رئيس تحرير صحيفة الرؤية
جاء كلام جون كيري وزير الخارجية الأميركي ليؤكد ما هو معروف وما هو مؤكد، فقد قال أمام مشرعين أميركيين الأسبوع الماضي، إن إيران تواصل دعمها مليشيات الحوثي وصالح، وقال: «أوقفنا شحنة سلاح قادمة من إيران إلى اليمن، وهي دليل على مواصلة إيران دعمها لبعض الجماعات».. وكانت بحرية التحالف قد احتجزت الأسبوع الماضي سفينة تحمل أجهزة اتصالات متطورة مخبأة مع مواد إغاثية وتموينية.
التدخل الإيراني في اليمن الذي ينكره النظام الإيراني ويدعي أن لا علاقة له بكل ما يحدث في اليمن، واضح ولم يعد هناك مجال لإنكاره من قبل النظام الإيراني أو تجاهله من قبل دول العالم التي أصبحت عليها مسؤولية كبيرة تجاه هذا البلد، فتقرير منظمة العفو الدولية السنوي يكشف من جديد ما يحدث في اليمن من جرائم ترتكبها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، فقد ذكرت المنظمة، في تقريرها السنوي، أن «ميليشيا الحوثي وصالح قتلت خلال فترات متقاربة عشرة متظاهرين على الأقل في صنعاء وتعز وإب، وجرحت المئات، كما نفذت عمليات اعتقال تعسفي واختطاف لمؤيدي الحكومة وصحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان وآخرين».
قائمة جرائم الانقلابيين في اليمن طويلة جداً، ويصل تصنيفها إلى «جرائم حرب» يعاقب عليها القانون الدولي، والحقيقة المهمة أن كل تلك الجرائم البشعة والخطيرة لم تكن لترتكبها المجموعات الانقلابية لو أنها لم تجد الدعم الخارجي القوي، فنتيجة طبيعية للدعم الإيراني المادي والمعنوي والعسكري والميداني لتلك المجموعات الانقلابية الإرهابية، ارتكبت تلك الجرائم بأيدٍ يمنية ومساعدة إيرانية وبأدوات ومعدات جاءت من الخارج لتسهل تنفيذ كل تلك المخططات التي أوصلت اليمن إلى كل هذا الدمار والخراب، وجعلته يحتاج إلى عقود من الزمن حتى يستعيد عافيته.
شحنة أسلحة إيرانية إلى اليمن، لماذا؟ ومن المستهدف بتلك الأسلحة؟ ومن سيكون المقتول؟ ومن القاتل؟
إن إصرار النظام الإيراني على تشجيع فريق من اليمنيين على قتل الشعب بمبررات واهية لا يمكن السكوت عنه، فما يجب أن يتم هو منع وصول الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة في اليمن، وإيقاف نزف الدم الذي استمر سنوات، فأبناء الشعب الواحد لديهم ما يجمعهم وما ينهي اختلافهم، وسوف يتمكنون من تحقيق ذلك لو امتنع النظام الإيراني عن تشجيع فصيل على القتل والحرب، ورفض كل الحلول السياسية، والإصرار على فرض وجهة نظره بقوة السلاح والإرهاب والغدر والخيانة.
ما يحدث في اليمن هو دعم نظام خارجي لمجموعات إرهابية في الداخل، مجموعات انقلبت على الشرعية واستولت على السلطة بقوة السلاح، مجموعة وجدت من يشجعها ويمولها ويدرّبها ويحميها وهي ترتكب كل جرائمها والعالم يكتفي بالتفرج! فحتى متى يصمت المجتمع الدولي عن إرهاب واضح، وعن دعم مباشر من نظام لا يحترم جيرانه، ولا يلتزم بالقوانين والأعراف الدولية؟!
المصدر: صحيفة الاتحاد