أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن مشروع الحضانات الحكومية في إمارة الشارقة يحمل دوراً ومسؤولية كبيرين، ينطلقان من الحرص على تنشئة الطفل وتربيته أفضل تنشئة، بمساعدة الأم في العناية به وتعليمه المهارات اللازمة وغرس القيم النبيلة.
جاء ذلك خلال حضور سموّه صباح أمس، حفل تخريج الدفعة الأولى من الدورة التدريبية «تطوير معلمات الحضانات الحكومية»، في مدرسة فيكتوريا الدولية في الشارقة.
وأشار سموّه، إلى أن تربية الطفل ليست من مهام الخادمة أو العاملة، بل مسؤولية الأم، وتكون الحضانات مساعدة للأم في هذه المسؤولية، تسهيلاً على الأمهات العاملات. كما أشار إلى أهمية الرضاعة الطبيعية، لما لها من فوائد للطفل في تنشئته ونموه.
وأوضح، أن مشروع الرضاعة الطبيعية بدأت به الإمارة سابقاً، وكانت نتائجه طيبة، وكان تثقيفياً فقط، واليوم أصبح تطبيقياً، فلا يقبل الطفل في الحضانة إذا امتنعت الأم عن القدوم لإرضاعه طبيعياً، حيث لن يُرضع الطفل أي حليب صناعي في الحضانة.
وأكد سموّه، أن الطفل يتأثر بالأم ويشعر بها منذ الولادة، وللرضاعة الطبيعية تأثير كبير فيه، فضلاً عن الحنان الذي يحتاج إليه، ليشبع مشاعره وينشأ وفقها، بأفضل الأساليب والقيم.
ووجه سموّه المعلمات بتقديم الحنان إلى الطفل، وحسن معاملته التي تولد القابلية للتعلم واكتساب المهارات اللازمة لتنميته وتأسيسه، موضحاً أهمية صفاء ذهن المعلمات عند تعاملهن مع الأطفال في الحضانة، وتجنب المشكلات الخارجية التي قد تؤثر سلباً في أدائهن. كما وجههن إلى التعاون مع الأمهات، وحثهن على تقديم الحنان والرضاعة الطبيعية لأطفالهن، لتحقيق التكامل في أدوارهن لخدمة الطفل.
وأشار سموّه إلى أن الأم العاملة في إمارة الشارقة، تعطى الفرصة للذهاب إلى ابنها وإرضاعه.
وبين سموّه أن هذا الفوج من الخريجات، هو الأول وستتبعه سنوياً أفواج لتستكمل هذا المشروع المهم، مشيراً إلى أن مراحل رياض الأطفال والابتدائية لن تُغفل، ومع تخريج أول دفعة للحضانات ستكون هذه المراحل مهيأة لهن ببرامج وبيئات مكملة.
وكان الحفل بدأ بالسلام الوطني، وتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم، ثم ألقى دين بايره، المدير التنفيذي للمدرسة، كلمة رحب فيها بصاحب السموّ حاكم الشارقة، مشيداً بدعم سموّه للمبادرات التعليمية في مختلف مدن الإمارة ومناطقها.
وعبّر عن سعادته، بالتعاون مع مجلس الشارقة للتعليم، في دعم مشروع الحضانات الحكومية، مبدياً إعجابه بالإقبال الكبير من المنتسبات للدورة.
وألقى الدكتور سعيد مصبّح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، كلمة أعرب فيها عن خالص الشكر إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على دعمه الدائم واهتمامه بالطفل الذي يشكل نواة المستقبل، وتقديم المبادرات والبرامج التي تسهم في تنشئته وفق أفضل الطرق والسبل التعليمية.
وقال «الأمم الرائدة تضع في أولوياتها تربية أطفالها والعناية بهم، هذا ما أكده صاحب السموّ حاكم الشارقة، عبر مسيرة الإمارة المعطاءة التي تتميز بأنها كانت، وما زالت، سباقة في التنمية المجتمعية، إذ شهدت في الأعوام الماضية، انطلاق الكثير من المبادرات «العلمية والتعليمية والثقافية والاجتماعية» التي تعتني بالأسرة والطفل، وأسهمت في تعزيز المكانة الرائدة للإمارة في المحافل العالمية، ما أهلها للحصول على كثير من الألقاب والجوائز».
وثمّنت كيري غراهام، مديرة مركز التعليم المبكر والقسم الابتدائي في المدرسة، التعاون وتبادل الخبرات بين التجربة الأسترالية ومشروع الحضانات في الشارقة.
وألقت عائشة عبدالله، مديرة الحضانات الحكومية في الشارقة كلمة قالت فيها «شهدت الحضانات نمواً مطرداً في عدد الأطفال المنتسبين إليها، حيث ارتفع عددهم من 630 طفلاً، عام 2008، ليصل إلى 1600، عام 2017، واستمراراً لجهود إدارة الحضانات الحكومية في التعرف إلى النظم المميزة للتعليم في سنوات الطفولة المبكرة في دول عدة، عقد المجلس، سلسلة من اللقاءات المشتركة مع مدرسة فيكتوريا، على مدار 6 أسابيع، اطلعنا خلالها على التجربة الأسترالية الدولية في إدارة الحضانات في الجوانب المرتبطة بإطار العمل والتعليم لسنوات الطفولة المبكرة التي تعد من اكثر التجارب شمولية في كل الجوانب، المعرفية والاجتماعية والنمائية».
والقت الخريجة مريم النقبي، كلمة بالنيابة عن الخريجات قدمت فيها الشكر إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة على دعمه للحضانات الحكومية والفرصة التي منحت لمعلمات الحضانات الحكومية لاكتساب أفضل المعارف والمهارات لتقديم الرعاية والتعليم الملائم لمرحلة الطفولة المبكرة.
وتفضل صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتسليم الخريجات شهاداتهن مقدماً لهن التهنئة والتمني بالتوفيق.
وتجول سموّه عقب الحفل، في أروقة المدرسة، مطلعاً على سير العملية التعليمية في الصفوف، وما تضمه المدرسة من مرافق علمية وترفيهية.
حضر الحفل إلى جانب سموّه، الدكتور سعيد مصبّح الكعبي، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور عمرو عبدالحميد، رئيس مجلس إدارة مدرسة فيكتوريا الدولية، وعلي الحوسني، الأمين العام لمجلس الشارقة للتعليم بالإنابة.
المصدر: الخليج