كاتب سعودي
“رائد، مثل الآلاف من السعوديين هوى لا هوية. هؤلاء المولدون، عاشوا في بلادنا، وأصبحوا مع المملكة، كالسمكة مع الماء، لا تستطيع أن تعيش بعيدا عنه..”، هكذا يقول الصديق تركي الدخيل، عبر مقالة عنونها بـ”سعوديون بلا أوراق ثبوتية!”، تحدث فيها عن أشياء كثيرة، عن أن “الذين يحبون أعمالهم، هم أكثر الناس نجاحا.. هم أسعد الناس”، عن الحب والاشتياق، عن الوفاء والانتماء، عن الذين قادهم القدر بأن يكونوا سعوديين.. بالهوى “فقط”!
وتماشيا مع ما سبق؛ فإن مثل هذه الملفات المنسية، التي تخبئ بين جناحيها معاناة الكثير من قاطني المملكة، ممن ولدوا فيها، ولعبوا في أزقتها، وأجادوا لهجاتها، ورافقوا أزمنة “الطيبين”؛ وكانوا عنصرا مهما في منعطفات التغيير، ولكنهم بلا “هوية”.. يجب ألا تبقى أكثر في غياهب الغياب، وأن نكون أكثر جدية في التعاطي معها، ونعيد ترميم الأنظمة التي تضمن لهم حياة كريمة، تميزهم عن غيرهم، وتدفع بهم للعطاء أيضا، وتخلصهم من مئات المواقف العنصرية التي تهاجمهم يوميا، وباختصار واضح، وبعيدا عن المفردات العاطفية، فقد حان الوقت لأن تكون الإجراءات ـ وكما هو معمول به في كل العالم ـ أكثر سلاسة، وتنظيما، و”وضوحا”.. وإنسانية.
وأخيرا.. ولأن الاقتباسات تعفينا ـ أحيانا ـ من قول الكثير، فإني أستعين بما قاله الجميل عبدالرحمن الراشد، في مقالة بعنوان “خليجيون بلا جنسية”: “المؤسف أن دول الخليج ذات الإمكانات الاقتصادية الأفضل تحاول التهرب من واجبها تجاه أناس يعيشون على أرضها، كالنعامة تدس رأسها في الرمل.. ولا ندري كيف تظن أنها ستتخلص من مواطن ولد على أرضها، وأنجب ولدا كبر وتزوج، وغدا سينجب ويتزوج. متى وإلى أين سترمي بهم؟ وما البلد الذي سيستقبلهم؟ لقد أنفقت عليهم الكثير، وصار واجبها أن تصحح أوضاعهم واليوم هو الوقت المناسب”. إذ نشرها في عام 2008، وانتصف بنا عام 2014 والحال هو الحال… “للأسف”!. والسلام
المصدر: الوطن أون لاين