جدد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، الإشادة باستمرار تقدم جامعة الشارقة وتطورها، في إطار مسيرة نهضة علمية واسعة وراسخة، مؤكداً سموّه أن هذه النهضة المباركة ستعزز مكانتها في الصفوف الأولى بين الجامعات النظيرة على المستويات المحلية والإقليمية وحتى العالمية.

جاء ذلك في مستهل الاجتماع الحادي والأربعين، لمجلس أمناء جامعة الشارقة الذي عقد صباح أمس، برئاسة سموّه في العاصمة البريطانية لندن. وقال بعد أن تفضل بتوجيه الشكر والتقدير إلى أعضاء مجلس الأمناء وإدارة الجامعة، إن مناهج التطوير الأكاديمي والعلمي التي تعمل عليها الجامعة، تعزز جوهر الرسالة التي كنا قد وضعناها لها مع بداية تأسيسها، وتوجهاتنا بها الآن في الآفاق العالمية التي تشهد حركة سريعة وواسعة في ميادين التطور، تلبية لمتطلبات العصر ومقتضياته. مشيراً سموّه إلى أن البنية التأسيسية الجديدة التي شهدتها الجامعة في البناء العلمي وتوسيع آفاق البحث العلمي وأدواته، من شأنهما أن يبنيا في هذه المرحلة الجديدة هذه المتطلبات بالصورة التي تلبي تطلعاتنا.

تقرير مدير الجامعة

بعد ذلك بدأ الاجتماع أعماله، بالمصادقة على محضر الاجتماع السابق لمجلس الأمناء، ثم استمع إلى تقرير قدّمه الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة عن منجزات الجامعة خلال العام الأكاديمي: 2015 /2016 بدأه بتوجيه الشكر إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على توجيهاته السديدة ودعمه المادي والمعنوي اللامحدود للجامعة التي أكد أنه هو الأساس في تحقيق الجامعة لتقدمها وتطورها على مختلف الصُّعد.

وأوضح النعيمي، أن تقريره يشتمل على بعض مجالات الأداء، من بينها الوحدات الأكاديمية والإدارية المقترحة حديثاً، وحالة الاعتمادات الأكاديمية المحلية والعالمية، والأنشطة البحثية، وحالة البرامج المعتمدة والمطروحة والبرامج المقترحة، فضلاً عن قضايا متعلقة بأعضاء هيئة التدريس ونظام تقييمهم المقترح، والزيادة المقترحة على رواتبهم.

وقال: «في مجالات الهيكل التنظيمي، وضعت مجموعة من المقترحات، من بينها تأسيس معهد للغات ليشمل: مركز اللغة الإنجليزية، ووحدة الكتابة لخدمة أعضاء هيئة التدريس والطلبة والموظفين في الجامعة لمساعدة الطلبة في كتابة أبحاثهم وتقاريرهم البحثية وأطروحاتهم، لزيادة عدد الأبحاث التي ينشرها أعضاء هيئة التدريس، باللغة الإنجليزية، في مجلات مرموقة لتحسين تصنيف الجامعة عالمياً. فضلاً عن مقترح مركز اللغة العربية واللغات الأجنبية؛ لأن الجامعة تتلقى الكثير من الطلبات لطرح برامج لغة عربية للناطقين بغيرها، ويحتاج طلبتها لدراسة مساقات في اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومقترح وحدة الترجمة الكتابية والشفوية الذي يقتضيه الكثير من الأبحاث المنشورة لأعضاء هيئة التدريس والكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه الصادرة باللغة العربية، وغير المدرجة في قواعد بيانات معروفة، مثل قاعدة بيانات «سكوبس»، حيث تبين أنه يمكن لهذا المركز أن يوفر ترجمة رفيعة للأبحاث والكتب والأطروحات الصادرة باللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، لتنشرها دور نشر عالمية مرموقة، أو دوريات ومجلات علمية دولية محكمة».

بعد ذلك استعرض النعيمي، ما حققته الجامعة في الاعتماد الأكاديمي، فقال، إن جميع البرامج المطروحة وعددها 93 برنامجاً، اعتمدتها هيئة الاعتماد الأكاديمي في الدولة، وإن 11 برنامجاً حصل على الاعتماد المبدئي والكامل هذا العام، وقدّم 24 برنامجاً للحصول على الاعتماد المبدئي والكامل، وهناك 26 برنامجاً مستحقاً للاعتماد المبدئي والكامل في الفترة المقبلة، و22 برنامجاً جديداً قيد الإنجاز.

وفي ميادين الاعترافات الأكاديمية الدولية قال النعيمي: «إن برامج كلية الاتصال حصلت على اعتماد مجلس الاعتماد الأكاديمي الأمريكي للجامعات الغربية في شهر مايو/أيار الماضي. وسُلّمت الدراسات الذاتية لثمانية برامج في الهندسة، إلى مجلس الاعتماد الأمريكي للهندسة والتكنولوجيا. وقُدِّم برنامجان في تكنولوجيا المعلومات إلى مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا. وقُدِّمت الدراسات الذاتية لبرامج الكيمياء والرياضيات والتقنية الحيوية إلى مجلس الاعتماد الأمريكي للهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية. وقُدِّمت برامج كلية إدارة الأعمال للحصول على اعتماد الجمعية الأمريكية لتطوير كليات إدارة الأعمال الدولية».

وأكد أنه يجري تصنيف الجامعة بشكل رئيسي من قبل هيئة التصنيف الوطنية (مركز إحصاءات ومعلومات التعليم العالي)، وهيئات التصنيف العالمية «كيو إس»، وتايمز للتعليم العالي، ونُشرت نتائج تصنيف «كيو إس» لعام 2016، لتحقق جامعة الشارقة تحسناً على مستوى الوطن العربي ودولة الإمارات، مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أنها حصلت على المرتبة الثالثة على مستوى دولة الإمارات، مقارنة بالمرتبة الرابعة للعام الماضي، وأكد أن الجامعة تواصل، وعلى نحو مستمر، اتخاذ كل الإجراءات والتدابير لتحسين أدائها ومستوى تصنيفها، وأنها حققت هذا العام ارتفاعاً في عدد الأبحاث المنشورة، بما يؤهلها للدخول ضمن تصنيف تايمز للتعليم العالي لأول مرة.

تطورات النهضة العلمية

واستعرض النعيمي تطورات النهضة العلمية في الجامعة بعد إعادة تنظيم بنية البحث العلمي فيها، فقال: «تم تشكيل عدد من المجموعات البحثية والمراكز البحثية وهيئات الأبحاث الخدمية في المعاهد البحثية الثلاثة، وبدأت المجموعات البحثية المتعددة نشاطها، وشكل عدد من المجموعات البحثية الجديدة في تلك المعاهد».

وانتهى مدير الجامعة في تقريره إلى استعراض المشاريع المهمة التي من المقرر أن تعمل على تنفيذها جامعة الشارقة خلال العام المقبل فقال، إن منها «طرح المزيد من برامج الدراسات العليا بهدف تزويد المعاهد والمراكز البحثية بمزيد من طلبة الدراسات العليا، لتحسين المخرجات البحثية، وتوظيف عدد من أعضاء هيئة التدريس من ذوي الخبرات والكفاءات البحثية الجيدة، وترجمة أبحاث مهمة مكتوبة باللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية ونشرها في مجلات دولية مرموقة، وتأسيس مركز تمثيل للدول العربية المرتبطة بالمعهد الدولي للقوانين ذات الطابع الفرنسي، وتجديد ترخيص الجامعة والحصول على الاعتماد المؤسسي الدولي، وكذلك الحصول على الاعتماد الأكاديمي لـ 35 من البرامج الجديدة والبرامج القائمة حالياً، وتنفيذ المرحلة الثانية من نظام إدارة تقييم المساقات والبرامج، فضلاً عن تنفيذ نظام محدث لتقييم أداء أعضاء هيئة التدريس. ومثله لتقييم الموظفين الإداريين، والتحديث التدريجي للبنية التحتية للجامعة، ويشمل ذلك تكنولوجيا المعلومات والقاعات الدراسية والمسارح ونظام السلامة.

وشكر المجلس مدير الجامعة على تقريره، وعلى الجهود التي يقوم بها جميع العاملين بها.

الميزانية

بعد ذلك اعتمد المجلس مشروع الميزانية العامة للجامعة للعام الأكاديمي 2016- 2017 والبالغة 838 مليون درهم، كما استعرض عدداً من الموضوعات التي طرحتها اللجنة الأكاديمية، ومن بينها الوظائف القيادية الشاغرة في الجامعة، واعتمد إنشاء معهد اللغات وما يشتمل عليه من مركز اللغة الإنجليزية، ووحدة الترجمة، ومركز اللغات، واللغة العربية للناطقين بغيرها، ووحدة الكتابة، كما اعتمد طرح برامج أكاديمية جديدة وهي: ماجستير العلوم في العلوم والتكنولوجيا البيئية، وماجستير العلوم في علوم الصحة البيئية، وماجستير العلوم في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وبكالوريوس العلوم في هندسة البرمجيات، وبكالوريوس التربية في الطفولة المبكرة.

واطّلع المجلس على التقدم الذي حققته الجامعة في البرامج التي اعتمدها مجلس الأمناء في اجتماعه السابق، وعلى مستوى الأداء في البحث العلمي وإنجازاته، وعلى تقرير لجنة الالتزام والتدقيق، ووافق على زيادة رواتب أعضاء الهيئة التدريسية، وزيارة الرسوم الدراسية، واستعرض لوائح الجامعة بعد أن جرى تطويرها، كما بحث عدداً من القضايا المتعلقة بأعضاء هيئة التدريس، وترقية عدد منهم إلى درجة أستاذ أو أستاذ مشارك، واعتمد نظاماً جديداً لتقييم أعضاء هيئة التدريس.

وانتهى الاجتماع إلى اعتماد تخريج الطلبة الذين أنهوا متطلبات تخريجهم لنيل درجة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس في فصل الربيع 2015/ 2016.

المصدر: الخليج