كاتب سعودي
ـ مهما كانت الزيادة في الراتب فلن يكون لها قيمة طالما أن التاجر حر تماماً في البيع بالسعر الذي يعجبه، وطالما أنه لا يخاف من أحد نهائياً، وطالما أنه المتحكم الأوحد في أسعار السوق دون حسيب أو رقيب، وسيزيد في الأسعار -كالعادة- بمجرد زيادة الرواتب، أو حتى سماعه بأي شائعة في هذا الخصوص، وقد فعلها كثيراً حتى أوردنا المهالك.
ـ هذه ليست حجة أسوقها كي أجامل أحداً؛ بل واقع مؤلم يفرضه التاجر الجشع الذي لا يستطيع أحد ردعه في بلادنا بكل أسف، ولولاه لما وصلنا إلى هذه المعاناة الكبيرة من الغلاء في كل شيء، وأنا مثلكم أتمنى زيادة الرواتب، ولكن معها أيضاً مراقبة التجار وعدم السماح لهم برفع الأسعار والتحكم بها كيفما يريدون، ولا يمكن الفصل أبداً بين زيادة الراتب وبين مراقبة الأسعار إن كنا نريد الفائدة حقاً.
ـ طبعاً لن تجدوا مواطناً واحداً يرفض الزيادة، ومن هو ذلك الموظف المرتاح أصلاً حتى يرفض زيادة الراتب؟ المصيبة أن أكثر الفرحين بأي زيادة محتملة هم التجار الذين يجدونها دائماً فرصة مناسبة للهبر من هذا المواطن المسكين، وهم يتمنون بالفعل زيادة الراتب كي يكرروا سيناريو زيادة الــ (15%) وقد جعلوا الجميع يتمنون في ذلك الوقت لو أنه لم تكن هناك زيادة من الأساس!!
ـ لدينا أمل في زيادة الرواتب، ومعها كبح جماح التجار الجشعين، وحينها يمكن أن يعم الخير والرخاء، وأن تتحسن الظروف المعيشية لكثير من الأسر المعدمة تماماً في ظل هذا الارتفاع المجنون في أسعار كل السلع ودون استثناء؛ قولوا يا رب.
المصدر: صحيفة الشرق