شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة أمس، انطلاق فعاليات «ملتقى البحث العلمي» السنوي الثاني عشر تحت شعار «البحث العلمي والابتكار في خدمة المجتمع» وذلك في قاعة الرازي بمجمع الكليات الطبية والعلوم الصحية في الجامعة.
وبدأ الحفل بعزف السلام الوطني للدولة وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها تابع الحضور فيلماً قصيراً حول المختبرات البحثية والابتكار في الجامعة أبرز دور البحث العلمي كونه من أهم الأنشطة والبرامج التي يزاولها طلبة وأساتذة الجامعة وعرض أهم مرتكزاته ومجالاته بجانب تسليط الضوء على جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في توفير القاعدة السليمة والبنى التحتية اللازمة والموارد البشرية ذات الخبرات العلمية الواسعة في دعم البحث العلمي.
وأكد الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة – في كلمته الافتتاحية – أن صاحب السمو حاكم الشارقة لا يدخر وسعاً في رعاية ودعم مختلف أنشطة الجامعة وعلى الصعد كافة، الأمر الذي كان وسيبقى دائما المحرك الأساسي في سرعة ورسوخ تقدم الجامعة وتطورها إلى أن غدت اليوم تسجل مكانتها رسمياً في مواقع متقدمة على المستوى العالمي وبقرارات من منظمات عالمية متخصصة في تقييم الجامعات عالمياً.
وأضاف أن البحث العلمي في جامعة الشارقة كان وسيبقى أحد أهم أركان الرؤى والرسالة السامية التي وضعها لها ووجه بالعمل بموجبها رئيسها صاحب السمو حاكم الشارقة منذ تأسيسها، حيث اتخذ شكل النهضة العلمية الكبرى للجامعة منذ نحو أربع سنوات عندما وجه سموه بأن تسعى الجامعة في الآفاق العالمية ضمن هذا المنهج، لافتاً إلى تأسيس المعاهد ومراكز التميز العلمي فضلاً عن المجاميع البحثية بجانب ربط عملية التعليم والتعلم بالبحث العلمي والتطوير والابتكار بما في ذلك ريادة الأعمال مع التعاون مع كبريات الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية والمؤسسات والهيئات المحلية والإقليمية والعالمية والتي كان آخرها مع معهد «MIT» الأشهر على المستوى العالمي.
وقال إنه نتيجة لذلك كانت جامعة الشارقة في المراكز الأولى على المستوى العالمي حيث حصلت على الجرين ماتريكس على مستوى الدولة وكانت بين الثالثة والرابعة في تصنيف «QS» على المستوى الوطني والرابعة على الإمارات في تصنيف التايمز العالمي أما على مستوى الوطن العربي وضمن هذه التصنيفات فقد تراوح موقعها بين 12 و 16.
وأكد النعيمي أن مكانة جامعة الشارقة ستستمر في التقدم لأن نتائج جهود المخلصين والأوفياء العاملين فيها بدأت تظهر في قوتها وحجمها الطبيعي، مشيرا إلى حرص الجامعة على ترجمة توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بأن تعد الجامعة وتخرج العلماء والباحثين على نحو عملي وعلمي.
ذكر أن الجوائز المحلية والعالمية العديدة التي فازت بها الجامعة وطلبتها ومن مختلف الدرجات العلمية تؤكد هذه الحقائق، فضلا عن الزيادة الكبيرة في عدد طلبة الدراسات العليا التي تسجلها الجامعة لاسيما في البرامج المرتبطة مع جامعات عالمية بشهادات علمية مشتركة مثل جامعات ETS وأوتاوا الكندية ولوبيك الطبية الألمانية في مختلف التخصصات.
وأشار إلى أن بعض برامج الدراسات العليا تشهد طلبا كبيرا اعتمادا على قوة شهاداتها لاسيما في البرامج والمجاميع البحثية المتعددة التخصصات مثل الطب الجزيئي وأمراض السرطان والسكري وأمراض الروماتيزم والعلوم الصيدلانية والطب الحيوي وطب الأسرة وهندسة الطب الحيوي وعلوم وتكنولوجيا الأسنان وكل ما يتعلق بها، إضافة إلى علوم وتقنيات البيئة والبيئة الصحية وهندسة البيئة والإدارة الهندسية والصناعية وعلوم وهندسة أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي وعلوم وتكنولوجيا المواد وتحلية المياه وعلوم وهندسة المياه وتطبيقات علوم الفضاء والفلك وهندسة الطيران والفضاء ومختلف التخصصات القانونية بما في ذلك قانون الجو والفضاء.
وأوضح أن الجامعة تعمل الآن ضمن استراتيجية خمسية للبحث العلمي فيها كثير من المحاور التي تحتمها حركة التطور والتنمية العصرية على مستوى الدولة والمنطقة والعالم.
من جهته أكد الدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا أن جامعة الشارقة قد وضعت استراتيجية فاعلة للبحث العلمي للأعوام القادمة 2019 – 2024 هدفها التركيز على إنتاج وصناعة المعرفة وإيجاد حلول للمشكلات والتحديات التي تواجه مجتمع دولة الإمارات بشكل خاص من خلال الابتكار والبحث العلمي الرصين لتمكين الجامعة من المنافسة على المستوى العالمي.
40 مجموعة بحثية
وأضاف أنه لتحقيق الأهداف المرجوة من البحث العلمي عملت المعاهد والمراكز البحثية على تقديم خطط بحثية من خلال مجموعاتها البحثية، والتي تضم العديد من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين والمتميزين في الكليات المختلفة إضافة إلى مساعدي البحث من الطلبة المتميزين في الدراسات العليا وقد بلغ عدد هذه المجموعات حتى هذا العام 40 مجموعة بحثية ضمت ما يزيد عن 250 باحثاً من أعضاء الهيئة التدريسية.
وقال إنه لتطوير البحث العلمي والدراسات العليا تم التوسع في الاتفاقيات التي تبرمها جامعة الشارقة مع جامعات ومؤسسات محلية وعالمية ذات مستوى مرموق في مجال البحث العلمي والدراسات العليا إضافة إلى المشاريع البحثية التي تنجزها الجامعة بالشراكة مع مؤسسات المجتمع ومنها على سبيل المثال لا الحصر المشاريع المشتركة مع مؤسسة الجليلة ومؤسسة تيري فوكس لتطوير مركبات جديدة قد تستخدم مستقبلا لعلاج مرض السرطان والزهايمر.
وأشار إلى أنه في مجال العلوم والهندسة هناك العديد من المشاريع المشتركة مع هيئة مياه وكهرباء الشارقة وبلدية الشارقة وبلدية دبي والمركز الوطني للأرصاد الجوية في مجالات استخدامات الطاقة المتجددة وترشيد استخدام الطاقة والمياه ومشاريع الاستدامة إضافة للعديد من المشاريع المشتركة مع أكاديمية الشارقة للبحوث منها المتعلقة بإعادة استخدام مياه الصرف الصحي واكتشاف الملوثات الدقيقة في المياه ومشاريع المواد المتقدمة واستخداماتها.
وتابع هناك مشاريع تتعلق بالعلوم الإنسانية والاجتماعية» مبادرة لغتي لإكساب أطفال الروضة مفاهيم ومهارات اللغة العربية، موضحا أنها تنفذ بالتعاون مع مكتب الشيخة بدور القاسمي، إضافة إلى مشروع يتعلق بالمشكلات والتحديات التي تواجه الأسرة في الدولة مع مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبي بجانب مشروع التنمر لدى طلاب المدارس في إمارة الشارقة بالتعاون مع مراكز التنمية الأسرية في الشارقة ودراسات أخرى بالتعاون مع برنامج الشيخ زايد للإسكان.
براءات الاختراع
وأشار نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا إلى أن تركيز الجامعة في تنفيذ خطتها المستقبلية سيكون على الابتكار وتسجيل براءات الاختراع والنشر في المجلات المحكمة ذات السمعة العالمية المرموقة وإجراء العديد من الأبحاث التي تلبي حاجات المجتمع الإماراتي والمنطقة بجانب تعيين المزيد من أعضاء هيئة التدريس المتميزين في البحث العلمي ونشر بحوث طلبة الدراسات العليا في مجلات متميزة على المستوى العالمي وتشجيع ودعم طلبة البكالوريوس لإجراء البحوث الهادفة.
وعرض عدد من مشرفي المعاهد البحثية في جامعة الشارقة جهود تلك المعاهد البحثية، خصوصا الحاصلة منها على براءات اختراع وهي «معهد البحوث للعلوم الطبية والصحية» الحاصل على براءة اختراع في تصنيع بعض المركبات الكيماوية المقاومة لخلايا البكتيريا وتعد أكثر فاعلية من المضادات الحيوية الموجودة والمطروحة في الأسواق في الوقت الراهن إلى جانب براءة اختراع أخرى في إنتاج مركبات جديدة أظهرت التجارب المخبرية فعاليتها على أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية.
و«معهد البحوث للمواد المتقدمة»- التابع لمعهد البحوث للعلوم والهندسة – والذي عقد عدة اتفاقيات مع مؤسسات ومنظمات تعنى بالآثار والتراث داخل الدولة وخارجها، ومن خلال تحليل المواد المستخدمة في ترميم المباني القديمة والأثرية وكانت هناك مساهمات كبيرة للمعهد في ترميم الكثير من المباني الأثرية محليا و دوليا.
و«مركز العلوم الاجتماعية والإنسانية» حيث ساهم مع عدد من برامج الإسكان المحلية من خلال عمل دراسات حول العوامل المؤثرة في هذا الجانب المهم والذي يشكل فاصلا لدى حياة أهل البلد.
وتناول المركز في دراساته العوامل الديمغرافية والدخل والكثافة السكانية ومن ثم تحليل البيانات بأعلى الأساليب الإحصائية التي ساهمت في الظهور بتوصيات ساهمت في وضع الخطط المستقبلية للمشاريع الإسكانية المحلية.
تكريم الرعاة والداعمين
وكرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الرعاة والداعمين للملتقى وهم مصرف الشارقة الإسلامي ومصرف الإمارات الإسلامي.
كما كرم سموه رعاة وداعمي جائزة الشارقة للتصميمات والابتكار وهم دائرة التنمية الاقتصادية وشركة كوزموبلاست الصناعية.
وقدم سموه تكريما خاصا لعدد من أساتذة الجامعة المتميزين في مجال البحوث العلمية والتدريس وخدمة الجامعة والمجتمع.
ومنح سموه جائزة مصرف الشارقة الإسلامي لأعضاء هيئة التدريس – في مجال البحث العلمي المتميز وجائزة المصرف نفسه لفئة الطلبة وكرم الطلبة الفائزين بجائزة الشارقة للتصميمات والابتكار.
المعرض العلمي
وقد افتتح صاحب السمو حاكم الشارقة المعرض العلمي المصاحب للملتقى، حيث تفقد سموه أرجاء المعرض مستمعا لشرح حول المشاريع البحثية المعروضة من طلبة البكالوريوس والدراسات العليا والتي من شأنها الإسهام في خدمة ورفعة المجتمع إلى جانب تفقده لآخر وأحدث مستجدات البحث العلمي.
حضر افتتاح الملتقى إلى جانب سموه كل من الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم وخولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة وعدد من أعضاء مجلس أمناء جامعة الشارقة وسلطان عبدالله بن هده رئيس دائرة التنمية الاقتصادية وعبدالرحمن بن علي الجروان والدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة وممثلي الشركات والمؤسسات الداعمة والراعية للملتقى وجمع من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية للجامعة وطلبة البكالوريوس والدراسات العليا. (وام)
المصدر: الخليج