سعيد حمدان الطنيجي: جائزة الشيخ زايد للكتاب تدفع عجلة الحراك الثقافي والمتنبي مرآة لحال الأمّة
أخبارحوار: بيان السطري
سعيد حمدان الطنيجي إعلامي إماراتي يشغل منصب مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب وعضو اللجنة المنظمة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب. في حوار خاص مع الهتلان بوست، يتحدث الطنيجي عن جائزة الشيخ زايد للكتاب وعن اختيار الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي كمحور رئيس لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
• لماذا حجبت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن مجال الفنون والدراسات النقدية في دورتها الثامنة لهذا العام؟
الاعمال التي تنافست في هذا الفرع لم تستوف شروط الفوز بالجائزة ، لهذا قررت قررت الهيئة العلمية للجائزة حجبها في هذه الدورة ،فأسباب الحجب هي نفسها اسباب الفوز ،لابد ان تكون الاعمال المقدمة عالية المستوى لتستحق ان تنافس وتفوز .
• ما الأهداف التي تسعى الجائزة لتحقيقها في الدورات القادمة؟
الجائزة مشروع ثقافي رائد ومتواصل لاينتهي عند حفل تسليم الجائزة،لكنه يواصل دورة جديدة وتشجيع اسماء جديدة وخلق الحراك وتشجيع التنافس على الابداع ،وكذلك خلق مساحة ممتدة من النشاط الثقافي المميز في الوطن العربي وكذلك في عواصم العالم المختلفة ،فدور الجائزة تقدير المفكرين والباحثين والأدباء الذين قدموا إسهامات جليلة وإضافات وابتكارات في الفكر، واللغة، والأدب، والعلوم الاجتماعية، وكذلك من اهدافها تقدير الدور الحضاري الذي يقوم به المترجمون، والمتمثل في إثراء الثقافات والآداب وتعزيز الحوار بين الحضارات، وبناء روح التقارب بين الأمم. .وكذلك تقدير المفكرين والباحثين الذين يكتبون باللغات الأخرى من المهتمين بالثقافة والحضارة والمعارف والعلوم والمجتمعات العربية عبر التاريخ،وايضا تشجيع إبداعات الشباب، وتحفيزهم على البحث. فخلال المرحلة المقبلة ستكمل ما بدأته في السنوات الاخيرة من الوصول الى عواصم عالمية عريقة وتعريفها بالثقافة العربية ،وتشجيع البحث والترجمة عند هذه الثقافات من الثقافة العربية ،وذلك من خلال النشاط الثقافي الذي ستقدمه الجائزة في هذه العواصم.
• كيف ترصدون نجاح الجائزة منذ انطلاقتها حتى اليوم؟
الجائزة ولدت قوية لانها تحمل اسم وقيم شخصية رمز ، هذه الشخصية لها حضورها وتقديرها ومكانتها العربية والدولية ،وتركت بصمة تاريخية ، لهذا فجائزة تحمل اسم الشيخ زايد يعني ان لها قيمة معنوية سامية.
خلال السنوات الاولى للجائزة كان التركيز على مرحلة التأسيس والانتشار ،وترسيخ ثوابتها التي نادى وعمل بها الشيخ زايد طيب الله ثراه ،وقد نجحت في ذلك بحكم حجم وتنوع المشاركات التي وصلت الى 1385 عملاً مرشحاً من ستة واربعين دولة في دورتها الاخيرة، وكذلك التناول الاعلامي في مختلف وسائل الاعلام العربية والدولية لنتائجها ونشاطاتها. وكذلك الصورة التي انطبعت عن الجائزة وما تحمله من قيم الشفافية والوضوح، وان تنال الحكم على مصداقيتها ،رغم اننا في الوطن العربي وتحديدا في الساحة الادبية تعودنا ان عملية الرضا والاتفاق قد تكون حالة نادرة ،خاصة اذا كان المشروع يعنى بالمثقف العربي فدائما ما تجد الاختلاف والتشكيك اوعدم الثقة حالة سائدة بينهم.
هذه من المكاسب المهمة التي نحرص عليها في الجائزة ،كذلك الدور الذي تلعبه في تشجيع انتشار الثقافة العربية في اللغات الاخرى وحجم ازدياد نوع وكم المشاركات الاجنبية بتقديم اعمال تتحدث عن الثقافة العربية في اللغات الاخرى في الفرع المخصص لذلك، ايضا حرص دور النشر او المؤسسات العلمية او الاسماء الفكرية والادبية التي لها اسماء بارزة على ترشيح او الترشح لفروع الجائزة والمحاولة في كل دورة ،كذلك اقبال المؤلفين الشباب وتنافسهم من مختلف الدول العربية في فرع المؤلف الشاب ،جميعها مؤشرات على اهمية الدور الذي تلعبه الجائزة ومدى الاهتمام بها في مختلف الاوساط الفكرية والادبية والمهتمة بصناعة الكتاب والنشر عربيا ودوليا.
• على الرغم من الصدى الكبير الذي تحظى به جائزة الشيخ زايد للكتاب، إلا أن حضوركم على مواقع التواصل الاجتماعي غير قوي، ما تعليقك؟
الجائزة تشتغل بشكل مكثف على وسائل الاعلام الاجتماعي خلال الاحداث المهمة لها مثل اعلان القائمتين الطويلة والقصيرة،وكذلك عند الاعلان عن الاسماء الفائزة واثناء حفل الجائزة، ولكن خلال المرحلة المقبلة ستركز الجائزة بشكل اكبر على الاعلام الجديد وان تكون متواجدة من خلاله على مدار العام وان تبرز جميع فعالياتها وكذلك ستتابع في هذه القنوات نشاطات الاسماء التي فازت بالجائزة .
• لماذا تم اختيار الشاعر العربي الكبير أو الطيب المتنبي كمحور رئيس لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 24؟
هو مالىء الدنيا وشاغل الناس، لو استمعنا او قرأنا او تحدثنا عنه في كل زمن وفي كل مناسبة سنجد ما نضيفه او ما يشدنا،وسنجد من يسمع ويستمتع ويلهمه هذا الشاعر الكبير. فهو حالة فريدة هذا المتنبي ،ان يحافظ على تألقه وسحره في مختلف العصور وعند مختلف الشعوب وفي الثقافات المختلفة.
لهذا رأت ادارة معرض ابوظبي الدولي للكتاب ان تختار هذه القامة وهذا الرمز العربي الكبير لتطلقه على اول دورة لها في هذا التقليد، الذي سيستمر خلال الاعوام المقبلة، وهو ان تحمل كل دورة اسم شخصية ،يتم التعريف بها وتدور بعض فعاليات المعرض في محورها.
هدفنا ليس تجديد الحنين والعشق للمتنبي عند محبيه ، هذه حالة ستفرض وجودها ،ولكن هدف ادارة المعرض كان التركيز ايضا على الجيل الشاب الذي قد يكون بعضه لم يسمع بالمتنبي او لم يتعرف عليه بشكل كاف ويعرف اهميته وقوته في تاريخ الشعر ومسيرة الادب العربي،
كذلك ايضا في المعرض سيتم تناول المتنبي من مختلف الجوانب ،سيتم البحث في قضايا مختلف عليها تتعلق بكتب او قضايا او حتى اكتشافات تتعلق بتناول شخصيته او حياته او مسكنه وترحاله.
• ما هي المعايير والأسس التي تضعونها للاحتفاء بشخصيات بارزة في الثقافة العالمية من خلال مهرجان أبوظبي الدولي للكتاب ؟
هذه هي اول دورة يختار فيها معرض ابوظبي الدولي للكتاب تقليد اختيار شخصية محورية يحمل المعرض اسمها،طبعا في عملية الاختيار لابد ان تكون شخصية شهيرة قدمت وأثرت المشهد الثقافي في زمنها وتركت بصمة خالدة وارتبطت بصناعة الفكر والكتاب والنشر ، وخلال الدورات المقبلة قد تكون هناك شخصيات عالمية او محلية او اقليمية تركت بصمة في عالم الفكر او الابداع والكتاب ،سيرتبط اسمها بدورة من دورات المعرض.
• كيف يحاكي المتنبي الواقع الثقافي العربي للشعر اليوم؟
اعتقد ان افضل من يعبر عن حال الامة والواقع الثقافي العربي اليوم هو المتنبي،هذه الفرقة ،الصراعات ،اللسان العربي والغربة . في زمن نحتاج الى شاعر مجيد،وقصائد ثورية تحاكي الانسان تخاطب وجدانه وعقله تشحذ همته التي هانت ووهنت، وتعيد له الثقة في مكانة وقدرة هذه الامة وعظمتها،فاين هو شعر الحكمة والحماسة او تجسيد الصورة الجميلة او القاسية والغنية بخيالاتها التي كان يرسمها المتنبي حتى في مدائحه او بعض هجائياته.
• هل نحن بحاجة اليوم إلى استحضار شخصيات وقامات أدبية وفكرية مهمة في التاريخ العربي مثل المتنبي؟
حتى نقوى لابد ان نستلهم الحلم، وقد يكون ذلك في استرجاع صور ومعانى وفكر وثقافات تلك القامات الكبيرة التي اثرت تاريخنا .
• قلت في بيان صحفي سابق: لن يكون حضور المتنبي نمطيا في المهرجان؟ كيف ستقدمونه بشكل جديد وغير مألوف لزوار المعرض؟
ركن بيت المتنبي في المعرض سيكون جناحا مميزا بمعروضاته وحضوره وفعالياته ،فشكل البيت المستوحى من تصميم وصور بيته المكتشف في حلب سيلفت انتباه الزوار الى الجمال المعماري الذي ميز تلك الحقبة الزمنية،وسيتم في هذا البيت عرض دواوين المتنبي وما كتب حوله في القرون والازمنة المختلفة ،وكذلك الكتب التي الّفت عنه بلغات العالم المختلفة ،ستكون هناك زوايا خاصة للاطفال تعرفهم بهذه القامة الكبيرة،وايضا اعمال تشكيلية لابرز الاسماء الفنية الاماراتية مستوحاة من شعر المتنبي .
و”المتنبي ..مسافرا ابدا” عمل موسيقي سيكون احد اهم فعاليات هذه الاحتفائية ،حيث ستقدم الفنانة عبير نعمة هذا العمل الذي سيتحدث عن رحلة المتنبي ستقدمه بلغات عالمية مختلفة ،وذلك في يوم افتتاح المعرض ،وان يكون هذا العمل العمل الفني ضمن فقرات حفل الافتتاح هو ايضا تقليد جديد للمعرض. سيكون “مجلس المتنبي” ايضا حاضر بقوة في النشاط الثقافي للمعرض،فكل يوم ستدور ندوة او امسية او حلقة نقاشية في هذا المجلس عن المتنبي وتأثيره في الشعر اواللغة او الحضارات المختلفة.
• ماذا يعني للجائزة اختيار خادم الحرمين الشرفين كشخصية العام ؟
خادم الحرمين الشريفين شخصية تاريخية لا تتكرر كثيرا في تاريخ هذه الامة ، طبعت عصراً بأكمله، وسجلت إنجازاته الإنسانية والثقافية ولا تزال ادواره في العالم أجمع، مصدر إلهام واقتداء دائمين للشعوب الإسلامية والعربية كافة ،وكما جاء في بيان الجائزة ” إن فوز خادم الحرمين الشريفين جاء تقديراً لإسهاماته الكبرى الثقافية والفكرية والإنسانية والعلمية، ولبصمته الفريدة في الواقع الإسلامي والعربي العالمي المعاصر، وجهوده في نشر روح التسامح والإخاء، التي امتدت إشعاعاتها في ظل قيادته الحكيمة من المملكة العربية السعودية إلى ربوع الأرض كافة”.
خاص لـ “الهتلان بوست”