كاتب إماراتي
مازلت أحتفظ بأوراق وملصقات دعائية لمرشحي انتخابات المجلس الوطني الاتحادي قبل أربع سنوات، شعارات كان بعضها منطقياً جداً، وبعضها الآخر ضرباً من الخيال وضحكاً على عقول الناس.
وها هي عجلة الزمن تدور، ليفتح باب الترشح لانتخابات المجلس في الدورة الجديدة، هناك وجوه فشلت وستعاود المحاولة، ووجوه أخرى نجحت وستترشح مجدداً، ومرشحون جدد نعرفهم ولا نعرفهم.
نظام التصويت سيكون مختلفاً هذه المرة، إذ يحق للمصوتين التصويت لمرشح واحد، وهنا يعني بالمنطق الوطني ألا يكون هناك أي مجال للمجاملة، لا لمجاملة صديقك الذي تشيش معه، ولا للذي تسهر معه، ولا لصديقتكِ التي تمتلك محل خياطة، بل إنّ واجب كل مواطن غيور أن يصوت لمن يستحق فعلاً بعيداً عن العاطفة والصداقة والقبلية و«دهان السير» لمصلحة مستقبلية.
شخصياً لا أريد أن يصل إلى المجلس إلا من هو أهل لذلك، فهناك من ترشح في الدورة السابقة، تحدث كثيراً وأطلق شعارات رنانة، وبعد أن فاز لم يعد له أي حضور، ولم نسمع له أي صوت يذكر منذ أن لبس البشت وحصل على جواز دبلوماسي وبات يحمل لقب سعادة!
ليكون المجلس فاعلاً ومعبراً عن هموم المواطنين لابد من أن يكون التصويت للأجدر، تعرّف إلى السيرة الذاتية للمرشحين، انظر إلى إنجازات كل واحد، ولا تغرك تلك الشعارات الرنانة التي لا تختلف عن أصوات الطبول، ولا تنخدع بأولئك الذين يتحدثون كثيراً بلا أي إنجازات تذكر.
المقياس هنا في شخصية المرشح الذي لا يسعى إلى مجد شخصي، يخدم الوطن والمواطنين من أي موقع، ليس بالضرورة أن يكون مديراً أو مسؤولاً، إنما يكفي أن يكون معروفاً بإبداعه وإنجازاته، لا يفرق بين مواطن بسيط وآخر من «الهوامير».
موعد التصويت ليس ببعيد، هناك من سيفوز وهناك من سيخسر، الأهم أن يصل إلى المجلس من يخدم الوطن ويتفانى للدفاع عن قضايا المواطن، التاريخ لا يرحم والناس أصبحوا أكثر وعياً، فإما أن تكون عضواً فعالاً يتحدث المواطنون عنك بكل خير، وإما أن تكون عضواً تلبست البشت لكنك (لا تُفوّر دلة)!
المصدر: الامارات اليوم