قصف الطيران الروسي أمس، لليوم الثاني على التوالي، مواقع إرهابيين في سوريا منطلقاً من قاعدة همدان الجوية في إيران، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فيما تواصل القتال بين الفصائل المسلحة وقوات النظام في حلب، وقتل 12 شخصاً، بينهم طفل، جراء قذائف سقطت على الأحياء الغربية في المدينة، كما قتل ضابط كبير في قوات النظام خلال الاشتباكات المتواصلة جنوب غربي المدينة، في وقت ذكرت منظمة العفو الدولية أن نحو 18 ألف شخص قتلوا في السجون السورية منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل أكثر من خمس سنوات.
وقالت الوزارة في بيان «في 17 أغسطس/آب أقلعت طائرات قاذفة سو-34 من مطار همدان في الأراضي الإيرانية لضرب مواقع لتنظيم داعش في منطقة دير الزور» في سوريا. وأوضحت «أن الطائرات كانت محملة بقدرتها القصوى من القنابل». وهذه الضربات سمحت بحسب الوزارة بتدمير موقعي قيادة ومعسكرات تدريب لتنظيم داعش وكذلك «القضاء على اكثر من 150 مقاتلاً بينهم مرتزقة أجانب».
من جهة أخرى، تحدثت وسائل إعلام رسمية عن مقتل 12 مدنياً بينهم طفل، وإصابة آخرين جراء قذائف أطلقها المسلحون على حي صلاح الدين في حلب في الجهة الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره مقتل «عشرة مدنيين بينهم طفلان» في قصف الفصائل المعارضة على حي صلاح الدين. وقصفت الطائرات الحربية السورية بدورها امس أحياء عدة في الجهة الشرقية. وتزامن القصف المتبادل مع تواصل المعارك بين الفصائل المسلحة من جهة والجيش النظامي من جهة ثانية في جنوب غربي مدينة حلب. وأفاد المرصد بتركز المعارك في محيط الكليات العسكرية ومنطقة الراموسة وسط «قصف مكثف ومتبادل بين الجانبين وضربات جوية على مناطق الاشتباك»، من دون أن تحقق قوات النظام أي تقدم ملحوظ حتى الآن. وقال المرصد في بيان إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والفصائل المسلحة في محيط الكلية الفنية الجوية بالراموسة ومحيط مشروع 1070 جنوب غربي حلب. وأشار إلى أن الاشتباكات أدت إلى مقتل ضابط برتبة عقيد من القوات النظامية وهو قائد المدرسة الفنية الجوية، ترافق مع إعطاب عدة آليات من الطرفين، جراء استهداف متبادل بينهما.
ونقلت قناة سكاي نيوز عربية عن مصادر ميدانية في حلب أن أكثر من 15 جندياً من القوات النظامية والميليشيات الإيرانية واللبنانية، قتلوا خلال هذه الاشتباكات. وأضافت المصادر أن الفصائل المسلحة تصدت لهجوم شنه النظام وحلفاؤه في جنوب غربي حلب ودمرت آليات ومدرعات ثقيلة وقتلت من فيها، وكبدت القوات الحكومية والميليشيات خسائر بالأرواح.
وعلى صعيد متصل، أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن السجناء تعرضوا منذ اللحظة الأولى للتعذيب الشديد وغيرها من أشكال إساءة المعاملة. واتهمت المنظمة دمشق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وطالبت بمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم. واستندت العفو الدولية في تقريرها إلى شهادات 65 معتقلاً سابقاً في السجون السورية. وقال فيليب لوتر، مدير المنظمة في منطقة الشرق الأدنى: «قائمة قصص الرعب» تظهر «بتفاصيل وحشية العمليات المخيفة لإساءة معاملة السجناء». وأكد لوتر أن التعذيب جزء من التجاوزات المنتشرة ضد جميع من يشتبه في أنهم يعارضون الحكومة. (وكالات)
المصدر: الخليج