة الجهاز الواحد إلى نحو 7.5 مليون درهم، وتعتمد آلية عمل الروبوت على أمرين إما ربطه إلكترونيا مع الأطباء، بحيث يتسلم المريض دواءه عقب خروجه من عند الطبيب، أو تغذية الجهاز من خلال الصيدلاني بالوصفات الطبية، ويقوم «الروبوت» بإحضارها.

وتهدف شركة «صحة» بهذه الخطوة مبدأ تفريغ الصيادلة للقيام بدور توعوي ودوائي بصورة أكبر بدلاً من انشغاله في تحضير الوصفات، كما يقضي على الأخطاء الدوائية التي قد يتسبب فيها الصيادلة نتيجة تشابه شكل العبوات أو الأسماء.

وافتتح فعاليات المؤتمر راشد القبيسي العضو المنتدب لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، بهدف القضاء على الأخطاء الدوائية وتحسين سلامة المرضى والسلامة الدوائية بمشاركة نحو 1000 صيدلاني ومختص في المجال الصيدلي من داخل الدولة وخارجها، وتستمر الفعاليات اليوم، فيما يخصص يوم غد الأحد لعقد ورش العمل.

وتطرقت أبوعمر خلال ورقة عمل إلى دور الصيدلاني في مراجعة الوصفة الطبية قبل صرفها لمنع التدخلات الدوائية، حيث وجد أن كل 10 آلاف وصفة دوائية هناك 225 تدخلا من الصيدلاني لتغيير الوصفة، سواء تغيير الجرعة أو الدواء لمنع حدوث مضاعفات، و وجد أن 80% من تدخلات الصيدلاني يتم قبولها من الأطباء، ما يعكس مدى التعاون بين الأطباء والصيادلة.

وأشارت إلى أن عدد الصيادلة في منشآت «صحة» وصل إلى 686 صيدلانيا وصيدلانية، منهم 26 صيدلانيا إكلينيكيا و 171 مساعدا صيدلانيا، وتم تدريب 61 من طلاب كليات صيدلة .

وأوضحت أنه ارتفع تحضير المستحضرات الصيدلانية الوريدية في عام 2013 إلى 78% داخل الصيدلية، بعد كانت صفر في عام 2003 ، و 60% في نهاية عام 2012 حيث تم بناء غرف معقمة وخاصة في صيدليات مستشفيات «صحة» لتحضير المستحضرات الصيدلانية التي تعطى من خلال الوريد للمرضى المنومين في المستشفيات، حيث كان في السابق يتم تحضيره في العنابر عن طريق الأطباء والممرضات، ما كان يؤدي إلى حدوث أخطاء ومضاعفات.

وقالت الدكتورة سحر أبو عمر مديرة إدارة الخدمات الصحية التكاملية وإدارة العمليات الطبية في «صحة» رئيسة المؤتمر، لأول مرة توسعنا في مواضيع المؤتمر من مجال السلامة الدوائية إلى إضافة مواضيع تهتم بتطبيق نموذج الممارسات الصيدلانية الحديثة، حيث تمت استضافة المدير التنفيذي للجمعية الأميركية للصيادلة ويقدر عددهم 45 ألف صيدلاني بالعالم ويطرح لأول مرة موضوع «نموذج الممارسات الصيدلانية ودور الصيدلي».، وذلك للحديث عن الممارسات الصيدلانية ودور الصيدلي حتى 2030، والتي تركز على استخدام الصيدلي التكنولوجيا الحديثة ومساعدي الصيادلة لتحضير الدواء بينما يركز الصيدلي على تقديم مستوى أعلى من الرعاية الدوائية للمريض ويكون له دور فعال في الفريق الطبي.

ويركز أيضاً على الاقتصاديات الصيدلانية، والإفصاح عن الأخطاء الدوائية في 17،5 ساعة معتمدة من هيئة الصحة، و25 ساعة معتمدة من مجلس الاعتماد للتعليم الصيدلاني بالولايات المتحدة الأميركية.

وأضافت أن جلسات المؤتمر شهدت في اليوم الأول حضورا لافتا حيث ألقيت المحاضرات في قاعتين الأولى عن السلامة الدوائية والثانية عن الممارسات الصيدلانية الحديثة وتناوب اكثر من 25 محاضرا من الإمارات وأميركا ودول الخليج في إلقاء محاضرات وأوراق عمل إلى جانب عرض أبحاث قام بها الصيادلة في أروقة المؤتمر ، حيث تم عرض 37 ورقة عمل منها 4 أوراق عمل تقرر إلقائها كمحاضرات في الجلسات، باعتبار أنها من أوراق عمل مهمة، مشيرة إلى أن إجمالي أوراق العمل التي قدمت للجنة العلمية 65 ورقة عمل تم قبول 37 ورقة فقط .

وأشارت الدكتورة سحر أبو عمر إلى أن «صحة» من خلال إداراتها المتخصصة ترصد التفاعلات الدوائية التي تحدث للمرضى وتم اكتشاف أن 48 % من التفاعلات الدوائية يمكن تفاديها لو كان هناك دور اكبر للدكتور صيدلة في العنابر، لأن مثل هذه التفاعلات تزيد العبء على المنشآت الصحية من خلال بقاء المريض فترات أطول في المستشفيات.

وألقى الدكتور هنري كليك أستاذ في جامعة بنسلفانيا محاضرة عن أسس الاقتصاديات الصيدلانية ركز فيها على الاستخدام الأمثل للميزانية الدوائية بأسس علمية اقتصادية، كما تركزت محاضرات امس على وإدارة المعلومات الصيدلانية والإفصاح عن الأخطاء والسلامة الدوائية في المجالات عالية المخاطر .

وقال الدكتور سهيل فتيح مدير قسم سلسلة الإمداد رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر انه أقيم على هامش المؤتمر معرض طبي شاركت فيه 17 شركة عالمية ومحلية تعرض احدث الأساليب والمنتجات الحديثة، وقد عرضت احدى الشركات الأميركية «ربوتا» عبارة عن جهاز لصرف الأدوية إلكترونيا في العيادات الخارجية. وكان راشد القبيسي العضو المنتدب لشركة أبوظبي للخدمات الصحية « صحة «قد أكد في كلمته الافتتاحية في المؤتمر امس على اهمية دور الصيدلة في الرعاية الصحية وحرص « صحة «على تطوير أساليب الخدمات الصيدلانية بإدخال الخدمات الإلكترونية في مجال الصيدلة في منشآت «صحة»، والتي تتم بشكل تدريجي. وأضاف القبيسي أن «صحة» تركز على توفير خدمات متطورة للمرضى بكافة شرائحهم والحرص على إدخال آخر أساليب التكنولوجيا في الرعاية الصحية بما في ذلك الخدمات الصيدلانية، مشيرا إلى حرص « صحة « على عقد المؤتمرات العلمية والندوات لرفع مستوى أداء الكادر الطبي من خلال صقل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين.

المصدر: إبراهيم سليم – صحيفة الاتحاد