حذرت روسيا، أمس، الولايات المتحدة من عواقب شنّ ضربات على مواقع الجيش السوري، معتبرة مثل هذه الضربات تهديداً للجنود الروس، وأعربت من جهة أخرى عن استعدادها لبحث المقترحات الفرنسية بشأن سورية. وفيما أشار المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إلى وجود 8000 مقاتل من المعارضة في شرق حلب، وأعلن استعداده لمرافقة المسلحين أثناء خروجهم من شرق حلب، حذر في الوقت نفسه من أن أحياء المدينة الشرقية معرّضة للدمار التام بنهاية 2016. وفي تقدم جديد للنظام قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات السورية انتزعت السيطرة على نصف حي رئيس من قبضة المعارضة في مدينة حلب.
وتفصيلاً، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن على الولايات المتحدة أن تدرس ملياً عواقب شنّ ضربات على مواقع الجيش السوري، لأن مثل هذه الضربات ستهدد بوضوح الجنود الروس.
وفي تعليق على أنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-300، التي نشرت في سورية في الآونة الأخيرة، قالت الوزارة في بيان، إن طواقمها لن يكون لديها الوقت الكافي لرصد مسارات الصواريخ بدقة أو من أي اتجاه تم إطلاقها.
وأشارت الوزارة أيضاً إلى نظام دفاع جوي أكثر تطوراً هو نظام إس-400 الذي يحمي قاعدة حميميم الجوية في سورية.
وقالت الوزارة إن الجيش السوري لديه أيضاً أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به، والتي تشمل نظامي إس-200 وبوك، وأضافت أنها استعادت جاهزيتها القتالية خلال العام المنصرم.
من جهته، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن استعداد بلاده لبحث المقترحات الفرنسية بشأن سورية، وقال لافروف أمس، إن روسيا ستفعل ما بوسعها لتطبيع الوضع في سورية.
وأعلن لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال زيارته لفرنسا في 19 أكتوبر الجاري.
وقال لافروف لوزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت، خلال لقاء في موسكو، إن بوتين وهولاند «سيبحثان المسائل الدولية بما فيها سورية وأوكرانيا».
جاء ذلك بعدما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، ستيفان لو فول، أن فرنسا «ستطرح رسمياً» قبل نهاية الأسبوع مشروع قرار حول سورية في مجلس الأمن، في مسعى لوقف إطلاق النار في حلب. ويدعو المشروع إلى وقف لإطلاق النار لإيصال المساعدة الإنسانية إلى السكان المحاصرين في أحياء حلب، وإلى وقف تحليق الطائرات العسكرية فوق المدينة. ويهدد باتخاذ «مبادرات أخرى» إذا لم يحترم، لكنه لا يتحدث عن الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة وفرض عقوبات.
وندّدت الرئاسة الفرنسية في بيان أصدرته الأربعاء، بـ«التعديات غير المحتملة» التي يرتكبها النظام السوري المدعوم من «الطيران الروسي»، بحق الشعب السوري.
في الأثناء صرّح المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، بأنه يجب أن يتوقف النظام السوري وروسيا عن تدمير شرق حلب، لمحاربة بضع مئات من عناصر «جبهة النصرة» هناك، حيث عرض أن يقوم بمرافقة المسلحين من المدينة بنفسه.
وقال المبعوث الأممي للصحافيين إنه إذا استمر سلاح الجو السوري في هجماته بمساعدة روسيا، فسيقتل آلاف المدنيين الآخرين بحلول أعياد الميلاد (الكريسماس).
وقال دي ميستورا، إن تحليلاتنا تشير إلى وجود 8000 مقاتل من المعارضة في شرق حلب، وأعلن استعداده لمرافقة المسلحين أثناء خروجهم من شرق حلب، من أجل آلاف المدنيين.
وقال إنه يتعين على جميع أطراف النزاع أن تسمح لـ«النصرة» بالانسحاب، معلناً استعداده لمرافقتهم شخصياً.
وأكد دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي في جنيف أننا في وضع «طوارئ» في سورية وحلب تحديداً. وقال «لن نقبل أن تقع مجازر في شرق حلب تشبه رواندا وسربرنتسا».
وشدّد دي ميستورا على أن وقف التواصل الأميركي ــ الروسي شكّل انتكاسة في سورية.
وحذر دي ميستورا من ان الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب قد يلحقها دمار تام بنهاية السنة، إذا ما استمر الهجوم العنيف الذي تنفذه القوات السورية بدعم من روسيا.
وقال دي ميستورا «خلال شهرين أو شهرين ونصف كحد أقصى قد يلحق الدمار التام بالأحياء الشرقية لحلب».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات الحكومة السورية انتزعت السيطرة على نصف حي رئيس من قبضة المعارضة في مدينة حلب أمس في تقدم جديد لها.
وذكر المرصد أن القتال يستعر في حي بستان الباشا قرب وسط المدينة، الذي يعد أحد خطوط المواجهة في حلب المقسمة منذ سنوات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.
وذكر الجيش السوري في بيان أن قواته تقدمت في بستان الباشا، لكن مسؤولاً في جماعة معارضة في حلب نفى أي تقدم للقوات الحكومية في المدينة.
وطوقت القوات الحكومية التي تستخدم القصف الجوي العنيف القطاع الشرقي من حلب، الخاضع لسيطرة المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة، وتسعى لاستعادة المدينة بالكامل.
المصدر: الإمارات اليوم