يصادف غداً ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في إمارة الشارقة.. 49 عاماً مضت سطر سموه من خلالها إنجازات عمرانية واقتصادية وسياحية واجتماعية ورياضية وثقافية عززت مكانة الامارة وريادتها.
وشهدت الشارقة منذ تولي سموه، مقاليد الحكم في الإمارة في الخامس والعشرين من يناير 1972، تطوراً ملحوظاً وازدهاراً كبيراً، حيث أولى سموه اهتماماً كبيراً لإحداث نهضة تنموية فاعلة وسريعة في الشارقة، كما قاد سموه مسيرة التطورات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الإمارة، وبذل سموه جهوداً كريمة لتوفير الفرص التي تدعم التفاعل والحوار الثقافي بين شعوب العالم، كما أن التاريخ سوف يسطر إنجازات عظيمة لسموه في مجالات العلم والمعرفة والثقافة والاجتماع والتاريخ والسياحة والعمل الإنساني، حيث عمل فيها على زيادة الوعي الوطني والمشاركة والمسؤولية الاجتماعية، كما أسس سموه مجلس الشارقة الاستشاري لتفعيل دور المواطن في التنمية والمشروعات على جميع الأصعدة في إمارة الشارقة.
وتقدمت الشارقة بخطى سريعة نحو المستقبل وبرؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق محددة حتى تحققت إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل عام والشارقة بصورة خاصة، مسيرة خط سطورها سموه بحكمة الحاكم المستنير، وبشخصية استثنائية ذات حس إنساني ووعي ثقافي كبير، فهو باني الشارقة الحديثة، وداعم الثقافة بكل أشكالها، وحارس التراث، وعاشق المسرح، ولذلك من الصعب الإلمام بمجالات عطاء سموّه كافة.
سيرة عطرة
يعد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أحد أبرز المهتمين بالعلم والبحث العلمي والعلماء في الإمارة، وهذا ما بدا ظاهراً في متابعة سموه وبشكل خاص لكل مجالات العلم والتعلم في الإمارة، حيث تقلد الحكم في الإمارة 1972، وأصبح عضواً في المجلس الأعلى للاتحاد، وكان عمر سموه آنذاك 32 عاماً، كما نشأ سموه على حب العلم والتعلم وكان شغوفاً بتاريخ بلاده ودراستها، ولهذا تفرغ في بداية حياته لهدف واحد وهو العلم.
وبعد عودته إلى الشارقة بعد إتمامه دراسته الجامعية عام 1971 تسلم صاحب السمو حاكم الشارقة إدارة مكتب سمو الحاكم بإمارة الشارقة، وبعد أيام من قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام 1971، وتحديداً في اليوم التاسع من ديسمبر، تم تشكيل مجلس الوزراء وعُين صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي يومها وزيراً للتربية والتعليم.
وقبل ذلك عمل سموه منذ فبراير عام 1961 إلى سبتمبر 1963 مدرساً لمادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات بالمدرسة الصناعية بالشارقة، ثم تسلم رئاسة البلدية في عام 1965.
موعد تاريخي
وكانت الشارقة على موعد مع تحول تاريخي ومنعطف تنموي جديد يبني مستقبلها ويعزز مكتسبات الماضي، حين تولى مقاليد الحكم في الإمارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة بمباركة من المجلس الأعلى للاتحاد، ليبدأ العمل والإنجاز، وتنطلق حقبة متجددة من التنمية، والبناء، والتطوير، والتحديث، في ربوع الإمارة، تتسق وتتكامل مع خطط الدولة وبرامجها، وتنسجم مع مشاريع التنمية الشاملة والمستدامة في إمارات الدولة الأخرى، حيث شهدت 49 عاماً منذ أن تولى سموه مقاليد الشارقة تحولاً جذرياً في شتى المجالات، فكانت هناك مشاريع عملاقة نفذت ورصدت لها المليارات.
وافتتح صاحب السمو حاكم الشارقة في العام المنصرم حوالي 25 من المشاريع التطويرية المميزة في مختلف مدن وأنحاء الإمارة، والتي رصدت لها مليارات الدراهم، إذ لم تشكل جائحة كورونا عائقاً أمام طموح إمارة الشارقة، وخططها التنموية المستدامة، فحققت الإمارة قفزة نوعية بإنجاز وافتتاح حزمة من المشاريع التطويرية في مختلف القطاعات، كالتعليم والثقافة والفنون وعلم الفلك والرياضة والترفيه، والمساجد والطرق والبنى التحتية، والبيئة والسياحة والتراث والأدب، ولعل أبرز المشاريع التي افتتحت مشاريع خورفكان، فالشارقة محصنة بدروع العلم والمعرفة تذوب على أعتابها أحجار العثرة كافة، وتتحول إلى جسور يعبر الجميع عليها إلى مزيد من التميز، كما أسس سموه المجالس البلدية في مدن وقرى إمارة الشارقة بقصد توسيع نطاق المشاركة والشورى بين المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية المختلفة، وتشجيع تأسيس العديد من المؤسسات غير الحكومية بهدف دعم التفاعلات الاجتماعية بين المجتمعات المدنية والمؤسسات الحكومية والرسمية، وخلافها، كما اعتمد سموه الموازنة العامة لحكومة الشارقة للعام المالي 2021، بمصروفات قدرها 33 ملياراً و595 مليون درهم، وبزيادة نسبتها 12% على عام 2020.
تأمين صحي
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة – دائماً – ما يتلمس احتياجات المواطنين في مختلف مدنها بدقة تامة، وعمل على التواصل بين أصحاب القرار والمواطنين من خلال تأسيس المجلس الاستشاري، الذي يعكس صوت المواطن وينقل آماله واحتياجاته ويوفق بين أعمال الحكومة ومتطلبات المواطنين، إلى جانب إنشائه للمجالس البلدية ومجالس الضواحي. وتأتي هذه الكيانات الثلاثة بهدف ترسيخ مبدأ الشورى والتواصل مع أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، من خلال منابر تعكس همومهم ومشكلاتهم، وتعمل على حلها، كما أن سموه وجه في 20 يناير من العام الماضي، بزيادة رواتب المتقاعدين من شرطة الشارقة على الملاك الاتحادي، ومساواتهم بالمتقاعدين من حكومة الشارقة، بحيث لا يقل الراتب التقاعدي عن 17500 درهم، وذلك استكمالاً لدعم سموه المستمر لشرطة الشارقة، واهتمامه بشؤون أبنائه العاملين والمتقاعدين من منتسبي جهاز الشرطة، كما أعلن في ذات العام عن شمولية التأمين الصحي كافة مواطني الإمارة، بعد أن كان يغطي الموظفين وكبار السن من 60 عاماً فما فوق، كما أعلن سموه عن إنشاء صندوق للضمان الاجتماعي، يستفيد منه كل مواطن لا يستطيع أن يعيش حياة كريمة بالراتب الذي يتقاضاه، سواء المتقاعد أو صاحب الراتب المتدني، إضافة إلى إعفاء 2984 مسكناً من رسوم توصيل خدمات الصرف الصحي، وأن تتكفل الحكومة برسوم التوصيل داخل المنازل بقيمة 45.5 مليون درهم، كما تم رصد 14 مليون درهم لسداد حالات 46 ملفاً في نوفمبر الماضي واعتماد 707 طلبات منح لأراضٍ سكنية للمواطنين.
مسيرة إنجازات
وتبقى منجزات الشارقة شاهدة على عام 2020، حيث افتتح فيه صاحب السمو حاكم الشارقة، عشرات المشاريع الاقتصادية والتنموية والثقافية، لتظل دليلاً على عظمة سلطان الخير والمحبة والإنسانية، كما تسير المسيرة نحو عام مكلل بالتفاؤل والأمل، وبداية جديدة لرحلة تنموية ناجحة، ولعل أبرز المشاريع التي افتتحها سموه مشروع الحديقة الجيولوجية في منطقة بحيص، وافتتح مشروع طريق كلباء الممتد من وادي الحلو إلى ميدان العلم في المدينة بطول 26 كيلومتراً، ويعد من أبرز المشاريع التنموية والخدمية والسياحية التي تتبناها الإمارة لتطوير مدينة كلباء، بتكلفة مليار درهم، إضافة إلى مشروع مرعى الشمال في مدينة الذيد، المرعى الأكبر في الإمارة ، كما اعتمد سموه الهوية البصرية لمراعي الشارقة، التي تكونت من حلقة خضراء بداخلها كثبان رملية تعتليها نبتة الثمام، ومشروع مركز استكشاف الجادة ضمن مشروع مجمع «مدار» الواقع مقره في منطقة مويلح بمدينة الشارقة، على مساحة تزيد على 600 ألف قدم مربعة، ويضم المركز 18 منفذاً لبيع خدمات الطعام، ومسرحاً للفعاليات الخارجية يستوعب 500 شخص، ومنطقة ترفيهية للأطفال.
مشاريع مليارية
كما أن الدراسات التي وجه بها صاحب السمو حاكم الشارقة لتطوير مدينة كلباء رصد لها 5 مليارات درهم، وجارٍ تسريع العمل لتأهيل البنية التحتية في تلك المنطقة، وسوف يتم في المرحلة الأولى تأهيل طريق الشارقة – كلباء بطول 55 كلم والذي تستغرق رحلته ساعة وربع الساعة، فتم رصد مليار درهم لتطوير الشارع حتى تكون المدة الزمنية من كلباء إلى الشارقة 45 دقيقة، وسوف يتم افتتاحه خلال العام الجاري، كما تم افتتاح مشروع نزل الرفراف في مدينة كلباء والذي يعد مشروعاً متفرداً في طبيعته وموقعه، كما أن مدينة الذيد تعتبر ذات موقع متميز، حيث يمر من خلالها ثلاثة طرق رئيسية ومهمة هي طريق خورفكان وطريق الذيد وطريق دبا الحصن الذي سيتم العمل عليه قريباً، فشهدت إنشاء مشاريع عديدة، منها سوق الذيد الواقع بين ميدان الجامع وميدان البردي وتبلغ تكلفته 100 مليون درهم، إضافة إلى مشروع حديقة الذيد، وقد تم العمل على تخطيطه وتصميمه على مدار أكثر من أربع سنوات، وذلك لإيجاد أفضل المخططات والمداخل والمخارج، بما يسهم في انسيابية الحركة والإقبال الكبير الذي ستشهده المنطقة، وستحتوي الحديقة على بحيرة بطول كيلومتر وعدد من المرافق السياحية والتجارية والرياضية والأنشطة الترفيهية، بالإضافة إلى غابة بطول 6 كم من تل الزعفران وصولاً إلى طريق خورفكان، وستضم الغابة 10 ملايين شجرة، قد تم تجهيزها وتصنيفها بما يتناسب مع المنطقة وبيئتها، إضافة إلى مشروع سفاري الشارقة والواقع ضمن محمية البردي بمدينة الذيد الذي بلغت تكلفته مليار درهم، حيث سيوفر 300 فرصة عمل لأبناء وبنات المنطقة، وسيتم تدريبهم على مهامهم واختصاصاتهم منذ الآن وحتى افتتاح السفاري.
اهتمام بالرياضة
أولى صاحب السمو حاكم الشارقة اهتماماً بالرياضة، حيث كافأ سموه الأندية بـ «12،685،000» خصصت لـ17 نادياً وهي نادي الشارقة الرياضي ونادي البطائح الثقافي الرياضي ونادي الثقة للمعاقين ونادي دبا الحصن الثقافي الرياضي ونادي مليحة الثقافي الرياضي ونادي خورفكان الثقافي الرياضي ونادي الشارقة لرياضات الدفاع عن النفس ونادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية ونادي الشارقة الثقافي للشطرنج ونادي اتحاد كلباء الرياضي ونادي الذيد الثقافي الرياضي ونادي الحمرية الثقافي الرياضي ونادي الشارقة للثقافة والفتيات بالشارقة ونادي خورفكان للمعاقين ونادي المدام الثقافي الرياضي ونادي الشارقة للفروسية والسباق ومؤسسة الشارقة لرياضة المرأة.
ثقافة
أوقد صاحب السمو حاكم الشارقة شعلة الثقافة والتنوير وعمل على تقديم الشأن المعرفي على الشؤون الأخرى؛ لأنه بالثقافة والفنون والمعرفة نستطيع محاربة التوتر، ولعل حصر إنجازاته الكبيرة التي حققها في هذا الشأن من الأمور الصعبة لما سطره من طفرات تنموية في جميع المجالات حتى أضحت الشارقة عنواناً للحضارة العربية والإسلامية الأصيلة التي تفخر بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، وتحتضن عدداً من الصروح المعمارية التي تجسد روعة العمارة الإسلامية، بحيث نالت الشارقة لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2015، وتتميز بمعالمها العديدة منها التراثية كمنطقة قلب الشارقة، والحديثة كقناة القصباء المائية وواجهة المجاز وجزيرة النور، إضافة للمعالم الثقافية من متاحف وغيرها.
المصدر: الخليج