ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أول أمس ووسط حضور أكاديمي وإعلامي غفيرين في ولاية كيرالا محاضرة حول ماهية وأهمية التوثيق ومنهجية البحث في الوثائق التاريخية وتحقيقها.
واستهل سموه حديثه في المحاضرة بسرد نبذة عن مسيرته التعليمية انطلاقاً من المرحلة التأسيسية والتوجيهية مروراً بدراسته لتخصص الزراعة في جامعة القاهرة ومن ثم انتقاله لدراسة الدكتوراه وحصوله على شهادتي دكتوراه إحداهما في الجغرافيا والأخرى في التاريخ من جامعة اكستر بالمملكة المتحدة البريطانية.
وبين صاحب السمو حاكم الشارقة مدى تأثير كل مرحلة في المراحل التي تليها، مشيراً إلى ضرورة استمرارية الفرد في النهل من العلوم والمعرفة قدر ما يستطيع وعليه ألا يتوقف عن ذلك كون العلم هو أساس بناء المجتمعات وتنميتها.
وتطرق سموه للحديث حول أهمية البحث العلمي بشكل عام وفِي مختلف المجالات، مستعرضاً تجربته البحثية في تاريخ منطقة الخليج العربي التي قادته إلى أن يزور مكتبة الوثائق الهندية في بومبي والتي وجد فيها الكثير من الوثائق المهمة الداعمة لمشروعه البحثي في تلك الفترة، ومؤكدا أن هذه التجربة ساهمت في أن يؤسس مكتبة خاصة تحوي الآلاف من المصادر والمراجع التاريخية الهامة.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن مكتبته الخاصة اليوم استطاعت أن ترفد العديد من المؤسسات العلمية محلياً وإقليمياً، حيث إنها رفدت المجمع العلمي في مصر بعد حادثة الحريق بأمهات الكتب حول تاريخ مصر وعلى وجه الخصوص تلك الكتب التي دونت إبان الحملات الفرنسية عليها، كما رفدت مكتبة سموه الخاصة كلا من مكتبات جامعة الشارقة والجامعة القاسمية بوثائق وكتب في مختلف المجالات الأدبية والعلمية، ومؤخراً تم افتتاح دار المخطوطات في الشارقة والتي حوت مخطوطات من مقتنيات سموه الخاصة.
وفي معرض رد سموه على مداخلات وأسئلة الحضور وجه جملة من النصائح للمهتمين بدراسة الوثائق والمخطوطات التاريخية، داعياً إياهم إلى مزيد من البحث والتحري لتصحيح المعلومات المغلوطة، ومؤكداً سموه على أن المعلومة ليست حكراً على أحد بل هي حق للجميع.
حضر المحاضرة كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والدكتور أحمد عبدالرحمن البنّا سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الهند، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وجمال حسين الزعابي قنصل عام الإمارات في كيرالا، ومحمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، وعدد من الوزراء أعضاء حكومة كيرالا، والدبلوماسيين والأكاديميين ورجال الأعمال وطلبة الجامعات فيها.
المصدر: الخليج