رئيس القسم الرياضي في الإمارات اليوم
نعود للحديث عن قضية سامي الجابر، مرة أخرى وأخيرة، مع إغلاق ملف الموضوع، بهدف توضيح نقطة مهمة فهمت بشكل خاطئ وتم تداولها على نطاق واسع بين فئة من جمهور «المتصدين»، الذين استغربوا من مدرب الهلال السعودي اعتباره لفظ «أبويمن» إساءة له، وتهديده بمقاضاة قناة العربية التي أوردت فيديو المشجع المسيء، وبعدها اعتذرت عن الخطأ. وتساءلت الجماهير: ما العيب في مناداة سامي بلفظ «أبويمن»؟ ولماذا اعتبر الجابر ذلك إساءة له وهدد باللجوء إلى القضاء؟
وهنا لا أدافع عن سامي الجابر، لكنني أتحدث بتجرد وحياد دون تغليب طرف على آخر، وهدفنا فقط تقديم الرأي الذي يثري الساحة الرياضية المحلية والخليجية، ويعطي المعلومة المفيدة والغنية للقارئ بشكل يحترم عقله كقادر على التحليل والاستنتاج، وإفراز «الخبيث من الطيب».
كان اعتراض سامي في بيانه على مغزى الإساءة وليس المعنى اللفظي في كلمة «أبويمن» التي تعبّر عن بلد عربي شقيق يكن له الجميع كل التقدير والاحترام، وهو المنبت الذي تعود إليه معظم سلالات العائلات العربية، إذ حاول بعض محاربي «أسطورة السعودية» خلط الأمور وجرّها الى أشياء تزيد من تورطه وتشتت تركيزه عن الدوري كمنافس رئيس للنصر، ثم يبتعد التركيز عن الإساءة الحقيقية التي وردت في المعنى الضمني المقصود وهو «العنصرية»، إذ لا يجوز بأي حال من الأحوال ان تصدر أي جهة لفظاً يجرد لاعباً بهذا الحجم من أصوله.
والدليل أن الكابتن سامي لم يعتبر اللفظ بحد ذاته مسيئاً، بل احتج على تجريده من وطنيته وجذوره، ليدافع عن نفسه وعن إنجازاته لبلاده وهذا حقه، دون أن يقلل من شأن الآخرين، إذ قال في بيانه «كل البلدان العربية لها من التاريخ والحضارة ما يجعل أبناءها يفاخرون بالانتساب إليها»، ويبدو أن المنتقدين للبيان لم يلحظوا هذه العبارة، أو قرؤوها و«طنشوها»، لمواصلة هجومهم على هذا النجم المحبوب في جميع أرجاء الوطن العربي.
في المقابل، هناك العديد من القراء الذين تفهموا موقف النجم السعودي وأيدوه، وأرسلوا لي رسائل تضامن وتعاطف معه من الإمارات والسعودية واليمن خلال المقال الماضي بعنوان «سامي الجابر.. المحارب»، وأنا أشكرهم مثلما أشكر من انتقدوني، وأحترم رأيهم، لذلك أوضحت لهم سبب احتجاج الجابر على اللفظ العنصري تجاهه، لأن نعت الشخص بأصله وفصله يعد نوعاً من العنصرية ليس عندنا فقط بل في الملاعب الأوروبية أيضاً، ويحاسب عليه القانون.
وقبل الختام، أكشف لكم عن مضمون رسالة وصلتني من السعودية من قارئ متابع جيد للرياضة، تحدث فيها بمجمل الكلام عن وسائل إعلامية وإعلاميين من داخل السعودية وخارجها – سأحتفظ بأسمائهم – يقودون حملة ضد سامي منذ كان لاعباً وحتى أصبح مدرباً لمصلحة نادٍ آخر، كما تحدث القارئ عن قناة رياضية محلية لعبت في إطار هذا الدور.
لن أتحدث عن اتفاقي أو اختلافي مع القارئ، لكنه يبقى رأياً علينا احترامه.
المصدر: الإمارات اليوم