عمد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى وضع أسس وركائز لبناء الدولة، ليضمن لها سلامة البنيان وقوته وتماسكه، ومن أهم وأبرز الركائز كان الاستثمار في بناء الإنسان الإماراتي، والإيمان بمقدرته على المشاركة بفاعلية في بناء الوطن ونهضته الشاملة، حيث كان، طيب الله ثراه، يؤمن بأن بناء الإنسان أهم من بناء المباني وشق الطرق، وأن ثروة البلد الحقيقية تتمثل في أبنائها القادرين على حمايتها والنهوض بها، كما أدرك أن قدرة الإنسان على العطاء والبناء والعمل ترتبط بشكل مباشرة بجودة إعداده وتعليمه وفتح المجالات أمامه للتعامل مع كل ما هو جديد في مختلف المجالات، وانتقاء ما يفيد الدولة والإنسان منه.
وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، اعتمد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، ركائز رئيسة للسياسة الخارجية للدولة تقوم على مبادئ العدالة والمساواة ومراعاة حقوق الإنسان.
وأسهمت السياسة المتوازنة التي وضعها واتبعتها دولة الإمارات في تعزيز وترسيخ الاستقرار السياسي الذي تتمتع به الدولة منذ نشأتها رسمياً، حيث تهدف هذه السياسة بشكل رئيس إلى دفع المصالحة والعمل على تهدئة الأوضاع المؤدية إلى المواجهات والمنازعات. وتعتبر حماية سيادة البلاد، واستقلال مواطنيها، ضمن الهيكل الأوسع لأمن الخليج، حجر الزاوية الذي ترتكز عليه، إلى جانب العمل على توسيع الآفاق الدبلوماسية التي تتحرك فيها الدولة باستمرار.
وعلى الصعيد العربي، كان الشيخ زايد يؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الوحدة، باعتبارها الوسيلة التي تمكن الوطن العربي ككل من التطور والوقوف بقوة في مواجهة ما يمكن أن يتهدده من تحديات ومخاطر.
ولعب رحمه الله دوراً رئيساً في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انطلق من أبوظبي في عام 1981، كما عمل بكل إخلاص من أجل تعزيز العمل الخليجي المشترك، وخلال فترة حكمه، أصر على تطويق وحل الخلافات التي كانت تطل بين الأشقاء العرب من وقت لآخر، معتمداً في ذلك على العقل والحكمة وأسلوب الحوار وتقريب وجهات النظر، وهو ما أكسبه لقب «حكيم العرب».
وهذا اللقب لم يأتِ من فراغ، لكنه ثمرة رؤية وفكر قائد اكتسب من نشأته في الصحراء حكمة وقدرة على فهم الأمور من مختلف جوانبها، إلى جانب شجاعة وإقدام وعزيمة فولاذية لا تهدأ حتى تحقق ما تسعى إليه.
كذلك عمل الشيخ زايد منذ الأيام الأولى لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة على خلق مكانة متميزة لها على الساحة الدولية، فانضمت الدولة إلى منظمة الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر 1971، وإلى جامعة الدولة العربية في السادس من ديسمبر من العام نفسه.
وعمل ـ طيب الله ثراه ــ على ترسيخ قيم التسامح والتعاون وتقبل الآخر كأسس لسياسة دولة الإمارات مع العالم، وكذلك في التعامل مع المقيمين فيها من مختلف الجنسيات والأعراق.
المصدر: الإمارات اليوم