يفتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الدورة 37 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث يحتفي المشهد الثقافي العربي بانطلاق فعاليات الدورة الجديدة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بحضور ممثلي وزارات الثقافة في البلدان العربية، وكبار الكتّاب والروائيين والشعراء للمشاركة في فعاليات دورته الجديدة التي تبدأ اليوم وتختتم 10 نوفمبر المقبل في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1874 دار نشر من 77 دولة.
ويقف المثقفون والإعلاميون العرب والإماراتيون بمناسبة انطلاق المعرض، عند الجهود الثقافية التي تقودها إمارة الشارقة برؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مؤكدين حضورها المركزي في صناعة المعرفة والإبداع العربي والعالمي، معتبرين أن المعرض بات الصورة النموذجية التي تقدم فيها الثقافة العربية نفسها إلى حضارات العالم.
تظاهرة ثقافية
وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: «رسخ معرض الشارقة الدولي للكتاب مكانته المرموقة كتظاهرة ثقافية دولية، وأصبح عنصراً ثابتاً على الأجندة السنوية لقادة الفكر والثقافة والنشر من جميع أنحاء العالم، ووجهة مفضلة للكتّاب والمثقفين لإطلاق أحدث كتبهم وإصداراتهم، ومنصة تدفع بمسيرة الحراك الثقافي والمعرفي في الدولة عبر تطوير صناعة الكتاب والنشر، وتشجيع المجتمع بمختلف فئاته على القراءة والتغذية الفكرية والثقافية، لأن القراءة سياج يحمي العقول، ويحرر الإنسان من قيود الجهل، ويفتح لنا فضاءً أوسع نطلُّ من خلاله على مختلف العلوم والمعارف والتجارب»، وأوضحت أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تستهدف خلال فعاليات المعرض إطلاق مجموعة من المبادرات التي من شأنها تعزيز صناعة النشر، وتشجيع القراءة من خلال تبني التقنيات الحديثة.
قيمة معرفية
وأكدت معالي جميلة المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح حدثاً ينتظره الجميع سنوياً بشغف لما يقدمه من قيمة معرفية كبيرة وكونه يشكل مصدراً مهماً للكتب والمراجع والمصادر الثرية بالعلوم والمعرفة، ونحن اليوم نلمس ذلك الشيء من خلال حرص دور النشر المحلية والعالمية على المشاركة في المعرض الذي تتفرد الشارقة بإقامته على أرضها وسط اهتمام كبير من رواد الفكر والقراء والمثقفين والباحثين والمهتمين والأسر لزيارة المعرض والتعرف إلى جديده.
وأضافت أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يترجم اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة، ورعايته لكل العوامل التي تساهم في تعزيز الحراك التعليمي والثقافي ليس في دولة الإمارات فحسب وإنما على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وهذه القناعات تكرست من فكر يستشرف آفاق المستقبل ويرى في الكتاب كنزاً معرفياً قادراً على إحداث بصمة إيجابية في المجتمع عبر إثراء الفكر الإنساني بمكنونات الآداب والعلوم والقصص وكل أشكال العلوم والمعارف التي تقدم بقوالب مختلفة سواء ورقية أو إلكترونية.
زخم ثقافي
واكدت وزيرة دولة لشؤون التعليم العام أن المعرض وبفضل توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة أصبح تظاهرة عالمية متفردة ساهمت على مدار سنوات عديدة في إعادة الألق للكتاب باعتباره مصدراً معرفياً، فضلاً عن بناء جسور التواصل في عالمنا العربي وعلى مستوى العالم أجمع، إذ يعد المعرض مركزاً يزخر بدور النشر المحلية والدولية والعالمية الراقية، وأشارت إلى أن وزارة التربية تحرص كل عام على المشاركة في المعرض، لإتاحة المجال أمام طلبتها لزيارته والاطلاع على كنوزه المعرفية.
جسر تواصل
وتحدثت وزيرة الثقافة المصرية، د. إيناس عبدالدايم، حول أثر المعرض ودور الشارقة في تقديم الثقافة العربية إلى العالم، بقولها: «إن معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته هذا العام، يعد انعكاساً لحالة التوهج الثقافي التي تشهدها دولة الإمارات، كما يشير إلى التأثير الفكري الكبير للمبدعين العرب في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والإبداعية، التي تؤكد أهمية صناعة الكتاب والنشر في بناء مجتمعاتنا العربية، إضافةً إلى أهمية المعرض وتأثيره في المستويين الإقليمي والدولي، إذ أصبح جسراً للتواصل في حوار الثقافات بلا انقطاع، ولقاءات الحضارات، وملتقى للمبدعين، إضافة إلى كونه نافذة مهمة تطل منها شعوبنا العربية على ثقافة الآخر».
حوار ثقافات
وقال وزير الثقافة الجزائري، عزّ الدين ميهوبي: لا يختلف اثنان في أن الشارقة أصبحت عاصمة دائمة للثقافة العربية، لما تقدمه من مشروعات وبرامج وفعاليات ثقافية كبرى سنوياً، والتي تُعدّ بالآلاف في كل المجالات، من المسرح والسينما والفنون والأدب والنشر والترجمة والتراث والتاريخ والآثار والبحث.
إذ أن الشارقة كرّست نفسها عنواناً حقيقياً للثقافة العربية والإبداع وحوار الثقافات الإنسانية، العربية والعالمية، وأصبحت تشكل قطباً ثقافياً مهماً. وأعتقد أن صاحب السمو حاكم الشارقة يخصص معظم وقته لخدمة الثقافة والسهر على استمراريتها، فمشروع الشارقة الثقافي هو مشروع ثقافي إنساني عميق ومهم.
وأضاف: معرض الشارقة للكتاب مصدر فخر، ونحن سعداء بوجود هذا المعرض الذي تلتقي فيه القامات الثقافية، ويتواصل فيه المثقفون العرب والأجانب في ما بينهم، فهو يمثل حلقة وصل بين الثقافات، ويعمل على ردم الفجوة في عدم فهم الآخر. بمعنى أنه يتيح فرصة تواصل الأفكار وتلاقيها، وتكريس الاختلاف الإيجابي الطبيعي، لأن كل أمة وكل شعب يُقدم تجربة مختلفة، وهذا مهم للغاية.
رسالة فكرية
قال وزير الثقافة المصري الأسبق، د. محمد صابر عرب: «يأتي معرض الشارقة للكتاب هذا العام في دورته 37 بمثابة رسالة ثقافية وفكرية إلى العالم، إيماناً بأهمية الثقافة ودورها في تعظيم قيم التسامح والمحبة والتواصل مع كل ثقافات العالم، ويعد معرض هذا العام حصاداً لنجاحات متواصلة حظيت بكل الدعم والرعاية من صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي جعل من الثقافة عنواناً كبيراً لكل برامج التنمية.
ويعد المعرض هذا العام نموذجاً لكل المعارض العربية والأجنبية، بعد أن اكتسب كل هذه الخبرة، لذا أصبح محط أنظار كل المثقفين والناشرين من كل دول العالم».
فيما وافقه وزير الثقافة المصري الأسبق، د. عبد الواحد النبوي الذي قال: «يكمل معرض الشارقة للكتاب هذا العام عامه 37 وهو غرس طيّب لمثقف راقٍ وسلطان للحكمة والعقل والتنوير، صاحب السمو حاكم الشارقة، فهو مؤمن بأن الثقافة الأداة الأولى لتحقيق الرقي والتقدم والتعبير الحقيقي عن تحضر الأمم، فبقدر ارتفاع مكانة الثقافة لدى الشعوب يكون ارتفاع مكانتهم الحضارية والإنسانية، وأن القراءة هي السبيل الأول للنهوض بالثقافة».
علامة مضيئة
قال مدير مكتبة الإسكندرية، د. مصطفى الفقي: لقد أصبح معرض الشارقة الدولي للكتاب علامة مضيئة على مدار العام واخترق الصفوف ليكون في المقدمة من بين أهم 3 أو 4 مؤتمرات دولية للكتاب في العالم قاطبة، ونحن العرب ننظر إليه بكثير من الزهو والفخار لأنه جعل من الشارقة واحة ثقافية وارفة الظلال يسعى إليها كل طالبي المعرفة وعاشقي القراءة من كل حدب وصوب.
وأضاف الروائي الإماراتي سلطان العميمي بقوله: يعد المعرض من المعارض الدولية المهمة للكتاب على مستوى العالم، نظراً للثقة الكبيرة التي اكتسبها لدى القراء والكتّاب ودور النشر والإعلام، ودفعه حركة النشر في العالم العربي ومحلياً كماً وكيفاً إضافة إلى السمعة الطيبة التي كان وما يزال يحظى بها دولياً، وكذلك الفعاليات المهمة المصاحبة له سنوياً، والتي أصبحت ملتقى يجتمع فيه كبار المثقفين والمفكرين من كافة دول العالم.
كما قال الفنان الدكتور حبيب غلوم: أشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ سنوات وأقول بصدق ومسؤولية إن كل معرض أفضل من سابقه وإن حجم المعروضات يزداد سنة بعد سنة إن كانت عربية أو مترجمة إلى العربية أو باللغات الغربية. ولا أذكر أنني حضرت هذا المعرض ولم أستفد من المعروضات فيه ولم أشترِ ما يفيدني في عملي كصحافي.
نقطة فارقة
قالت الكاتبة والممثلة والإعلامية السعودية، مريم الغامدي: «تشرفت باستضافتي من قبل معرض الشارقة الدولي للكتاب للمشاركة في فعاليات دورته 37 بندوة «كلمات مرئية»، وهي المرة الأولى التي أشارك فيها في هذا العرس الثقافي، ولن تكون الأخيرة! كيف لا وهو يمد جسوراً ثقافية أدبية عربية عالمية تتوافق وتتناسب مع جميع العقول والأفكار على اختلاف اهتمامها ومجالاتها، ومع كل المراحل العمرية، والمعرض منصة خليجية عربية عالمية تشجع على القراءة».
أما الكاتبة فوزية شويش السالم فقالت: المعرض وليد لهذا الوعي والرؤية السديدة لصاحب السمو حاكم الشارقة.
فيما قالت الكاتبة فوزية السالم: «باتت الشارقة منبع إشعاع ثقافي عربي كبير، وأصحبت راعية الثقافة العربية ومنتجتها، واحتلت الصدارة في إنتاج الثقافة ورعايتها، وتصدرت في هذا المضمار، ونالت السبق في المجال الثقافي»، أما الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي فقالت: «الشارقة نقطة فارقة على خريطة الثقافة والنشر في العالم العربي.وانه أحد الإنجازات التي نباهي بها». وأضافت الروائية اللبنانية، علوية صبح: «يضطلع المعرض بدور طليعي على المستويين العربي والدولي».
المصدر: البيان