كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
تخيلوا… لو أن قواعد الإعراب هي ذاتها قواعد التوصيف الوظيفي وأن “نفطويه” هو صاحب المعالي مدير معهد الإدارة العامة؛ حيث المرجع الذي وصف لنا قوام هيكلنا الإداري الحكومي ومفردات توصيف الوظيفة. كان، أو سيكون ما يلي: سيكون تعريف المبتدأ: هو ذلك الاسم النكرة الذي جاء قادماً من مجهول القاموس ليكون “صاحب السعادة المدير العام” لأن زوجة والده الثالثة هي خالة “نائب الفاعل” الذي هو بالمناسبة ابن عمة المبتدأ النكرة. سيكون تعريف الخبر: أنه ذاك الموظف القديم الذي يشغل منصب مساعد المدير العام “المبتدأ” لثلاثين سنة كاملة، ومر عليه ألف “مبتدأ” نكرة ولم يغير من “الخبر” حرفاً واحداً؛ لأن كل القرارات الإدارية في كل “حركة التغيير” تستهدف المبتدأ على الدوام ولكنها تهمل “الخبر”. وللطرفة، تقول ذات قواعد الإعراب إن في هرمنا الإداري المكتمل ما يقرب من 13 ألف وكيل أو نائب أو مساعد ولهم في وظائفهم معدل “خدمي” متوسط يقترب من عشر سنوات، دون أن يلتفت أي قرار إداري إلى أن هؤلاء أيضاً يمثلون “الفعل اللازم” الذي أسقط كل خطط التنمية في الإدارات الحكومية المختلفة. تقول المعلومات مثلاً إن في العامين الأخيرين فقط، غيرنا سبعة مسؤولين من ذوي المعالي على طريقة تغيير “المبتدأ” ولكن أحداً لم يمس جناب ما يقرب من “47” وكيل وزارة أو مساعدا أو نائبا؛ لأن طريقة “نفطوية” في التوصيف الإداري الصرف لا تسمح بأي لحن في قواعد اللغة. مشكلة الضمان الاجتماعي مثلاً في “طبرجل” ليست مع “المبتدأ” الوافد الجديد منذ بضعة أشهر: مشكلته أن “الخبر” بقواعد نفطويه الإدارية لا يمكن تغييره منذ 25 سنة. هي ذات مشكلة المبتدأ الذي يعمل منذ عام في “نقل” المخواة مع “خبره” المركب منذ خمس عشرة سنة، وبكل اختصار فإن مشكلة قوامنا الإداري في تصريف وتوصيف الوظيفة هي مشكلة نفطويه مع قواعد الإعراب: دائماً ما يكون “المبتدأ” نكرة يأتي لرأس المدير الإداري بحرف الواو “العاطف” وأيضاً يكون الخبر ثانياً راسخاً لا يتزحزح عن منصب نائب المبتدأ حتى يفرجها الله بالتقاعد. لكم أن تكملوا بقية قواعد الإعراب.. انتهت المساحة.
المصدر: الوطن أون لاين
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=22198