سعودية تتولى علاقات العملاء لدى «كريستيز» في الشرق الأوسط

منوعات

أحد مزادات «كريستيز» في دبي .. وفي الإطار هوازن نزيه نصيف

لندن: عبير مشخص

مع تزايد الاهتمام في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحديدا باقتناء الأعمال الفنية والقطع النادرة والتنافس على دخول المزادات، بدا منطقيا أن تقوم دور المزادات الكبرى في العالم بإلقاء جسور التواصل مع عملائها في المنطقة وأيضا لإبراز أنشطتها أملا في اجتذاب المزيد من محبي الفنون.

وفي هذا الإطار أعلنت دار «كريستيز» عن تعيين السعودية هوازن نزيه نصيف في منصب مديرة علاقات العملاء في الشرق الأوسط. وحسب ما ذكرت الدار فستعمل هوازن من خلال منصبها الجديد على رعاية وتطوير علاقات عملاء «كريستيز» الحاليين والجدد في منطقة الشرق الأوسط. وستنضم هوازن إلى فريق كريستيز في المنطقة بإدارة المدير التنفيذي مايكل جيها الذي يعمل في المنطقة منذ عام 2005 وينظم سنويا مزادين شرق أوسطيين للفنون العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة.

وفي إجابة عن طبيعة مسؤولياتها الجديدة والطموحات التي تحملها قالت نصيف لـ«الشرق الأوسط»: «في البداية، أتشرف بالانضمام إلى طاقم (كريستيز) الذي استطاع أن ينظم مزادات ناجحة متعاقبة طوال الأعوام الستة الماضية بالمنطقة، وأتطلع إلى مواصلة مسيرة الإنجاز والتميز التي منحت (كريستيز)، عن جدارة، مكانة الريادة في مضمار المزادات العلنية بالمنطقة، مثلما أتطلع إلى تكثيف الجهود خلال المرحلة المقبلة لتوطيد مكانتنا بما يدعم الأعداد المتزايدة من المقتنين في أرجاء المنطقة».

ويعد عمل هوازن في «كريستيز» الأول لها في هذا المجال، ولكنها تشير أن نشأتها منحتها الكثير من الاهتمام والشغف بالفنون، تقول: «نشأت في جدة، المدينة التي توصف بـ(المتحف المفتوح) لكثرة الأعمال الفنية المعروضة في الهواء الطلق. فالمتجول في جدة سيستمتع بروائع الأعمال الفنية في كل مكان، في شوارعها وأرصفتها وميادينها. علاوة على ذلك والدي هو أمين محافظة جدة الأسبق، وكان مهتما بحكم منصبه بتحفيز الحركة الفنية والإبداعية في أنحاء المدينة، بل وكلف فنانين بإنجاز بعض الأعمال الفنية للمدينة، وكل ذلك أسهم في تعميق شغفي بالفنون. وشخصيا، شكل الفن عنصر إبهار بالنسبة لي لقدرته على إطلاق العنان لمكنون الذات البشرية، وكذلك قدرته على توثيق تجاربنا الإنسانية بطريقة خلاقة». وحسب ما ذكرت لنا نصيف فقد درست العلاقات الدولية في جامعة بوسطن مع التركيز على السياسة بمنطقة الشرق الأوسط، ثم مضت إلى دراسة القانون والدبلوماسية، وهو ما تراه مرتبطا بعالم الفن بشكل بارز: «أعتقد أن للدبلوماسية الثقافية أهمية بالغة في تعميق وتمتين العلاقة بين شعوب العالم، فمن خلال الفن نتبادل الأفكار والتجارب، ومن خلال الفن يغوص بعضها في أعماق بعض». المتابع لحركة الفن في منطقة الخليج يلحظ الاهتمام المتزايد بالفنون والمعارض والأسواق الفنية، وهو ما يترجم أيضا إلى المشاركات في الاقتناء بشكل كبير. من جانبها ترى نصيف أن المملكة تشهد «اهتماما لافتا ومتناميا بالفن والثقافة، لا سيما في ضوء الدعم المتزايد الذي تقدمه الحكومة السعودية في هذا الصدد. وأود هنا أن أشيد بالجهود الدؤوبة التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية بتوجيه من رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، والاستثمار الكبير الذي تخصصه الهيئة لإثراء الذائقة الفنية وحماية المواقع التاريخية والتراثية والأثرية في أنحاء المملكة. وفي موازاة ذلك يزدهر تعليم الفنون بالمملكة بفضل تضافر جهود القطاعين العام والخاص». وتضيف: «أعتقد أن مزاداتنا ستحقق نجاحا واسعا بالمملكة العربية السعودية لأن الكثير من المقتنين هناك حريصون على إثراء مقتنياتهم، ولا أقصد بذلك مقتنياتهم من الجواهر والساعات الثمينة فحسب، بل من أعمال الفنانين المعاصرين أيضا. وتمثل (كريستيز) صلة الوصل بين هؤلاء المقتنين والسوق العالمية للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، الأمر الذي يتيح لهم اختيار أعمال أهم الفنانين الحديثين والمعاصرين. وتكمن أهمية مزاداتنا المتعاقبة والمنتظمة بدبي في تمكين المقتنين من الوصول إلى أعمال نخبة من الفنانين الحديثين والمعاصرين من أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الأعمال الفنية التركية والإيرانية، ومن واقع تجربتنا نعرف أن الكثير من المقتنين بالمملكة العربية السعودية مهتمون بهذه الفئة من الأعمال الفنية».

رغم الوجود الواضح للمقتنين في الشرق الأوسط فإنه لا توجد إحصائيات تقرب الصورة لنا وتحدد لنا أعمارهم وفئاتهم، وهو ما تؤكده نصيف بقولها: «لا تتوافر لدينا أرقام دقيقة عن هذه الشريحة من المقتنين ببلدان المنطقة، ولكن في المجمل نعرف أن المقتنين ممن هم في مقتبل العمر مهتمون بالفن المعاصر أكثر من غيره، ربما لتوافر أعمال كثيرين من الفنانين المعاصرين بأسعار معقولة، وربما لأن هذه الشريحة من المقتنين ترى في أعمال الفنانين المعاصرين ما يجسد طموحاتهم وشخصيتهم. ونعتقد أن هذه الشريحة من المقتنين ستجد في المزاد الذي سينعقد حصريا وكليا عبر منصة المزايدة الإلكترونية «Christie’s LIVE™» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل فرصة رائعة لإثراء مجموعة مقتنياتهم. هذا المزاد هو الأول من نوعه بالمنطقة. وهو بمثابة الجزء الثالث المتمم لمزاد الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة، بجزأيه الأول والثاني، الذي دأبت الدار على تنظيمه بدبي طوال الأعوام الماضية. وهذا الجيل، كما تعرفون، شغوف بالإنترنت والتسوق عبر الإنترنت».

وستعمل هوازن من دبي إلى جانب فريق كريستيز الذي يتألف من 10 أشخاص وشبكة متنوعة من استشاريي «كريستيز» المنتشرين في منطقة الشرق الأوسط بهدف دعم المزادات والمبادرات التي تنظمها الدار في المنطقة. كما أنها ستسافر بانتظام لمساعدة العملاء من زوار صالات «كريستيز» الرئيسة في كل من نيويورك، ولندن، وباريس، وهونغ كونغ، وشانغهاي. وتتمتع هوازن بخبرة كبيرة وصلات مميزة في مجال الأعمال وستركز بشكل خاص على تطوير الأعمال مع العملاء من المملكة العربية السعودية التي تشكل منطقة نمو هام بالنسبة للدار في المنطقة.

وقبيل انضمامها إلى العمل لدى «كريستيز» عملت هوازن لدى شركة «العليان» المالية في المملكة العربية السعودية، حيث شغلت منصب مسؤول المبادرات الاجتماعية بين عامي 2011 و2013. وسابقا عملت كمنسقة التحرير والاتصالات التسويقية لعدد من المؤسسات الاستثمارية في جدة. كما عملت أيضا كمشرفة الدراسات الاستراتيجية لشركة «المملكة القابضة» في الرياض قبل إتمامها رسالة الماجستير في القانون والدبلوماسية من مدرسة «فليتشر» للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس في الولايات المتحدة الأميركية.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط