استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء في الكرملين وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بعيد إعرابه عن اسفه لتدهور العلاقات الروسية الأمريكية منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة، فيما جددت موسكو تمسكها بالرئيس السوري بشار الأسد معتبرة ان مطالبات الغرب بالكف عن دعمه سخيفة وتعد بمثابة اطلاق يد الإرهابيين، لكنها أعربت عن استعدادها للعمل مع واشنطن في مكافحة الإرهاب.
وهذا اللقاء الذي لم يكن مدرجاً في جدول اعمال زيارة الوزير الأمريكي جرى في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعدما اجرى معه تيلرسون محادثات مطولة كان الملف السوري في صلبها.. ويأتي بعدما صرح الرئيس الروسي لقناة مير 24 «يمكن ان نقول ان مستوى الثقة في علاقات العمل بيننا خصوصا في المجال العسكري، لم يتحسن بل على العكس تدهور». وكان من المفترض ان تشكل زيارة تيلرسون لروسيا وهي الأولى لمسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب، مناسبة لوضع أسس «تطبيع» العلاقات بين البلدين كما وعد ترامب اثناء حملته الانتخابية.
ولدى بدء اللقاء بين الوزيرين قال لافروف انه يريد معرفة «النوايا الحقيقية» لواشنطن في مجال السياسة الدولية بهدف تفادي «تكرار» الهجوم الأمريكي على سوريا والعمل لتشكيل «جبهة مشتركة لمواجهة الإرهاب». وقال الوزير «يستند نهجنا إلى القانون الدولي وليس إلى خيار من نوع (إما معنا أو ضدنا)». وقال إن من المهم عدم السماح بتكرار الضربات الأمريكية في سوريا. وأضاف أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي غير قانونية. وتابع أنه يتوقع إجراء مناقشات صريحة وصادقة مع تيلرسون حول تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب.
من جهته أعرب تيلرسون عن الأمل في ان يكون اللقاء «منفتحاً وصريحاً وصادقاً» بهدف «توضيح أفضل للأهداف والمصالح المشتركة» و«التباين الملحوظ» في مقاربة البلدين للملفات الرئيسية.
وقال إن خطوط الاتصال بين الولايات المتحدة وروسيا ستبقى دائما مفتوحة. وأضاف أنه يود استغلال محادثاته في موسكو لفهم أسباب وجود اختلافات حادة بين موسكو وواشنطن وإيجاد سبيل لمد الجسور بينهما. وكان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف ذكر في تصريحات، نقلتها وكالة «تاس» أنه «سيجرى مناقشة جميع القضايا، المتعلقة بالوضع في سوريا». ووصف إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأنها «مبهمة» وأدان الهجوم الصاروخي الأمريكي ووصفه بأنه «عمل عدواني وينتهك القانون الدولي». وأضاف ريابكوف أن الموقف الأمريكي تجاه سوريا مازال لغزاً بالنسبة لموسكو وأن خطاب واشنطن يميل إلى أن يكون غليظا وفظا، وأشار إلى أن المحادثات ستتناول إقامة مناطق حظر طيران في سوريا وتتطرق أيضا إلى كوريا الشمالية وأوكرانيا.
ومن جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين امس إن مطالبات الغرب لروسيا بالكف عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد تصل إلى حد إطلاق يد الإرهابيين. ووصف مطالبة الولايات المتحدة لروسيا بالتخلي عن الأسد بأنها «قصيرة النظر» و«سخيفة».
وقال الرئيس بوتين في مقابلة نشرت امس، بالتزامن مع زيارة تيلرسون للبلاد، إن هناك نحو 20 ألف مقاتل أجنبي ضمن صفوف تنظيم داعش، نحو نصفهم من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن بوتين في المقابلة قوله: «الخطر كبير جداً وحقيقي». (وكالات)
المصدر: الخليج