تحولت نيويورك إلى مدينة أشباح الاثنين إذ شلت الحركة فيها وخلت شوارعها من المارة وسط هطول أمطار غزيرة، كما توقفت وسائل النقل المشترك عن العمل وأقفلت المواقع السياحية أبوابها، وهي تستعد في هدوء لافت لمواجهة الإعصار ساندي المدمر.
واصطف سكان نيويورك في طوابير طويلة أمام أبواب المحال التجارية للحصول على مؤن الطوارئ مثل المياه المعبئة والمعلبات والبطاريات، فيما ألغيت الدراسة في معظم ولايات الساحل الشرقي، وعلقت جميع خدمات الحافلات والقطارات في نيويورك وفيلادلفيا وواشنطن.
واحتاط سكان نيويورك لكل شيء ولم يتركوا أي أمر للصدفة فتزودوا بالمولدات والبطاريات والمصابيح الصغيرة والخبز والمياه على غرار ما حصل بالنسبة للإعصار إيرين في 2011.
وتفاعل سكان نيويورك على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وقاموا بنشر العديد من الصور التي توضح مدى خلو شوارع المدينة من روادها، فيما قام الآخرون بنشر بعض التحذيرات التي يجب أخذها في الاعتبار ومنها عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وأن المتاجر الصغيرة هي التي تعمل.
وحذر بيرس مورغان على حسابه بموقع تويتر من أن الأمطار تهطل بشدة على شمال شرقي المدينة، فيما دعا ألكسندر ماراغوس سكان نيويورك إلى التماسك، ووصف غاريلسون أن الموقف أصبح مخيف بأرجاء المدينة.
ولم يتمكن ملايين السكان من الذهاب إلى مراكز عملهم، فيما أغلقت المحاكم والمدارس، لتعيش مدينة نيويورك التي تعج عادة بحركة جنونية في سكون مذهل الاثنين لا تعبر شوارعها سوى سيارات التاكسي الصفراء وبعض السيارات العادية والدراجات النارية تحت الأمطار.
وأعلنت بورصة نيويورك وناسداك وأسواق الأوراق المالية في شيكاغو أنها ستغلق الاثنين والثلاثاء، كما أغلق أيضا مقر الأمم المتحدة ومسارح برودواي في نيويورك وملاهي نيوجيرزي، في سابقة هي الأولى منذ اعتداءات 11 سبتمبر 2001.
وكان مركز الأعاصير الوطني قد أعلن أن سرعة الرياح بلغت 140 كيلومترا في الساعة مقارنة مع 120 كلم في الساعة مساء الاحد، وأن الإعصار أصبح على مسافة نحو 615 كيلومتر جنوبي نيويورك صباح الاثنين.
ويمتد الإعصار ساندي على مسافة واسعة تصل إلى 780 كيلومتر، تؤدي فيه عوامل مناخية أخرى والتضاريس إلى هبوب رياح عاتية في منطقة ما وفيضانات في منطقة أخرى، فيما قد تشهد المناطق المرتفعة سقوط ثلوج بمعدلات غير مسبوقة.
فلا قطارات ولا مترو ولا باصات في هذه المدينة التي تعد 8.2 ملايين نسمة، وذلك بعد أن أوقف رئيس بلديتها مايكل بلومبيرغ كل حركة فيها للحد من المخاطر والأضرار وضمان أن تعود المدينة إلى الحياة الطبيعية بكل مرافقها بأسرع وقت ممكن بعد مرور ساندي الذي يتوقع وصوله مع نهاية نهار الاثنين بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية.