روسيا تسعى إلى طمأنة إسرائيل حيال خطة انسحابها من سورية

أخبار

سعى ديبلوماسي روسي إلى طمأنة إسرائيل اليوم (الثلثاء)، بأن أمنها لن يمسه ضرر إذا ما بدأت موسكو إنهاء تدخلها العسكري في الحرب الأهلية السورية لكن قائد القوات المسلحة الإسرائيلية قال إن التداعيات لم تتضح بعد.
وقال المسؤولون الإسرائيليون في أحاديث خاصة إن القوات الروسية التي تدخلت في العام الماضي لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في قلب الموازين لصالحه في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، أسهمت أيضاً في كبح جماح حليفيه المعاديين لإسرائيل وهما إيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية المسلحة.
وساعدت روسيا إسرائيل عبر إقامة خط ساخن مباشر بينها وبين القاعدة الروسية الجوية في حميميم في سورية، ما أتاح لها الاستمرار في ضرباتها الخفية لإحباط ما تشتبه بأن يكون عمليات ضدها لـ «حزب الله» أو إيران من الجانب السوري من دون الخوف من الاشتباك العرضي مع موسكو.
وذرّت موسكو الرماد في عيون القوى الدولية أمس، عندما أعلنت أن جزءاً رئيساً من قواتها العاملة في سورية سيبدأ في الانسحاب. وأكّد مساعد السفير الروسي في إسرائيل ألكسي دروبينين اليوم، أن التنسيق بين البلدين في شأن سورية باق كما هو.
وقال دروبينين لموقع «واي نت»: «سنحاول أن نضمن حل الأزمة السورية وسنفعل أيضاً كل ما بوسعنا كي لا تتضرر المصالح الأمنية الإسرائيلية في هذه الأثناء».
وفي تصريحات منفصلة إلى راديو الجيش الاسرائيلي قال دروبينين إن روسيا ستحافظ على تواجدها العسكري في حميميم فضلاً عن القاعدة البحرية في مدينة طرطوس الساحلية.
وقال إن «إسرائيل دولة مجاورة ولا يمكن أن تكون غير مهتمة بما حصل في سورية. نأخذ هذا الأمر في الاعتبار بالطبع»، وأضاف: «نخوض حواراً مستمراً مع الجانب الإسرائيلي على جميع المستويات: المستويان العسكري والديبلوماسي».
وكانت إسرائيل نفذت عدداً من الضربات العسكرية عبر مرتفعات الجولان في مناسبات عدة رداً على توسع القصف المدفعي أو بغية قصف شحنات أسلحة متقدمة كانت تشتبه في أن النظام السوري ينقلها إلى جماعة «حزب الله».
وقتلت الغارات الإسرائيلية الماضية في سورية جنوداً سوريين فضلاً عن مقاتلين في «حزب الله» وفقاً للبلدين والجماعة اللبنانية على رغم أن الرقم المحدد للضحايا ما زال غير واضح.
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأربعاء المقبل.
وقال دروبينين إن الاجتماع سيكون «فرصة جيدة للغاية لتبادل الآراء وتوفير الإجابات على أي أسئلة يمكن أن يطرحها الجانب الإسرائيلي».
ويعتبر دور ريفلين رمزياً إلى حد كبير وكانت رحلته إلى روسيا تقررت قبيل إعلان روسيا نيتها الانسحاب من سورية.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على الموضوع، غير أن قائد الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال جادي إيزنكوت قال لأعضاء الكنيست إن إسرائيل لم يكن لديها أي علم مسبق بخطة روسيا للانسحاب التي سيصعب توقع تأثيرها.
وقال إيزنكوت في جلسة الاستماع المغلقة، بحسب ناطق باسم الكنيست: «التواضع والحذر مطلوبان في هذه المرحلة لمحاولة فهم الأطر التي سيتطور المسرح السوري على أساسها مع خروج القوات الروسية».
وأضاف قائد الجيش الإسرائيلي أن التدخل الروسي قوّى حتى الآن موقف الأسد في محادثات وقف إطلاق النار مع الفصائل المسلحة المعارضة لحكمه.
وعبّرت إسرائيل عن شكوكها حيال توقعات الهدنة في سورية التي تتوقع أن ينتهي بها الأمر بالتقسيم وفق خطوط طائفية.
وتوقع إيزنكورت أن يحصل الانسحاب الروسي بالتدريج، ولكن ليس بشكل كامل على أن تحافظ روسيا على قاعدتين في سورية وسط تخفيف عدد جنودها المنتشرين في أنحائها.
المصدر: جريدة الحياة