مهمة «طموح زايد 2» ستتواصل 180 يوماً بدلاً من 8 في الأولى
سلطان النيادي مستعد للسير بالفضاء وتركيب ألواح شمسية
14 يوماً لعزل الحجر الصحي حفاظاً على سلامة طاقم «كرو 6»
حوار: يمامة بدوان
أكد المهندس سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن لا سقف لطموح دولة الإمارات في مشاريع استكشاف الفضاء، كما أن الدولة تطمح إلى تكرار أول مهمة للرواد العرب طويلة الأمد في المستقبل، في ظل وجود فريق رباعي من الرواد، لديه الجاهزية لرفع علم الإمارات واسمها عالياً في الفضاء.
وقال في حوار مع «الخليج» إنه في عام 2017 كان إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء لاختيار رائدين، وفي عام 2019، كانت أول مهمة إماراتية يؤديها هزاع المنصوري على متن المحطة الدولية لمدة 8 أيام، فيما يتطلع العالم أجمع لأول مهمة طويلة الأمد للرواد العرب، تستمر 6 شهور، والتي سيؤديها سلطان النيادي في 26 فبراير المقبل، ما يفتح للإمارات آفاق جديدة في الريادة والتميز في المهمات طويلة الأجل.
أوضح المهندس سالم المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، أن مهمة «طموح زايد 1» والتي استغرقت ثمانية أيام، تختلف تماماً عن مهمة «طموح زايد 2»، والتي ستتواصل لمدة 180 يوماً، من حيث التحضير لها والتجارب التي سيجريها النيادي، كما أننا في السنوات العشر المقبلة، نتطلع إلى ما هو أبعد من الوصول إلى المحطة الدولية، في ظل الطموح العالي للبشر في الوصول إلى القمر والمريخ في رحلات مأهولة.
وحول الفرص الثلاث الخاصة بإطلاق مركبة «سبيس إكس دراجون» المسماة «إنديفور»، ويمكن عبرها الالتحام بالمحطة الدولية، أوضح أنه تم تحديدها في أيام 26 و27 و28 فبراير المقبل، كما أن الوقت الذي تستغرقه المركبة للوصول يعتمد على تاريخ الإطلاق والتوقيت إن كان صباحاً أو مساء، فإن جرى الإطلاق في 26 فبراير المقبل وتحديداً في تمام ال11:07 صباحاً بتوقيت الدولة، فإنه من المتوقع أن تستغرق الرحلة 15 ساعة، بينما إن جرى الإطلاق في اليوم الذي يليه، فإن رحلة الوصول تستغرق 22 ساعة، إلا أنه إن تأجل الإطلاق لأي سبب، فإن مدة الرحلة ستستغرق أكثر من ذلك بقليل.
وأشار إلى أن زيادة ساعات الوصول تعتمد على مكان الإطلاق، وتحديداً قاعدة كيب كانفيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية، وصاروخ الإطلاق «فالكون 9»، كذلك مدار المحطة الدولية بالتزامن مع التحام مركبة دراجون بها.
وأكد أن النيادي، مستعد لمهمة السير بالفضاء خارج المحطة، في حالة اختياره للقيام بأي مهمة، كونه خضع لتدريبات مكثفة في هذا الشأن، كما أن اختياره للسير بالفضاء يرتبط ببرنامج القسم الأمريكي في المحطة إن كان مجدولاً لديها خلال المهمة، إلا أنه من المتوقع أن تستقبل المحطة شحنة ألواح شمسية جديدة في شهر مايو المقبل، وبالتالي ستكون هناك فرصة لقيام النيادي بالسير خارج المحطة والمساعدة على تركيب هذه الألواح، بحسب قرار يتخذه مكتب الرواد الأمريكي.
حالات طوارئ
وحول سيناريوهات التعامل مع حالات الطوارئ في حالة حدوثها خلال مهمة النيادي على متن المحطة، ذكر المري، أن رواد الفضاء عادة يتدربون لفترات طويلة تصل إلى 5 سنوات، من أجل معرفة آلية حماية أنفسهم والطاقم المرافق طوال المهمة.
وأكد أن المركز يثق بالتدريب الذي تلقاه النيادي، المبني على 50 سنة من خبرات وتجارب في «ناسا»، حيث هناك سيناريوهات عديدة لتجنب حالات الخطر، لكن لا سمح الله وفي حالة حدوث سيناريو لا يمكن تفاديه مثل انفجار صاروخ الإطلاق، فإننا على ثقة بالفريق الهندسي في «سبيس إكس فالكون 9» والذي سينقل كبسولة الإطلاق المزودة بنظام دفع خلفي، يخرجها بسرعة هائلة من مكان الخطر إلى بر الأمان.
تواصل يومي
وأضاف أنه وبحسب الجدول الخاص بالمهمة، فإن النيادي سيكون على تواصل يومي، سواء مع المحطة الأرضية الجديدة في «الخوانيج» بدبي، كذلك تواصل خاص مع عائلته وذويه، فضلاً عن تواصل يومي سيكون بين المركز ووكالة «ناسا» في هيوستن، التي سيوجد فيها فريق إماراتي على مدار 6 شهور.
وتابع: إن طاقم مهمة «كرو 6» سيخضع لفترة عزل في الحجر الصحي لمدة 14 يوماً، قبل بدء المهمة، كونها تعد عاملاً مهماً في نجاح رحلات الفضاء بشكل عام والتجارب العلمية، من أجل المحافظة على سلامة الطاقم خلال هذه المدة في بيئة نظيفة، لتجنب الإصابة بأي أمراض قبيل الانطلاق إلى المحطة الدولية، ونقله إلى المحطة.
وأضاف أن الدكتورة حنان السويدي، أول طبيبة لرواد فضاء، تتولى مسؤولية التأكد من صحة الرواد، خلال فترة العزل الصحي، ومتابعة الحالة الصحية لسلطان النيادي خلال وجوده على متن المحطة، كما فعلت سابقاً خلال مهمة هزاع المنصوري في عام 2019.
دور هزاع
وعن دور هزاع المنصوري، الرائد الاحتياطي للمهمة، قال المري إن عليه دوراً جذرياً في نجاح زميله سلطان، حيث سيكون ال CapCom، والمعني بالتواصل الدائم مع المهمة منذ لحظة الإطلاق وإلى حين الانتهاء منها بالعودة سالماً إلى الأرض، كذلك سيتولى توجيه الإرشادات والتوجيهات من الأرض إلى المحطة؛ إذ خضع لتدريبات وتجهيزات، تتعلق بالتفاعل الصحيح بين الرواد على متن المحطة والخبراء والمهندسين على الأرض، لضمان نجاح المهمة، كما أنه سيكون المخول بالتحدث مع رواد الفضاء الآخرين بالمحطة الدولية.
وفيما يتعلق بتنسيق العمل من قبل فريق المركز من خبراء ومهندسين، بين مختلف المشاريع الفضائية الجارية حالياً ومهمة النيادي المرتقبة، أكد المري، أن المحطة الأرضية الجديدة، والتي تم تدشينها مؤخراً، ستكون خلية نحل للفريق، الذي يعمل في آن واحد للتنسيق بين مهمتي المستكشف «راشد» وسلطان، وهم على قدرة كاملة للتعامل مع المشروعين.
دفعة «23»
وحول تدريبات رائدي الفضاء الإماراتيين نورا المطروشي ومحمد الملا في وكالة «ناسا»، قال إن الإمارات ولأول مرة تحظى بالمشاركة في تدريبات خاصة ب«ناسا»، ضمن الدفعة 23، والتي عادة تكون خاصة بالرواد الأمريكيين فقط، كما أنه في حال الإعداد لرحلة مأهولة إلى القمر، فإن التدريبات الخاصة بالرواد تختلف عن أي تدريبات المهمات للمحطة الدولية، كما أن عدد الرواد المؤهلين للقيام برحلات إلى القمر يعد محدوداً، خاصة أنه حتى الآن لم يتم بناء الأنظمة «الكبسولة» التي ستعمل على إيصال البشر إلى القمر.
برنامج الرواد
وفيما يتعلق بإطلاق الدفعة الثالثة من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أوضح المري أنه في الوقت الراهن يجري التركيز على الفريق الرباعي من الرواد، وإنجاز مهمة النيادي على المحطة الدولية، ومن ثم سيتم اتخاذ القرار إن كنا بحاجة لرواد فضاء آخرين في المستقبل، كما أنه في السنوات المقبلة، فإن هناك فرصة للأجيال الجديدة لتصبح رواد فضاء، ضمن منظومة متكاملة، تشمل مهندسين ومشغلين وخبراء يعملون على المحافظة على حياة الرواد خلال المهمات، وعلماء لدراسة التجارب ونتائجها.
تعاون دولي
وقال إن الإمارات لديها تعاون مع الدول الكبرى في شأن استكشاف الفضاء، وتعمل على الاستفادة من خبرات الآخرين ومدهم بما وصلت إليه من نتائج ودراسات لمختلف المشاريع والبرامج الفضائية، بما يعود بالنفع على البشرية.
وأكد أن القيادة الرشيدة تولي استكشاف الفضاء أهمية كبرى، في ظل الاستراتيجية المئوية التي أعلنت عنها الدولة، كي يكون لها دور فاعل في هذا الشأن على المستوى العالمي، حيث لدينا مشاريع عديدة في استكشاف الفضاء، كذلك الاستثمارات والتوجهات المستقبلية في المهمات المأهولة وغير المأهولة باتجاه القمر والمريخ.
خبرات متراكمة
وعن إمكانية تدريب الرواد في المستقبل على أرض الدولة، أكد المري، أن هناك خبرات متراكمة لدى فريق مركز محمد بن راشد للفضاء، في ظل وجود 4 رواد، حيث هناك العديد من التدريبات التي خاضها الرواد في الدولة، منها التدريبات البدنية، وأخرى ترتبط بالطيران والغطس تحت الماء، كذلك تعلم اللغة الروسية.
ولفت إلى أن تدريب رواد الفضاء يكون ضمن منظومة متكاملة، ويجري بحسب المهمة التي سيقوم بها الرائد، سواء إن كانت على المحطة الدولية أو كبسولة سويوز أو مركبة دراجون، وبالتالي، فإن التدريب يجري في الدول التي صنعت هذه الأنظمة والتقنيات.
وحول الخطط المستقبلية للمركز، قال إنه إلى جانب المشاريع الجاري تنفيذها هذا العام، وعلى رأسها «MBZ-SAT» المتوقع إطلاقه في الربع الأخير من العام الجاري، فإننا نسير على ذات الطريق، ونعمل على مواصلة بناء أقمار اصطناعية إماراتية للاستفادة من نتائج عملها لما فيه من منفعة للدولة، كذلك نتطلع إلى تطوير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، والتدريبات اللازمة للرواد على أرض الدولة.
المصدر: الخليج