وسط جو من التوقعات عادة ما يكون قاصرا فقط على منتجات «أبل» الجديدة البراقة، تعتزم «سامسونغ» الإعلان عن أحدث هواتفها الذكية غدا الخميس لتطلق طلقة البداية لحرب جديدة بين عملاق الإلكترونيات الكوري ومنتج «آي فون» الشهير.
وأذكت مجموعة من التسريبات التي تدغدغ مشاعر المترقبين حالة من الإثارة بأن الجهاز الجديد الذي سيطلق عليه «غالاكسي إس فور» يمكن أن يكون الجهاز الآخر الذي يتصدر الأسواق للمرة الأولى منذ طرح جهاز «آي فون» في عام 2007.
وفي حين يتابع الأشخاص المولعون باقتناء الأجهزة الحديثة كل شائعة جديدة، كان مايكل غارتينبيرغ وهو مدير أبحاث في مؤسسة «غارتنر» أكثر تشككا بشكل قليل.
وقال لوكالة الأنباء الألمانية إن «آي فون فايف» يعتبر المقياس الذهبي للهواتف الذكية، لذا فالمعيار مرتفع جدا على «سامسونغ» في هذه اللحظة.
وإذا ما تحولت الشائعات الموجودة في عدد هائل من المواقع الإلكترونية للأجهزة إلى حقيقة، فستحارب «أبل» من جانبها. ومن المتوقع أن يتباهى «غالاكسي إس فور» بتمتعه بشاشة أكبر بحجم 5 بوصات (7.12 سنتيمتر) أي أعلى من شاشة عرض «آي فون 5» (4 بوصات).
وتشير «سامسونغ» إلى أنها ستتحاشى الغلاف المصقل من الألمنيوم المفضل لدى «أبل» لصالح غلاف بلاستيكي تقول إنه أرخص وأسهل في التصنيع. ومن المتوقع أن يتسم التصميم بحواف قائمة على عكس سابقه «غالاكسي إس ثري» الأكثر مبيعا أو «آي فون». وتظهر صور مسربة أخرى شاشة «إس فور» ويحيطها إطار مع عدم وجود زر القائمة الرئيسية. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعمل الجهاز بمعالج ثماني النواة وسيكون سريعا بشكل غير مبرر، وفقا لمجلة «بزنس إنسايدر».
لكن المدهش أكثر هو أن يكون برنامج تتبع العين الذي بإمكانه رصد حركة العين عندما يصل المستخدم في قراءته إلى أسفل الشاشة وتلقائيا يتم قلب الصفحة، وذلك وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
وسيلازم هذه الخاصية الجديدة التي يطلق عليها «آي سكرول» شيء آخر يطلق عليه «آي بوز» وهي خاصية توقف تلقائيا تشغيل اللقطات المصورة إذا ما رصدت أن المستخدم لم يعد يتابعها.
لكن هذه الميزات إلى جانب شائعات عن إجراء عملية الشحن لاسلكيا، ووجود كاميرا بجودة 13 ميغابايت والتحسين المستمر لنظام التشغيل «غوغل أندرويد»، فمن الواضح أن «سامسونغ» لديها أفضل فرصة حتى الآن للظفر بتاج الهواتف الذكية من «أبل.» وتبدو «سامسونغ» مقتنعة بأن جهازها «غالاكسي» سيتفوق على «آي فون فايف» كأكثر الهواتف الذكية مبيعا في العالم، مع دعم طرحه بحملة تسويقية تقول الشائعات إن قيمتها 5 مليارات دولار. ووفقا للمحلل بيتر ميسيك لدى مؤسسة «جيفيريس»، فهي تستعد لتصنيع وبيع 100 مليون جهاز. والشركة الكورية الجنوبية هي بالفعل أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم بتصدير 64 مليون جهاز العام الماضي لتستحوذ على 29 في المائة من السوق العالمية مقارنة بـ22 في المائة لـ«أبل» التي صدرت 48 مليون جهاز.
غير أن «آي فون فايف» اقتنص من جديد لقب الهاتف الذكي الأكثر مبيعا في العالم في الأشهر الأخيرة من العام الماضي بحجم مبيعات بلغ 4.27 مليون جهاز، وفقا لمؤسسة «ستراتيجي أناليتيكس». وجاءت مبيعات «غالاكسي إس ثري» بعده بحجم 4.15 مليون جهاز في ظل انتظار المشترين المحتملين طرح الجهاز الجديد، وبلغت مبيعات النسخة الأقدم من «آي فون فور» 4.17 مليون جهاز.
ويقول ميسيك إن «أبل» بدأت تخفيف طلباتها لمكونات جهازها «آي فون فايف» بعدما بدأت مبيعاته في التراجع بوتيرة أسرع من المتوقع.
وفي حين لا تزال «أبل» تتفوق على «سامسونغ» في مبيعات الهواتف الذكية بالولايات المتحدة، فهي تتخلف بشكل سيئ في الهند والصين أكبر سوقين من حيث النمو في العالم حيث يمثل منافسون بمنتجاتهم الأرخص مثل «هواوي» تحديا آخر.
وتراجع سهم «أبل» بالفعل إلى 425 دولارا للسهم من ذروته في أكتوبر (تشرين أول) عندما بلغ 700 دولار وسط عدم ظهور منتجات جديدة تتصدر السوق، في حين تتعرض الشركة حاليا إلى منافسة هي الأشرس على الإطلاق في منتجات الهواتف الذكية والكومبيوتر اللوحي.
وقد لا يتفوق جهاز «غالاكسي إس فور» على «آي فون فايف»، لكنه بالتأكيد سيؤكد على أن هيمنة «أبل» على الهواتف الذكية بالغة التعقيد قد ولت إلى غير رجعة.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط