افتتح صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام من 2 إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1681 دار نشر من 60 دولة، وتحت شعار «اقرأ أكثر».
وتجول صاحب السموّ حاكم الشارقة، في أروقة المعرض، برفقة الحضور، متفقداً الأجنحة المشاركة ودور النشر، وتوقف سموّه لدى عدد من الأجنحة.
من جهة أخرى، استعرض صاحب السمو حاكم الشارقة، وعبر حديث تلفزيوني أجراه معه محمد حسن خلف، مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، عُرض مساء يوم أمس الأربعاء على قنوات مؤسسة الشارقة للإعلام، مراحل تكوين حوض الخليج العربي، مشيراً إلى أن ذلك التكوين جاء بسبب تحرك الصفائح القارية، إضافة إلى ذوبان الجليد.
وأكد سموه أن الخليج بطبيعته التضاريسية وموقعه الجغرافي المتميز دفع كثيراً من القوى للصراع خلال الفترة من 1620 – 1820 لفرض سيطرتها على المنطقة في أول أمرها للحفاظ على تجارتها وتوفير الأمان الكافي لها، وتحول ذلك الدافع إلى أطماع استعمارية، وتدخلات بشؤون سكان المنطقة.
وفي مستهل الحديث، قال صاحب السمو حاكم الشارقة، لي مع الخليج ألف حكاية وحكاية، تبدأ منذ التكوين الجيولوجي لهذه المنطقة.
وبيّن صاحب السمو حاكم الشارقة، خلال الحوار أهمية الخليج بالنسبة للتجارة من طرف وبالنسبة للتوسع الاستعماري والاحتلال من طرف آخر.
وتحدث سموه حول المرحلة التاريخية التي يتوقف عندها في كتابه الصادر حديثاً «صراع القوى والتجارة في الخليج 1620 1820م» موضحاً «أن الحملات الغربية والرحلات بدأت حين سقطت إسطنبول عاصمة الحكم العثماني الإسلامي، فقرر بابا الكنيسة حينها قطع العلاقات مع المسلمين، ما أسفر عن قطع الطرق التجارية مع الهند وشرق آسيا، فخرج المستكشفون للبحث عن طرق بديلة، وفي تلك المرحلة اكتشف كريستوفر كولومبس أمريكا، ووصل فاسكو دي جاما إلى رأس الرجاء الصالح، ليضع يده على أول منفذ للقارة الأوروبية على المنطقة».
وأكد سموه أن ذلك التاريخ وغيره، يكشف حقيقة المد الاستعماري الذي أصاب الخليج والمنطقة العربية، فالأهداف التجارية، والسيطرة على الطرق التي تمد الجسور مع مراكز الصناعة والحرف والبهارات في القارة الآسيوية، هي الهدف المركزي والأساسي بالنسبة لمختلف القوى الاستعمارية التي مرت على المنطقة.
وأشار سموه إلى أن الكتاب يمثل أطروحة أكاديمية نال عليها شهادة الدكتوراه من جامعة دورهام البريطانية، لافتاً إلى أن الجامعة توقفت عند حجم الجهد والأهمية المعرفية التي يمثلها الكتاب، حيث أمضى سموه قرابة أربعين عاماً في جمع وثائقه ومواده التاريخية، وشهد يوم مناقشة الرسالة حضور نخبة من المسؤولين والأكاديميين المختصين الذين أشادوا بأهمية الكتاب كمرجع تاريخي متين يشكل إضافة لمكتبة التاريخ الإنساني.
المصدر: الخليج