أكد أطباء في خط الدفاع الأول، أهمية أخذ جرعتي تطعيم «كوفيد-19»، ومرور 14 يوماً بعد تاريخ الجرعة الثانية قبل السفر خارج الدولة، وحصول المطعّمين الذين مرّ على تاريخ أخذهم الجرعة الثانية ستة أشهر أو أكثر، على جرعة داعمة قبل السفر، محذّرين من خطورة سفر غير المطعّمين خارج الإمارات، بسبب زيادة فرص إصابتهم بالمرض.
وأضافوا أن المتحورات، وضعف الأنظمة الصحية في كثير من الدول، يزيدان مخاطر حدوث الإصابة.
وتفصيلاً، شدّدت المتحدث الرسمي باسم القطاع الطبي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، على أن انتهاء العام الدراسي، والتخطيط للسفر وقضاء الإجازات، يستلزمان التأكد من إتمام الجرعة الثانية من لقاح «كوفيد-19»، وأخذ الجرعة الداعمة للأشخاص الذين مرّ ستة أشهر أو أكثر على أخذهم الجرعة الثانية، لزيادة المناعة، مشيرة إلى ضرورة تأكد المواطنين الراغبين في السفر من اشتراطات وإجراءات الدول التي يرغبون في زيارتها، والتقيد بها، لتجنب أيّ عقوبات أو مخالفات تطبق في هذه الدول، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، من خلال الالتزام بلبس الكمامات، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، والتعقيم الدائم.
وقالت الحوسني: «لا ننصح غير الحاصلين على اللقاح، أو من لم يستكملوا الجرعات، بالسفر، لزيادة احتمالات تعرّضهم للإصابة بالمرض ومضاعفاته».
وأكدت أن «الجرعة الداعمة تعزّز مناعة الجسم، وترفع معدل الأجسام المضادة لزيادة مقاومة الفيروس».
وأضافت الحوسني: «يتعيّن الاطلاع على الوضع الصحي في الدول التي تمثل وجهة السفر، والتأكد من استقرار حالات (كوفيد-19) فيها، تجنباً لحدوث أي إجراءات طارئة، أو حظر تجول قد يفرض في حال تفاقم الوضع الصحي فيها».
ونصحت المسافرين بتجنب الأماكن المزدحمة، والالتزام بالتباعد الجسدي، بغض النظر عن الإجراءات المطبّقة في الدول التي يعتزمون التوجه إليها، نظراً لوجود تباين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية ما بين دولة وأخرى.
كما شدّدت على ضرورة ارتداء الكمامات بشكل مستمر أثناء استخدام وسائل النقل المختلفة، بما في ذلك الطائرات أو السيارات أو السفن.
وبدوره، أكد أخصائي طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي في دبي، الدكتور عادل سجواني، أن جائحة «كورونا» أدت إلى وفاة نحو أربعة ملايين شخص حول العالم، وبات السلاح الوحيد لمحاربتها هو التطعيم، إذ أسهم في تقليل حالات الوفاة في كثير من الدول.
وأضاف أن السفر يعدّ مخاطرة كبيرة لغير المطعّمين، «لأن الشخص غير الحاصل على اللقاح يعرّض نفسه للإصابة الشديدة».
وشرح أن «اللقاحات، على اختلاف أنواعها، تحوّل (كورونا) من فيروس مميت إلى فيروس عادي جداً. ولكن الشخص غير المطعّم، الراغب في السفر، لا يستفيد من هذه الميزة، لهذا سيكون عرضة للإصابة الشديدة، في ظل وجود متحوّرات من الفيروس في كثير من الدول».
وتابع سجواني أن «نسبة عالية من سكان الإمارات حاصلون على اللقاح، وهو ما يقلل احتمالات انتقال الفيروس بين الأفراد. كما أن لديها رعاية طبية عالية، إذ تمتلك المستشفيات الميدانية، وتكثّف الفحوص، وتوفر العلاجات المجانية. وفي المقابل، تقلّ نسبة الحاصلين على التطعيم في كثير من الدول، إلى مستويات منخفضة جداً، لذلك عندما يكون المسافر غير مطعم، ترتفع نسبة الخطورة لديه. وفي حال إصابته بالفيروس، أو بالمتحورات، تكون الإصابة أكثر شدة. وقد يصاب في دولة ليس فيها نظام صحي جيد، أو علاج جيد، ما يعرضه لمشكلات صحية».
ونصح سجواني بعدم السفر قبل أخذ اللقاح ومرور 14 يوماً على الجرعة الثانية. كما حث على السفر إلى دول القائمة الخضراء، والدول التي حصلت نسبة كبيرة من سكانها على اللقاح، وتسجل إصابات يومية قليلة، ولديها منظومة صحية جيدة، حتى يتلقى المسافر علاجاً جيداً في حال إصابته، لافتاً إلى ضرورة الحصول على التأمين الصحي للعلاج في الخارج قبل السفر.
وشدّد على «أن فرص إصابة غير المطعمين خارج الإمارات أعلى من احتمالية إصابتهم في حال بقائهم داخل الدولة، نظراً لحصول النسبة الكبرى من سكان الإمارات على اللقاح، إذ تتصدر الإمارات دول العالم في معدل توزيع اللقاح، وبالتالي تقل معدلات انتشار العدوى وانتقال الفيروس بين الأفراد، وهذا الإنجاز دليل على نجاح الحملة الوطنية للقاح، واستباقية الدولة للوصول إلى التعافي المستدام».
وأبدى البروفيسور في جامعة غرب أونتاريو الكندية، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة، بمركز القلب الطبي بمدينة العين، الدكتور حسام التتري، تفهمه لرغبة بعضهم في السفر، خصوصاً بعد ما يزيد على عام ونصف العام على بدء جائحة كورونا، وما تعرض له بعضهم من ضغوط نفسية ومادية.
ودعا كل من يفكر بالسفر إلى وضع خمسة اشتراطات في حسابه، قبل اتخاذ قرار السفر، تشمل الحصول على التطعيم قبل السفر، وعلى الجرعة الإضافية – في حال مرور ستة أشهر أو أكثر – على الجرعة الثانية، واختيار دولة تحظى بنسب تطعيم عالية ومعدل إصابة منخفض، وأن تكون الدولة مطبقة للإجراءات الاحترازية، إضافة إلى التزام الشخص نفسه بلبس الكمامة، وتعقيم اليدين، وإعادة الفحص قبل العودة للدولة، لضمان ألّا يكون ناقلاً للفيروس أو لمتحور جديد من متحورات «كورونا».
الجاهزية والكفاءة
أكد أطباء في خط الدفاع الأول، أن الإجراءات الطبية الإماراتية أسهمت في الحدّ من انتشار الوباء، وفي زيادة معدلات الشفاء في الإمارات بدرجة كبيرة، فضلاً عن تقليل نسب الوفيات بصورة واضحة. وشدّدوا على أن الجهات الصحية في الدولة تحرص على تطبيق أحدث الاختبارات والعلاجات في مكافحة فيروس كورونا، ما يسهم في سرعة الشفاء، إضافة إلى متابعة الدراسات والعلاجات، واللقاحات المتوافرة أو المعلنة حول العالم، وتوفير أي علاج لسلامة المواطنين والمقيمين.
«سوتروفيماب»
أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن عقّار «سوتروفيماب» يسهم في علاج حالات من المصابين بفيروس «كوفيد-19»، حيث أظهر ما يزيد على 97.3% من الحاصلين عليه تحسناً في حالتهم المرضية خلال 5-7 أيام.
كما أظهر العقّار قدرة على منع المرض الشديد والوفاة في أكثر من 85% من حالات العلاج المبكر.
وأوضحت أن الحاصلين على العقّار هم من الفئات المعرضة للخطر، نظراً لإصابتهم بأمراض مثل السمنة والسرطان والرئة والسكري.
المصدر: الامارات اليوم