سكان القبور يشعلون الغضب في الشارع الإيراني

أخبار

أثارت صور نشرت في إيران لفقراء يعيشون في قبور بناحية شهريار، جنوبي العاصمة طهران، جدلاً واسعاً لدى الرأي العام الإيراني، دفعت بالشرطة لأن تقوم بطرد سكان القبور الذين لجؤوا إليها هرباً من البرد والأمطار، لعدم وجود مأوى لهم، فيما حذر الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد من انفجار في المجتمع الإيراني إذا لم تحل مشكلة الفقر، خاصة أن 13 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر، وارتفعت نسبة البطالة بين الشباب إلى 27 في المئة.

ونشرت صحيفة «شهروند» صوراً للفقراء في القبور المعدة سلفاً، وقالت في تقرير إن هناك نحو 300 شخص من الرجال والنساء والأطفال يعيشون داخل هذه القبور، حيث إنه بين شخص واحد، إلى أربعة يعيشون في قبر واحد.

ونشر موقع «آمد نيوز» – الإصلاحي عبر قناته على تطبيق «تلغرام» – صوراً للشرطة، وهي تطرد الفقراء من المقبرة، وأفاد في تقرير بأن ناشطين من منظمات خيرية ذهبوا لمقبرة نصير آباد، ليقدموا المساعدة لهؤلاء المشردين لإيجاد مأوى لهم، لكن لم يجدوا أحداً منهم. ثم التقى هؤلاء الناشطون أحد سكان المقابر الذي هرب من الاعتقال، فأخبرهم بأن عناصر الناحية اقتادوا بقية سكان المقبرة وهم نحو 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، إلى خارج المقبرة، ويعتقد أنهم تركوهم في شوارع المدينة وأقفلوا أبواب المقبرة.

وكتب المخرج الإيراني البارز أصغر فرهادي، رسالة مفتوحة شديدة اللهجة إلى الرئيس حسن روحاني، هاجمه فيها لتجاهله أوضاع الفقراء في إيران. وتساءل فرهادي: «هل تقبل يا سيادة الرئيس أن تعيش عائلتك، أو أحد أقاربك في القبور، أو ينامون في علب الكرتون في الشوارع العامة للعاصمة طهران، وبقية المدن؟». وأضاف «أريد أن أشارك هذا الخزي مع كل أولئك الذين استلموا مسؤوليات» خلال العقود الأخيرة في البلاد.

وخلال خطاب أمس الأربعاء، رد روحاني على رسالة فرهادي مؤكداً أن أحداً لا يمكنه «أن يقبل في بلد كإيران أن يعيش أشخاص داخل قبور». وأضاف «سمعت عن مشردين ينامون تحت الجسور، أو في محطات مترو في بلاد أجنبية، لكنني لم أسمع كثيراً عن أشخاص ينامون في قبور».

وكان رئيس بلدية العاصمة الإيرانية طهران محمد باقر قاليباف، كشف في أكتوبر/تشرين الأول، أن أكثر من 15 ألفاً من الإيرانيين الفقراء المشردين الذين لا مأوى لهم ينامون في علب الكرتون بالشوارع، بينهم 3 آلاف امرأة.

وشنّ ناشطون هجوماً حاداً على النظام الإيراني، بسبب انتشار الفقر، وتفشي ظاهرة المشردين، وبيوت الكرتون، وقالوا إنه على هذا النظام وأجهزته أن يلتفت للوضع المأساوي للمواطنين الإيرانيين، بدل الإنفاق الهائل على التدخلات العسكرية، ودعم الإرهاب في الدول العربية لخدمة طموحاته التوسعية.

وحذر الرئيس السابق أحمدي نجاد الذي يأمل أن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، من حدوث انفجار في المجتمع الإيراني إذا لم تحل مشكلة الفقر والبطالة.

وتزايدت نسبة الفقر خلال السنوات الأخيرة في إيران، حيث ارتفع المعدل الرسمي للبطالة من 10.6 في المئة عام 2014 إلى 12.7 في المئة خلال العام الحالي، وبلغ عدد الإيرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 13 مليوناً. فيما بلغت نسبة البطالة بين الشباب (15 إلى 29 عاماً) 27 في المئة.

من جهة أخرى، قال متحدث عسكري إيراني الأربعاء، إن إيران حذرت طائرات استطلاع أجنبية حاولت الاقتراب من قواتها أثناء تدريبات عسكرية لقوات الدفاع الجوي على ساحل الخليج، وأشار الجنرال عباس فرجبور إلى إصدار أكثر من 12 تحذيراً لطائرات من خارج المنطقة للامتناع عن الاقتراب من المجال الجوي لمنطقة المناورات. وذكر أن التحذيرات وجهت لطائرات تابعة للبحرية الأمريكية، وطائرات من دون طيار اقتربت من منطقة المناورات الجوية السنوية. (وكالات)

المصدر: الخليج